نفطأخبار النفطتقارير النفطرئيسية

3 أسباب وراء خفض كوريا الجنوبية وارداتها من نفط الشرق الأوسط

وصل إلى أدنى مستوياته في 25 عامًا خلال 2021

مي مجدي

خلال السنوات الماضية، اتجهت كوريا الجنوبية إلى تنويع مصادر واردات النفط محاولةً تقليل الاعتماد على خام الشرق الأوسط في ظل ارتفاع الأسعار وتقييد الإنتاج في الخليج العربي.

ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن شركة النفط الوطنية الكورية الحكومية (كنوك)، وصل اعتماد كوريا الجنوبية على خام الشرق الأوسط إلى أدنى مستوى له في 25 عامًا خلال 2021، ويعكس ذلك تزايد اهتمام البلاد بالواردات الرخيصة والوفيرة من الأميركتين.

وأظهرت البيانات شراء خامس أكبر مستورد للخام في العالم قرابة 574.4 مليون برميل من مورّدي الشرق الأوسط في عام 2021، ويمثّل ذلك 59.8% من أصل 960.2 مليون برميل من مشتقّات النفط الخام خلال العام، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 1986 البالغة 59.4%.

وخلال العقدين الماضيين، تجاوزت حصة واردات خام الشرق الأوسط إلى كوريا الجنوبية 80%، وفقًا لبيانات موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.

تقييد إنتاج النفط

ارتفعت واردات البلاد من النفط الخام لعام 2021 من الأميركتين، لاسيما من الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل والإكوادور، إلى مستوى قياسي بنسبة 18% عند 204.2 مليون برميل.

خام برنت- النفط- غولدمان ساكس
أنابيب النفط الخام - أرشيفية

ويرى المسؤولون في مصافي التكرير الكبرى في كوريا الجنوبية أن تراجع واردات خام الشرق الأوسط كان حتميًا مع مواصلة تحالف أوبك+ تقييد الإمدادات، ولم تفِ وتيرة الزيادة في الإنتاج من قبل كبار منتجي النفط بتوقعات المستخدمين الآسيويين.

ووفقًا للمحللين في مؤسسة النفط الكورية، تعمل شركات التكرير على تطوير إستراتيجيتها لتنويع المواد الأولية من خلال أنظمة التكرير ورفع الكفاءة، وأدى ذلك إلى تقليص شحنات خام الشرق الأوسط.

ولم يكن لدى المصافي المحلية مشكلة في خفض استثماراتها في الشرق الأوسط؛ نظرًا لأن البلاد تمتلك أكثر أنظمة التكرير تطورًا في آسيا، كما إن المصافي الكورية تتميز بالمرونة ويمكنها تنويع خياراتها بسرعة.

ارتفاع الأسعار

رفع منتجو النفط الرئيسيون في الشرق الأوسط من أسعار بيع الخام (أو إس بي) باستمرار خلال العام الماضي، وإضافة عبء التكلفة على العديد من المستخدمين النهائيين الآسيويين في ظل ارتفاع الأسعار القياسية العالمية.

ووحدت مصافي التكرير الكورية الجنوبية أن الخام الأميركي الأخفّ وزنًا والأكثر حلاوة أرخص للاستيراد، واستوردت 118.7 مليون برميل في عام 2021، بزيادة 13.7% عن عام 2020.

كما إن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تعطي لمصافي التكرير الكورية أفضلية على المستخدمين النهائيين الآسيويين الآخرين خلال إبرام صفقات النفط الخام الأميركية، إذ تمنح سول بعض حوافز الشحن لمصافي التكرير عند شراء النفط الخام من مناطق أخرى غير الشرق الأوسط.

ودفعت المصافي الكورية الجنوبية 70.50 دولارًا للبرميل في المتوسط لشحنات الخام الأميركية في عام 2021، مقارنة بمتوسط 71.85 دولارًا للبرميل للخام السعودي و71.57 للخام الكويتي خلال المدة نفسها.

علاوة على ذلك، كان استيراد الخام من البرازيل أرخص لمصافي التكرير الكورية الجنوبية من أغلب إمدادات الخليج العربي، فرغم طول الطريق، بلغ متوسط التكلفة 70.40 دولارًا للبرميل مقابل 23.3 مليون في عام 2021.

العقوبات على إيران

مصفاة لتكرير النفط الخام
مصفاة لتكرير النفط الخام

يتوقّع تجّار النفط الخام والمكثفات في سول عودة كوريا الجنوبية لخام الشرق الأوسط حال رفع العقوبات عن طهران، وسيفسح ذلك المجال لعودة الخام الإيراني إلى الأسواق العالمية والآسيوية، لا سيما أن بعض المصافي الكورية الجنوبية تعتمد بشكل كبير على الخام الإيراني، وخاصة مكثفات حقل بارس الجنوبي الإيراني.

وتأمل شركات التكرير والبتروكيماويات الآسيوية عودة الإمدادات الإيرانية إلى الأسواق العالمية في العام الجاري، في ظل تردّد أوبك+ في تسريع وتيرة وزيادة حجم إنتاج الخام.

وأظهر مسح أجراه موقع إس آند بي غلوبال بلاتس على 26 تاجرًا للمقطرات المتوسطة ومسؤولي المصافي الآسيوية أن 46% من المشاركين توقّعوا استئناف تجارة النفط الخام الإيراني بحلول نهاية الربع الثالث، و23% يرون عودة الإمدادات بالكامل بنهاية 2022، و15% توقعوا استمرار حظر الإمدادات الإيرانية.

واستوردت كوريا الجنوبية أكثر من 11 مليون برميل/شهر -في المتوسط- من الخام والمكثفات الإيرانية قبل فرض العقوبات، ويجعلها ذلك من أكبر 3 مورّدين قبل عام 2018.

تعزيز نفط الشرق الأوسط

في الوقت نفسه، قد تثمر المحادثات الأخيرة بين كوريا الجنوبية ودول الخليج العربي عن اتفاقية تجارية محتملة من شأنها أن تخفض أسعار خام الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة.

وأعلنت وزارة التجارة في كوريا الجنوبية استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي لأول مرة منذ قرابة عقد، بحسب موقع بلومبرغ.

ورغم أن المعالم لم تتضح بعد، يتطلع تجّار النفط أن أيّ اتفاق بين الطرفين قد يخفض الضريبة المفروضة على النفط الخام المستورد بنسبة 3%، مما قد يعزز واردات خام الشرق الأوسط إلى الدول الآسيوية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق