تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

الرياح البحرية تجتذب شركات النفط في أميركا.. هل تنجح في تحقيق أهدافها؟

دينا قدري

لا تزال طاقة الرياح البحرية موردًا غير مستغل لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة، إلا أن إدارة بايدن تتخذ خطوات ملموسة وتضع السياسات اللازمة لتحقيق نجاح مماثل لما تشهده أوروبا في هذا المجال.

إذ أكد الكاتب كين سيلفرشتاين -في مقال نشرته مجلة فوربس- أن الولايات المتحدة قد تكون على أعتاب الوصول إلى إنجازات ضخمة في مجال الرياح البحرية، في ظل عمل إدارة بايدن على حل عقبة نقل الكهرباء من الشاطئ.

وأشار إلى أن صناعة النفط تتمتع بخبرة تعمل في المحيطات، ويمكنها أن تتعاون مع المرافق الراغبة في إقامة المشروعات ومطوري طاقة الرياح.

أول مزرعة رياح بحرية

تحقيقًا لهذه الغاية، تحدّث سيلفرشتاين عن بناء وزارة الداخلية الأميركية أول مزرعة رياح بحرية في نيويورك "ساوث فورك ويند"، ستزوّد 70 ألف منزل بالكهرباء، وتنفذها شركتا أورستد أوفشور نورث أميركا وإيفرسورس إنرجي.

وتدخل الشركتان مرحلة البناء -حاليًا- بعد حصولهما على التصاريح المناسبة، وهي صفقة ستبدأ عملياتها في عام 2023، ويمكن أن تكون نذيرًا لأشياء مقبلة.

وأشار الكاتب إلى أن الحكومة الفيدرالية ستقوم بالمزاد العلني لعقود إيجار الرياح البحرية في منطقة "خليج نيويورك"، الواقعة قبالة سواحل نيويورك ونيوجيرسي.

وسيكون للمنتجين الحق في توليد 7 آلاف ميغاواط من الكهرباء التي تتطلب ما يصل إلى 700 توربين وتوفير الكهرباء لمليوني ساكن.

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أورستد الدنماركية، ديفيد هاردي: "بصفتها أول مزرعة رياح بحرية في نيويورك، تسهم ساوث فورك ويند في عصر التصنيع الجديد على مستوى الولاية وفي الولايات المتحدة والصناعة البحرية، بما في ذلك الوظائف النقابية ذات الأجر الجيد".

وهي وجهة النظر ذاتها التي أعربت عنها شريكة أورستد، إيفرسورس إنرجي، والتي أكدت أن المشروع سيعمل على "مكافحة تغير المناخ".

طاقة الرياح البحرية

تسخير الموارد.. والتكلفة

أوضحت شركة وود ماكنزي العالمية لاستشارات الطاقة أن الآفاق العالمية لطاقة الرياح البحرية مشرقة أيضًا، وستجذب 211 مليار دولار بحلول عام 2025.

وتتوقع جمعية الطاقة النظيفة الأميركية أن تدعم عقود الإيجار البحرية 23-40 ألف ميغاواط من تطوير طاقة الرياح، وهذا من شأنه أن يخلق 128 ألف فرصة عمل.

وقال الرئيس التنفيذي لجمعية الطاقة النظيفة، هيذر زيتشال: "إن تسخير موارد الرياح البحرية الأميركية سيخلق عشرات الآلاف من الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، وينشط المجتمعات الساحلية، ويوفر كميات هائلة من الطاقة النظيفة الموثوقة لأكبر مراكزنا السكانية".

وشدّد سيلفرشتاين على أن التكلفة هي أهم العناصر، إذ تُعدّ تكلفة إنشاء مرافق الرياح البرية أقل بنسبة 50% على الأقل من وحدات الرياح البحرية.

وذلك لأنه يجب على المطورين بناء الخطوط تحت سطح البحر، قبل توصيل تلك الخطوط بأسلاك النقل الأرضية. كما تكثر المخاوف بشأن تأثير مثل هذا التطور على الحياة البحرية وأنماط هجرة الحيتان.

الرياح البحرية
الرئيس الأميركي جو بايدن

تحركات إدارة بايدن

ذكر الكاتب الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي جو بايدن لدعم الرياح البحرية، إذ أعلن -في وقت سابق- خططًا لتوفير 30 ألف ميغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، وهذا من شأنه أن يخلق 77 ألف فرصة عمل.

وبينما تضمن الرياح العاتية مصدرًا ثابتًا للطاقة، لا تزال الكهرباء بحاجة إلى الانتقال من المياه العميقة للمحيط إلى الشاطئ قبل الاتصال بشبكات النقل الأرضية، وهو أمر غالي التكلفة، حسبما أكد سيلفرشتاين.

إلا أن مشروع قانون البنية التحتية من الحزبين الذي جرى تمريره يؤسس مبادرة "بناء شبكة أفضل"، التي من شأنها أن تشرف على تطوير هذا الأمر.

ومن جانبها، أعلنت وزيرة الداخلية ديب هالاند، الأسبوع الماضي، أن وكالتها تتوقع أن تحصل على 6 عقود إيجار أخرى بحلول عام 2025.

وستحدث هذه المبيعات قبالة سواحل مين ونيويورك وكارولينا الشمالية والجنوبية، كما سيشمل ذلك كاليفورنيا وأوريغون وولايات الخليج.

وإلى جانب الرياح البحرية، قالت هالاند إن مكتبها يعمل على توسيع مشروعات الطاقة المتجددة في الأراضي العامة الأخرى.

وأكد الكاتب أن الهدف هو إضافة 25 ألف ميغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2025، لتحقيق هدف البيت الأبيض المتعلق بالمناخ، وهو الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق