تقارير الطاقة المتجددةالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

الطاقة المتجددة في المغرب.. موارد المياه والرياح والشمس تعزز الاستثمارات

نوار صبح

تشهد الطاقة المتجددة في المغرب اهتمامًا كبيرة في تلك الأونة، وخطط تهدف إلى تحقيق طفرة كبيرة في غضون سنوات.

وتهدف المملكة -التي يبلغ عدد سكانها نحو 37.13 مليون نسمة في عام 2020، وفق أحدث البيانات- للوصول إلى 20% من الطاقة الشمسية، و 20% من طاقة الرياح، و 12% من الطاقة الكهرومائية في مزيج طاقته بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 35% في عام 2019.

وكان لدى المغرب، في نهاية عام 2020، نحو 1.4 غيغاواط من طاقة الرياح المركبة، و 530 ميغاواط من الطاقة الشمسية المركزة، و 220 ميغاواط فقط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ما يعني أن الناتج الإجمالي للطاقة الشمسية لم يحقق سوى ثلث هدفه القديم لعام 2020.

ويمتلك المغرب كمية كبيرة من الطاقة المتجددة النظيفة بنحو 3950 ميغاواط من إجمالي أكثر من 10 غيغاواط إلى جانب الطاقة الكهرومائية عند 1.77 غيغاواط و 465 ميغاواط من طاقة ضخّ المياه، وفقًا لما نشر موقع "ريثينك ريسترش".

وتُولَّد الكمية المتبقية من الكهرباء في المغرب باستخدام الفحم، وبالاعتماد على كمية قليلة من واردات الغاز الروسية، ورغم تشغيل محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم في عام 2021، تعهّد المغرب في مؤتمر المناخ كوب 26 بعدم بناء محطات جديدة.

وساعد مركز التدريب على الطاقة النووية الذي أُنشئ في مارس/آذار 2021، على التفكير ببناء محطة طاقة نووية تستخدم المفاعلات العيارية الصغيرة أو غيرها من التقنيات الحديثة.

جدير بالذِّكر أن الساحل الجنوبي الغربي في المغرب يتمتع بسرعة الرياح في بحر الشمال نفسها تقريبًا، لكن المغرب لديه مزارع توربينات الرياح هذه على اليابسة، وهي مورد استثنائي يفسّر إعادة تأكيد احتلال المغرب للصحراء الغربية.

تحوّل الطاقة

بموجب اتفاق باريس للمناخ، في يونيو/حزيران الماضي، تمّ تحديث المساهمات المحددة وطنيًا في المغرب، مع انخفاض بنسبة 45.5% في الانبعاثات بحلول عام 2030، إذ يتوقف 60% من المساهمات على المساعدة الخارجية.

الطاقة المتجددة

تجدر الإشارة إلى أن صناعة الفوسفات، التي يمتلك المغرب فيها 3 أرباع الاحتياطيات العالمية وثالث أكبر إنتاج، اكتسبت اهتمامًا خاصًا بصفتها هدفًا لخفض الانبعاثات.

وتمثَّل الإنجاز الأبرز في المغرب حتى الآن في مجال تحول الطاقة بمصفوفات الطاقة الشمسية المركزة - بقدرة 530 ميغاواط- وتمثّل 8% من إجمالي الطاقة الشمسية المركزة في العالم.

وأصبح المغرب بلدًا رائدًا في شمال أفريقيا بوصفه أول من خفضَ دعم الوقود الأحفوري، ولم يؤسس المغرب سوى قسم لمشروع محلّي للنفط والغاز تابع للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم قبل بضعة أشهر، في نوفمبر / تشرين الثاني، بحسب موقع "ريثينك ريسترش".

ويشير المحللون إلى أنه في حال العثور على بعض احتياطيات الغاز البحرية الكبيرة والمناسبة، ستباشر شركات النفط الغربية الكبرى استثمار موارد الغاز الجديدة في البلاد، وستصبح هذه المرحلة "نهاية البداية" لتحوّل الطاقة، إذ يبدو من غير المرجح أنه سينجح.

يضاف إلى ذلك أن تجارة الغاز الحالية من نيجيريا إلى أوروبا عبر خط الأنابيب قد تلاشت بعد الفشل في تجديد اتفاق العبور مع الجزائر.

نصيب الفرد من الثروة

يُعدّ نصيب الفرد من الثروة في المغرب والجزائر وتونس وحتى ليبيا متقاربًا إلى حدّ كبير، ويتميز المغرب بعدم الاعتماد على الوقود الأحفوري، إذ يستورد المغرب 91% من احتياجاته من الغاز و 99% من إمدادات النفط.

ويعمل 45% من إجمالي سكان المغرب في القطاع الزراعي بالإضافة لأعمال الغابات وصيد الأسماك، ويمثّل القطاع 15% من الناتج المحلي الإجمالي.

ولا يملك المغرب الأراضي المناسبة للزراعة التي لا تؤتي ثمارها بسرعة، رغم أنها كلفت البلاد عشرات المليارات خلال نصف القرن الماضي.

صناعة السيارات

في سياق الطاقة المتجددة في المغرب، تمثل صناعة السيارات نقطة مضيئة في الاقتصاد المغربي، وقد تصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، مع وصول المحتوى المحلي إلى 60%، وتُعدّ بلدان أوروبا الغربية وجهة التمويل والمبيعات لهذا القطاع.

وستتعزز هذه الصناعة وغيرها من خلال خطط البنية التحتية للسكك الحديدية فائقة السرعة في المغرب، التي يمكن أن تمتد إلى دول غرب أفريقيا بعد النجاح العسكري الأخير ضد القوات المتمردة في الجزء الجنوبي من البلاد.

توليد وتخزين الكهرباء

من بين موارد الطاقة المتجددة في المغرب، التي تدعم المستقبل الأخضر، يأتي بناء الطاقة الشمسية في شمال أفريقيا المقترنة بخطوط تيار الجهد العالي المستمر التي تنقلها إلى أوروبا.

ويرتكز مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة على خط بحري عالي الجهد بطول 3,800 كيلومتر يصل إلى مقاطعة ديفون.

الطاقة المتجددة - الطاقة الشمسية
أحد مشروعات الطاقة الشمسية - أرشيفية

ورغم أن هذا الخط سيكلف مبالغ طائلة، سيصل فقد كهرباء إلى 15% خلال النقل، ولكنه سيظل ذا قيمة كبيرة، ويتيح للمغرب تصديرًا جديدًا، ويوفر للمملكة المتحدة قدرة أكبر على استخدام الطاقة الشمسية.

ويمكن أن يؤدي وجود الطاقة الشمسية المركزة في المغرب دورًا في تخزين الكهرباء الذي يعزز القدرة على استخدام الكهرباء باستمرار.

ويبدو أن مطوّر المشروع شركة "إكس لينكس" أكثر اهتمامًا حتى الآن بمجمع بطاريات بقوة 5 غيغاواط لمدة 4 ساعات تدعمه 10.5 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وتُعدّ منطقة الصحراء الغربية مثالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر نظرًا لمساحات الأراضي الممتازة، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالقرب من أوروبا.

وتوجد في المغرب مناقصة هيدروجين بقدرة 100 ميغاواط مخطط لها في عام 2022، إضافة إلى 200 ميغاواط فقط من الخلايا الكهروضوئية المركبة.

وقد تعهّد المغرب بجمع 1.6 مليار دولار من التمويل العالمي لبرنامج طاقة الرياح بقدرة 1 غيغاواط، على أن يجري تشغيله في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2024.

ويتضح مما سبق أن الرباط يتمتع بمكانة جيدة للاستثمارات، ويتعين عليها تحفيز مصادر الطاقة المتجددة في المغرب، في ظل المساعدة والأفكار الأجنبية المذكورة في مساهمته الوطنية بشأن تحول الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق