المقالاتسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

كيف يؤدي النفط دورًا رئيسًا في علاقات أميركا مع قازاخستان؟ (مقال)

أومود شوكري* – ترجمة نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • يمثل الوصول إلى موارد الطاقة أمرًا حيويًا لنمو واستقرار الاقتصاد الأميركي والعالمي
  • روسيا في حدّ ذاتها ليست محركًا مهمًا لسياسة الطاقة الأميركية تجاه بحر قزوين
  • كان الكرملين أكثر حماسة في محاولة استعادة النفوذ المفقود بعد تفكّك المنطقة
  • من المتوقع أن يكون نمو إنتاج قازاخستان النفطي جيدًا في العقد المقبل
  • لم تتضرر مصالح الشركات الأميركية بقطاع الطاقة في قازاخستان

نظرًا لأن الولايات المتحدة الأميركية دولة مستهلكة عالمية رئيسة ومصدِّرة للطاقة، فإنها تبدي اهتمامًا كبيرًا ومتواصلًا بالوصول إلى موارد الطاقة ومراقبتها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك النفط في منطقة حوض بحر قزوين، وخصوصًا قازاخستان التي تتمتع بموقع إستراتيجي.

ويمثّل الوصول إلى موارد الطاقة أمرًا حيويًا لنمو واستقرار الاقتصاد الأميركي والعالمي، المعني باستقرار منطقة بحر قزوين، بوصفها إحدى طرق الوصول الرئيسة إلى آسيا الوسطى التي يمكن أن تؤثّر في المصالح العالمية للولايات المتحدة.

وأدى التطور الدراماتيكي الأخير بصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى تحويلها من مستورد للطاقة إلى مصدر للطاقة.

وانطوى ذلك على تأثير كبير بأسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم، فضلًا عن التخطيط لمواكبة مستقبل أسواق الطاقة، لا سيما في الولايات المتحدة، وأصبح من الضروري إعادة النظر في خطط التنمية واستخدام موارد الطاقة في ضوء تأثيرات "ثورة النفط الصخري".

في المقابل، تتطلب التطورات الحاصلة في حوض بحر قزوين بعض الوقت لمعرفة تأثيرها بالتنمية المستقبلية في المنطقة.

دبلوماسية الطاقة الأميركية

تُعدّ دبلوماسية الطاقة الأميركية في منطقة بحر قزوين موجهة جزئيًا إلى دعم تنوع إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي، وخاصة في الدول الشرقية الأعضاء، التي لا يزال معظمها يعتمد على مصدر واحد – هو روسيا- للحصول على إمداداتها من الطاقة.

في المقابل، لا تُعدّ روسيا في حدّ ذاتها محركًا مهمًا لسياسة الطاقة الأميركية تجاه بحر قزوين؛ لأن المهم في الأمر هو تنوّع العرض، على الرغم من قلق الولايات المتحدة من سلوك روسيا الأخير تجاه أوكرانيا والدول المجاورة الأخرى.

النفط في قازاخستان

ثروة قازاخستان النفطية

بعد إعلان قازاخستان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، قاد رئيس قازاخستان السابق نور سلطان نزارباييف الجهود الهادفة لاستخدام ثروة البلاد النفطية لدعم أسواق الدول الغربية والآسيوية، فضلاً عن الاتحاد الروسي، وسط منافسة كبيرة في نقل هذه الموارد إلى الأسواق الغربية.

وتتمتع موسكو بأفضلية في هذا المنحى بسبب المزايا الطبيعية التي يوفرها نظام النقل الموروث من الحقبة السوفيتية.

في المقابل، كان الكرملين أكثر حماسة في محاولة استعادة النفوذ المفقود بعد تفكّك المنطقة منذ بداية عهد بوتين، ويتبع سياسة متّسقة تهدف إلى الحصول على موارد الطاقة في دول آسيا الوسطى، ومنها قازاخستان القريبة جغرافيًا وذات الموارد الضخمة.

ويمثل موقع قازاخستان أحد أهم ملامح الجغرافيا السياسية للطاقة لديها، وتُعدّ قازاخستان أكبر دولة غير ساحلية في العالم، عدا عن أنها قريبة من القوى الكبرى والمتنافسة مثل الصين وروسيا.

ويُعدّ موقع قازاخستان فريدًا ومهمًا أ لعدد من الجهات الفاعلة، ناهيك عن مخزوناتها الضخمة من النفط والغاز والموارد المعدنية، وكونها بوابة محتملة لبحر قزوين وأوروبا.

حقل تنغير في قازاخستنان
حقل تنغير في قازاخستنان

حقل تنغيز

يقع حقل تنغيز النفطي في كوروليف، ويُعدّ الأكبر من نوعه في قازاخستان، واكتُشِف في عام 1979. وينتج الحقل نحو 45% من إجمالي نفط قازاخستان.

وبدأ تحالف "تي سي أو" – تنغيز شيفرو أويل"، الذي يدير المشروع مملوكًا بنسبة 50% لشركة شيفرون الأميركية، ويشغل حقل تنغيز-أكبر حقل نفط في قازاخستان، الإنتاج المبكر من مشروع توسعة بقيمة 45 مليار دولار يهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 850 ألف برميل يوميًا ودعمه.

ومن المتوقع أن يكون نمو إنتاج قازاخستان النفطي جيدًا في العقد المقبل، ويصل إلى ما يقرب من 25.5 مليار برميل موجودة في حقل تنغيز.

ويبلغ إجمالي كمية النفط الخام القابلة للاستخراج في حقل تنغيز وكوروليف القريب نحو 6.4-10.7 مليار برميل.

المصالح السياسية

سعت الولايات المتحدة، بهدف توسيع "الديمقراطيات" بما يتماشى مع القيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الغربية في آسيا الوسطى وبحر قزوين، إلى تصدير موارد المنطقة النفطية للسوق العالمية.

ومن المهم إعادة بناء اقتصادات بلدان هذه المنطقة، وأن يصبح القطاع الخاص في بلدان المنطقة أكثر نشاطًا، وتأسيس أسواق بلدان المنطقة تدريجيًا وفقًا لمبدأ "السوق الحرة".

تجدر الإشارة إلى أن تأسيس السوق الإقليمية وفقًا للمعايير الغربية هيّاً الظروف للاستثمار من جانب الشركات الغربية.

وبما أن منطقة آسيا الوسطى تمثّل نوعًا من منطقة نفوذ لروسيا؛ فإنها ليست مستعدة بأيّ حال من الأحوال لزيادة نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، ولا يبدو أنها تعارض الوجود الاقتصادي للصين واستثماراتها في المنطقة.

وما لم تصبح المنطقة ضمن أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، سيزداد النفوذ الصيني والروسي.

ويمكن القول، إن مكافحة الأصولية تُعدّ عنصرًا مشتركًا في السياسة الروسية والصينية تجاه المنطقة، ومن الطبيعي أن ينتهج البلدان سياسة الحدّ من النفوذ الأميركي في المنطقة.

لهذا السبب، فشلت حكومة الولايات المتحدة في أداء دور فعّال بحلّ مشكلات قازاخستان في الأسابيع الأخيرة.

ونظرًا للوضع الحالي لإنتاج نفط حقل تنغيز، لم تتضرر مصالح الشركات الأميركية بقطاع الطاقة في قازاخستان، ولا يُتوقع أن تؤدي الولايات المتحدة دورًا نشطًا في التطورات في منطقة آسيا الوسطى وبحر قزوين في المستقبل.

*أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق