التقاريرأخبار الغازتقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

وكالة الطاقة الدولية: الغاز الروسي وراء أزمة الطاقة الأوروبية

موسكو في خلافات مع ألمانيا وأوكرانيا.. وتلويح بعقوبات

أحمد بدر

دخلت وكالة الطاقة الدولية على خط الاتهامات الموجهة إلى روسيا، بتحقيق مصالحها المتعلقة بتصدير الغاز الطبيعي على حساب دول العالم عمومًا، ودول أوروبا وجيرانها خصوصًا.

واتّهم المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، روسيا، بالوقوف وراء أزمة الطاقة المتفاقمة في أوروبا، من خلال حجب نحو ثلث صادراتها من الغاز الطبيعي، في وقت تتفاقم فيه التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وحمَّل بيرول –بشكل مباشر- روسيا مسؤولية الارتفاع القياسي بسوق الطاقة في أوروبا خلال الشتاء الحالي، الأمر الذي يهدد بانهيار أجزاء كبيرة من الاقتصاد الأوروبي، ويغرق ملايين الأوروبيين في أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.

روسيا والمخزون الأوروبي

قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن المستويات التاريخية المنخفضة لتخزين الغاز في جميع أنحاء أوروبا ترجع إلى شركة غازبروم، المملوكة للحكومة الروسية، حسبما نقلت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية.

الغاز الروسي ونورد ستريم 2

وأوضح أن الشركة الروسية أرسلت كميات من الغاز الطبيعي المسال، أقلّ بنسبة 25% من المعتاد إلى أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، رغم زيادة الطلب بعد الركود الاقتصادي في عام 2020.

وأضاف: "نعتقد أن هناك عناصر قوية من التشديد في سوق الغاز الأوروبية بسبب السلوك الروسي.. وأود أن أشير إلى أن تدفقات الغاز الروسي المنخفضة اليوم إلى أوروبا تتزامن مع التوترات الجيوسياسية المتزايدة بشأن أوكرانيا".

الأزمة الأوكرانية والعقوبات المحتملة

يعدّ الانتقاد الأبرز من جانب وكالة الطاقة الدولية للسياسة النفطية الروسية حتى الآن متعلقًا بتصريحات الكرملين بشأن تقلّص آماله في التوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية الجارية، قبل اجتماع في بروكسل بين روسيا ودول الناتو الـ30.

وأجرت القوات الروسية المنتشرة على طول الحدود الأوكرانية -هذا الأسبوع- تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية شارك فيها نحو 3 آلاف جندي، بخلاف الآليات الثقيلة، وهو ما عدّه المحللون رفضًا واضحًا لمطالب الولايات المتحدة بوقف التصعيد في المنطقة، حسب رويترز.

واختارت روسيا، بوصفها أكبر مورد للغاز في العالم، الحفاظ على غطاء صادرات الغاز إلى أوروبا، إذ تجاوزت أسعار السوق أعلى مستوياتها على الإطلاق في سبتمبر/أيلول 2021، لتصل إلى رقم قياسي جديد الشهر الماضي.

وبناءً على الاتهامات الموجهة إلى روسيا، تصاعدت تحذيرات داخل الاتحاد الأوروبي من إجراءات غير مسبوقة ضد روسيا، إذا واصلت عدوانها على أوكرانيا، التي تمرّ من خلالها خطوط أنابيب الغاز.

خط نورد ستريم 2

تصاعدت خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي أزمة بين ألمانيا وروسيا، على خلفية مواصلة موسكو أعمال خط أنابيب نورد ستريم 2 للغاز الطبيعي، إذ أعلنت ألمانيا أن خط الغاز الروسي لن يعمل خلال النصف الأول من 2022، في خطوة عدّتها روسيا استهدافًا لمكاسبها من تصدير الغاز إلى أوروبا.

روسيا - نورد ستريم2 - أوكرانيا- نورد ستريم2
جانب من فحص خطوط أنابيب نورد ستريم 2 - الصورة من موقع شركة غازبروم الروسية

وعلّق رئيس منظم الطاقة الألماني، يوخن هومان، على قرار تأجيل بدء عمل خط الأنابيب، قائلًا، إنه لن تكون هناك قرارات بتشغيل الخط، الذي بُني في الأساس لنقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا، متجاوزًا أوكرانيا التي تُعدّ خطًا أساسيًا لمرور الإمدادات الروسية.

وبحسب تقرير لوكالة بلومبرغ الأميركية، فقد اكتمل الخط منذ عدّة أشهر، لكن يبدو أن القرار الألماني سيعطّل عمليات الإمداد.

ورد الكرملين الروسي على القرار الألماني، حيث قال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، إنه لا يجد الربط بين خط نورد ستريم 2 الذي تديره شركة غازبروم، وبين العقوبات أو القرارات المضادة أمرًا منطقيًا.

وأضاف المتحدث -في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية، اليوم الخميس- أن "نورد ستريم 2 مشروع اقتصادي بحت، ولا علاقة له بقضايا الأمن الأوروبية الحالية، وموسكو تتوقع أن يسود الحس السليم في مثل هذه القضايا".

ونفى بيسكوف أن تكون بلاده تخطط للرد على ما أثير بشأن العقوبات حتى الآن، لأنها تأمل أن يكون التلويح بها مجرد تصريحات صاخبة، أو نوع من الضجة، مؤكدًا أن نورد ستريم مشروع تجاري، وليس من المنطقي ربطه بالمسائل الأمنية في أوروبا.

واعتبر أن هذا الأمر تأكيد آخر على حقيقة أن محاولات الضغط على روسيا ومحاولات المنافسة الاقتصادية غير العادلة وما إلى ذلك وراء كل شيء.

ويقدّر محللون أن أسعار الغاز في أوروبا قد تنخفض بمقدار النصف، إذا وافقت روسيا على زيادة صادراتها بنسبة 20%، وذلك بعدما قالت شركة غازبروم، إنها سترسل جميع صادراتها المتعاقد عليها للشركات الأوروبية.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن العجز الحالي في التخزين الأوروبي، يرجع إلى شركة غازبروم، إذ تمثّل المستويات المنخفضة للتخزين بمرافق الشركة في أوروبا نصف عجز التخزين في الاتحاد الأوروبي، رغم أن منشآت غازبروم لا تشكّل سوى 10% فقط من إجمالي سعة التخزين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق