أهم المقالاتالمقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة نوويةمقالات الطاقة النووية

الطاقة النووية.. هولندا ترفض السير في ركاب أوروبا (مقال)

مايكل شلنبرغر* - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الحكومة الهولندية تُبقي محطة بورسيلي النووية الوحيدة الحالية قيد التشغيل
  • سجلت أسعار الطاقة والكهرباء مستويات قياسية بسبب اعتماد أوروبا المفرط على الطاقة المتجددة
  • أدى انخفاض توليد الكهرباء بطاقة الرياح في ألمانيا بنسبة 25% إلى ارتفاع انبعاثات الكربون
  • هناك دعم متزايد للطاقة النووية لدى الشعب الهولندي

بعد 4 سنوات من هيمنة توجّه أوروبا إلى مصادر الطاقة المتجددة، قررت الحكومة الهولندية عدم السير في ركاب القارّة العجوز والاعتماد على الطاقة النووية، لتأمين احتياجاتها من الكهرباء

جاء التوجه الجديد من هولندا بالإبقاء محطة بورسيلي النووية الوحيدة الحالية قيد التشغيل، وبناء محطتين إضافيتين من الحجم الكبير، مبرّدتين بالماء، وهو ما يعدّ توجهًا مخالفًا لما هو سائد في أوروبا، إذ كان التوجه يدعم زوال الطاقة النووية؛ وانصبّ الاهتمام على موعد تفكيك المحطات النووية الحالية.

يأتي ذلك في ظل انخفاض تكلفة الكهرباء من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والغاز الطبيعي بشكل كبير، وإمكان أن تحلّ بطاريات الليثيوم محلّ الغاز الطبيعي لتوفير الكهرباء في غياب سطوع الشمس وهبوب الرياح.

تغيّر الاتجاه السائد

يبدو أن الاتجاه السائد في أوربا تغيّر جذريًا، إذ سجلت أسعار الطاقة والكهرباء مستويات قياسية بسبب اعتماد أوروبا المفرط على مصادر الطاقة المتجددة، وعدم كفاية إمدادات الطاقة النووية، ونقص النفط والغاز بسبب قلة الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما.

وقد أدى انخفاض توليد الكهرباء بطاقة الرياح في ألمانيا بنسبة 25% إلى ارتفاع انبعاثات الكربون في النصف الأول من عام 2020، ما يؤكد الطبيعة غير الموثوقة لمصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس، ولذلك وعدت فرنسا وبريطانيا بتوسعة كبيرة للطاقة النووية.

في المقابل، تستمر كل من ألمانيا وبلجيكا بأقصى سرعة في خططها لإغلاق محطات الطاقة النووية، وتسعى الدولتان، ومعهما النمسا وسويسرا، لاستبعاد الطاقة النووية من قائمة تقنيات الطاقة التي سيصنّفها الاتحاد الأوروبي على أنها مستدامة.

صرّحت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل مؤخرًا أنها تعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيصنّف الطاقة النووية طاقةً مستدامة، نتيجة تزايد مقاومة إغلاق المحطات النووية في ألمانيا وبلجيكا.

وأشار استطلاع جديد لموقع "يو غوف" الألماني إلى أن أكثر من نصف الألمان يقولون، إن الطاقة النووية يجب أن تظل جزءًا من سياسة المناخ لبلدهم.

الطاقة النووية
محطة بورسيلي للطاقة النووية في هولندا

تغيّر الاتجاه في هولندا

أعلنت حكومة هولندا مؤخرًا أنها لن تواصل تشغيل محطة الطاقة النووية الحالية فحسب، بل ستبني أيضًا محطتين إضافيتين، وفي إشارة إلى جدّيتها، خصصت الحكومة 5 مليارات يورو(5.69 مليار دولار) لبناء محطة جديدة.

وقالت وزيرة الدولة الهولندية للشؤون الاقتصادية والمناخ، ديلان إيشيلغوز زيغيريوس، إن الحكومة أجرت مشاورات حول السوق مؤخرًا، وإن الأطراف المعنية أبدت اهتمامها بالأمر.

موقف مؤيدي الطاقة النووية

أشار الشريك المؤسس لحركة تحالف "نيوكلير برايد"، جوريس فان دورب، إلى اقتراح استمر طوال العام بأن الحكومة ستقوم فقط بإجراء المزيد من"الأبحاث"حول دور الطاقة النووية، ولكنها حزمت أمرها الآن من خلال زيادة الأموال اللازمة لإنجاز المشروعات النووية الجديدة.

وقالت مدير المنظمة غير الحكومية المؤيدة للطاقة النووية "ري بلانيت هولندا"، إن منظمتها كانت قبل 4 سنوات الحركة المدنية الوحيدة التي تحدّثت لصالح الطاقة النووية، واستُبعِدَت من مفاوضات اتفاقية المناخ.

وأضافت أن منظمة "ري بلانيت هولندا"، المعروفة سابقًا باسم مؤسسة "إيكو مودرنيزم"، أصبحت في صميم سياسة المناخ والطاقة الحكومية.

وأوضح مسؤول حزب الشعب من أجل الديمقراطية الهولندي "في في دي"، إيسيلغوز ريغيريوس، أنه منذ أن بدأ حزبه النقاش حول الطاقة النووية في نهاية عام 2018، كان هناك دعم متزايد للطاقة النووية لدى الشعب الهولندي.

وقد غيّرت الأحزاب السياسية الأخرى وجهات نظرها، بناءً على الحقائق، بدلًا من الأيديولوجية، بينما لا تزال بعض الأحزاب السياسية مثل حزب الخضر تحاول معالجة تغيّر المناخ بالإيديولوجية بدلًا من العقلانية.

ومن المتوقع أن يكتمل بناء المحطتين النوويتين بحلول عام 2035، إذا سارت الأمور على ما يرام.

ويبقى سبب انتقال قضية البيئة المؤيدة للطاقة النووية، التي كانت فيما مضى هامشية، من الهامش إلى مركز سياسة الطاقة الهولندية، وسبب تغلّب الحقائق على الأيديولوجيا، أمرًا مهمًا، ليس فقط للأشخاص الذين يهتمون بأوروبا والطاقة وتغيّر المناخ، ولكن أيضًا لجميع المهتمين بطريقة حدوث التغيير الاجتماعي.

* مايكل شلنبرغر - كاتب صحفي ومؤلف أميركي مهتم بقضايا البيئة وتغير المناخ

ملحوظة:

نُشر هذا المقال لأول مرة في المدونة الشخصية للكاتب، وأعادت "الطاقة" نشره بالاتفاق معه

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق