التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسيةعاجل

رئيس مؤتمر كوب 26 يطالب بريطانيا بعدم تقويض أهداف قمة المناخ

والالتزام بتنفيذ أجندة الحياد الكربوني

داليا الهمشري

طالب وزير الدولة البريطاني الذي تولى رئاسة قمة المناخ كوب 26، ألوك شارما، حكومة بلاده بالالتزام بتنفيذ أجندة الحياد الكربوني لعدم تقويض التقدم المحرز في غلاسكو.

وأوضح الوزير البريطاني أن معالجة أزمة المناخ يجب أن تكون في إطار جهد حكومي كامل، وإلا ستصبح قمة المناخ كوب 26 مجرد مجموعة من الوعود التي لا معنى لها، حسب صحيفة الغارديان.

ودعا ألوك شارما جميع زملائه إلى ضرورة تحمل المسؤولية المشتركة عن أجندة تحقيق الحياد الكربوني للمملكة المتحدة، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي ينظر إلى الجهود البريطانية المستمرة بوصفها حيوية.

قيادة دولية

قال شارما -في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية-: "بالنظر إلى أن المملكة المتحدة قد أظهرت قدرًا كبيرًا من القيادة الدولية فيما يتعلق بالقضايا المناخية، فمن المهم أن نحافظ على هذا الالتزام في جميع توجهات الحكومة البريطانية" .

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالسياسة المحلية، من الضروري أن تركز كل دولة -بما في ذلك بريطانيا- على الإنجاز".

وأوضح أن عدم تركيز الحكومة على تحقيق الحياد الكربوني يمكن أن يقوّض التقدم المحرز في غلاسكو، قائلًا: "إن الناس سيحكمون علينا وعلى الحكومات الأخرى، بشأن تنفيذ الأهداف المناخية".

وتابع: "تتمثّل القضية الرئيسة في إثبات أن البلدان تفي بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في (كوب 26)، وأنها لا تتزعزع، وهذا ما سيمنح الثقة للأطراف (في اتفاقية باريس)، والبلدان المعرضة للتغير المناخي، والمجتمع المدني، وعلى الصعيد العالمي أيضًا، أننا نحرز تقدمًا بشأن الوعود، إنها ليست مجرد مجموعة من الوعود التي لا معنى لها، وهناك التزام حقيقي بالوفاء بها".

فواتير الكهرباء في بريطانيا
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون - أرشيفية

أهداف جونسون الخضراء

تتولى المملكة المتحدة قيادة الجهود الدبلوماسية الجارية لتنفيذ اتفاقية باريس لعام 2015 حتى تتولى مصر مقاليد الأمور في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن المرجح أن يتولى شارما هذا الدور حتى ذلك الحين، على الرغم من أنه لم ينجرف وراء المقترحات التي أُشيعت حول قيادته إدارة حكومية جديدة شاملة للإشراف على تحقيق الحياد الكربوني.

ويأتي تدخل ألوك شارما الحماسي حول التأكيد على هدف تحقيق الحياد الكربوني في وقت حرج للحكومة، نظرًا إلى تورط بوريس جونسون في فضيحة داونينغ ستريت ومزاعم الفساد.

وفتحت هيئة الرقابة على الإنفاق السياسي في بريطانيا، في أبريل/نيسان، تحقيقًا رسميًا في تمويل تجديد شقة رئيس الوزراء في داونينغ ستريت، فيما وصفتها الحكومة البريطانية بـ"فضيحة ورق الحائط".

وسعت المعسكرات المتنافسة إلى إبعاد نفسها عن أهداف جونسون الخضراء، من أجل التودد إلى الجناح اليميني لحزب المحافظين، ما جعل أهداف الحياد الكربوني نقطة اشتعال رئيسة.

إستراتيجية تحقيق الحياد الكربوني

عندما استقال وزير "بريكست"، اللورد ديفيد فروست، مؤخرًا، قال إن جدول أعمال الحياد الكربوني كان أحد أهم مجالات خلافه مع جونسون، إلى جانب سياسة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكشفت صحيفة الغارديان -سابقًا- عن أن هناك خلافًا بين المستشار ريشي سوناك وجونسون حول قضية المناخ، في حين أن وزيرة الخارجية، ليز تروس، تجاهلت بصفة واضحة ذكر (كوب 26) -أكبر حدث دبلوماسي عُقد على الأراضي البريطانية- في أول خطاب لها عن السياسة الخارجية في وقت سابق من هذا الشهر.

لكن ألوك شارما قال إن إستراتيجية تحقيق الحياد الكربوني كانت أساسية لمستقبل الحكومة، مشيرًا إلى "ضرورة الحد من الانبعاثات الكربونية، ليس فقط في قطاع أو قطاعين، وإنما في جميع قطاعات الاقتصاد".

وأضاف شارما "أن هناك تغييرًا واضحًا في نهج قطاع الشركات.. لقد أظهروا فهمهم أن النمو الأخضر هو المستقبل، وأن تحقيق الحياد الكربوني يمثل فرصة كبيرة".

في حين عبر ألوك شارما عن قلقه حول خطط خفض 20% من موظفي وزارة الخارجية، وقائلًا: "بالنظر إلى أننا نرى معالجة تغير المناخ والتنوع البيولوجي أولوية دولية قصوى للمملكة المتحدة، فمن المهم دعم ذلك من خلال التمثيل المناسب في سفاراتنا ومفوضياتنا في جميع العالم".

مؤتمر المناخ كوب 26

ولاء لجونسون

أكد ألوك شارما ولاءه الشخصي لجونسون، وعدم اهتمامه بأي منافسة على القيادة، قائلًا: "لا أعتقد أنه حتى والدتي قد اقترحت ذلك بصفته احتمالًا معقولًا! لطالما دعمت رئيس الوزراء".

وأضاف أن "جونسون كان يدعم أهداف الحياد الكربوني منذ مدة طويلة، لقد عملت معه في وزارة الخارجية، وهذه القضية برمتها من التنوع البيولوجي والمناخ، كانت ضمن جدول أعماله".

وقال ألوك شارما -خلال مقابلته مع صحيفة الغارديان البريطانية- إن ردود الفعل على نتائج (كوب 26) أصبحت أكثر إيجابية في الأسابيع التي تلت القمة.

وتتلخص مهمته التالية في ضمان عودة أكبر الدول المسببة للانبعاثات في العالم -بما في ذلك الاقتصادات الكبرى في مجموعة العشرين- إلى طاولة المفاوضات العام المقبل بخطط محسّنة ومفصلة بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وحول احتمال الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية قال ألوك شارما: "لقد أبقينا الهدف على قيد الحياة، ولكن النبض لا يزال ضعيفًا، وهذا يعني ضرورة التحرك خلال العامين المقبلين في تنفيذ الالتزامات التي تعهدنا بها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق