طاقة نوويةالتقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةسلايدر الرئيسية

الطاقة النووية.. الصين تخطط لتدشين مفاعلات تفوق قدرات العالم

19 مفاعلًا قيد الإنشاء و43 في انتظار الموافقة

مي مجدي

يبدو أن الصين على وشك أن تغيّر اللعبة في قطاع الطاقة النووية، وتسحب البساط من الولايات المتحدة وفرنسا، بعد الإعلان عن خطتها لتطوير 228 مفاعلًا نوويًا.

فرغم اهتمام أميركا وأوروبا بالطاقة النووية منذ الستينيات، تأخرت الصين عن الركب، ولم تربط أول محطة للطاقة النووية بالشبكة حتى أوائل التسعينيات.

وفي الوقت الراهن، تقود بكين العالم في قطاع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والفحم، إلّا أنها تأتي في المرتبة الثالثة بقطاع الطاقة النووية بعد الولايات المتحدة وفرنسا.

تغيير اللعبة

قبل كارثة فوكوشيما، كان لدى الصين أهداف نووية طموحة، لكنها أعلنت وقف جميع مشروعاتها الجديدة في غضون أسبوع من كارثة انهيار المحطة الذرّية اليابانية في عام 2011.

وبدأت بكين مراجعة إجراءات السلامة لبرنامجها النووي بالكامل.

وبحلول عام 2014، قررت عدم بناء أيّ مفاعلات أخرى تتطلب نظم الأمان النشطة، ولم توافق على أيّ محطات بين عامي 2016 و2018.

الصين- الطاقة النووية
محطة طاقة نووية - أرشيفية

لكن ذلك على وشك أن يتغير، فقد أعلنت الصين في نوفمبر/تشرين الثاني خططها لبناء 150 مفاعلًا جديدًا بتكلفة 440 مليار دولار، وهو يتجاوز عدد المفاعلات التي شيّدها العالم على مدى السنوات الـ35 الماضية، بحسب موقع إنرجي مونيتور.

وأظهرت بيانات نشرها الموقع مدى الطموحات النووية للصين، والتي تشمل خططها الجديدة، والحالية.

ووفقًا للبيانات، يوجد في الصين 19 مفاعلًا قيد الإنشاء، و43 مفاعلًا في انتظار الموافقة، كما أعلنت تطوير 166 مفاعلًا ضخمًا.

وتصل القدرة الإجمالية لهذه المفاعلات إلى 246 غيغاواط، أي أكثر من إجمالي قدرة توليد الكهرباء في ألمانيا البالغة 225 غيغاواط، وبهذا الرقم تقترب من القدرة النووية التي تنتظر التنفيذ في بقية العالم البالغة 289 غيغاواط.

الأهداف المناخية

يُعزى اهتمام الصين بالطاقة النووية إلى أهدافها المناخية، فقد تعهدت برفع انبعاثات الكربون إلى الذروة قبل عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

ولن تضطر الدولة الآسيوية إلى إزالة الكربون من سعة التوليد الحالية فحسب، بل سيتعين عليها التوقف عن تلبية احتياجاتها من الطاقة -الذي نما إلى أكثر من 1000% منذ عام 1990- من الوقود الأحفوري، لا سيما أنها تستخدم الفحم لتوليد أكثر من 60% من الكهرباء.

الطاقة النووية
إحدى محطات الطاقة النووية في الصين

وتُعدّ الطاقة النووية مصدرًا قويًا لتوفير كهرباء أساسية منخفضة الكربون، لكنها عالية التكلفة وينتج عنها كمية هائلة من المخلفات النووية.

ووفقًا لبيانات نشرها موقع إنرجي مونيتور، يوجد ربع مليون طن من النفايات المشعّة عالية المستوى في خزّانات مؤقتة بالقرب من محطات الطاقة النووية ومنشآت إنتاج الأسلحة في جميع أنحاء العالم، في انتظار إيجاد حلّ ناجع طويل الأمد.

وكشفت وسائل الإعلام الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني، أن البلاد حققت طفرة في تقنيات التخلص من النفايات النووية عن طريق خلط وصهر النفايات السائلة بعناصر مكونة للزجاج عند درجة حرارة أعلى من 1000 درجة مئوية، وبمجرد تبريدها تتحول إلى زجاج، ومن ثم تُخزّن النفايات النووية بداخله.

لكن بكين ليست أولى الدول لاستخدام هذه التقنية، فقد سبقتها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والهند ودول أخرى، وعلمًا بأن هذه الحاويات الزجاجية ستتآكل على مدى آلاف السنين من التخزين، وهناك شكوك تتعلق باختيار أفضل المواقع لتأمينها، يظل تخزين النفايات النووية على المدى الطويل لغزًا لصانعي السياسات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق