طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

أكبر 58 شركة بقطاع الطيران لم تلتزم بمتطلبات الحياد الكربوني (تقرير)

حياة حسين

ارتفعت انبعاثات قطاع الطيران عالميًا بمقدار الضعف منذ عام 2000 وحتى 2018، وسجلت مليار طن، في وقت تتزايد المخاوف بشأن تغيّر المناخ.

ودفع ذلك نشطاء البيئة والمدافعين عن قضايا المناخ إلى تصنيف قطاع الطيران ضمن الصناعات الضعيفة جدًا في إجراءات خفض الانبعاثات، حسبما ذكر موقع "ذا كونفرسيشن" في تقرير تحليلي.

ورغم ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذا القطاع لتحقيق الحياد الكربوني، ما يتطلب تعاون أطراف الصناعة مع الحكومة، إضافة إلى المستهلكين من العملاء.

انبعاثات قطاع الطيران

خلص بحث في فبراير/شباط الماضي، أُجري على أكبر 58 شركة طيران عالميًا، إلى أن أكثر تلك الشركات التزامًا بخفض الانبعاثات لا تزال بعيدة جدًا عن تحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات، وتحقيق الحياد الكربوني.

وجددت شركات الطيران "بالكاد" التزامها بخطة تعويض الكربون وخفض انبعاثات القطاع في قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاكسو الإسكتلندية، الشهر الماضي.

تغيّر المناخ - انبعاثات الكربون - الدول المتقدمة
حصة الدول المتقدمة والنامية من انبعاثات الكربون تاريخيًا

وترتكز خطة تعويض الكربون على دفع شركات الطيران إلى آخرين لخفض الانبعاثات نيابة عنهم، ما يعني عدم التخلص نهائيًا من الانبعاثات، كما تشجع على اعتماد بدائل وقود أنظف.

وتوضح المؤشرات، بصورة عامة، فشل الحكومات في مساعدة قطاع الطيران لخفض الانبعاثات، بسبب أن التلوث الناتج عن الطيران الدولي لا يُحتسب في سجلّ الانبعاثات بأيّ دولة، الأمر الذي لا يترك للحكومات سوى القليل من الحوافز التي يمكن أن تقدّمها للقطاع.

تحدّيات قطاع الطيران

عقدت جامعة غريفيس الأسترالية مؤتمرًا عبر تقنية التواصل المرئي مؤخرًا، شارك فيه خبراء، لبحث السياسات المناسبة لخفض انبعاثات الطيران، والتحديات التي تعرقل تحقيق هذا الهدف.

ووجد المؤتمر أن السويد تُعدّ من الدول التي أخذت زمام المبادرة لإجراء تغييرات بقطاع الطيران، في إطار خطتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.

واتخذت الدولة الأوروبية قرارًا بإلغاء اعتماد كل الطيران الداخلي على الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، تتبعها كل الرحلات الخارجة من السويد في 2045.

غير أن تحقيق السويد وأيّ دولة لهدف الحياد الكربوني في قطاع الطيران، يستلزم استبدال محركات تعمل بالكهرباء أو الهيدروجين -بوصفهما وقودًا مستدامًا- بوقود الطائرات.

كما تعمل المملكة المتحدة على إنهاء إستراتيجية الحياد الكربوني في قطاع الطيران بحلول عام 2050، وتعدّها هيئة الأبحاث والابتكار التي تعمل على تعزيز قدرات لندن في التوصل لتقنيات جديدة في القطاع، شاملة محرك وقود هجين.

أستراليا والانبعاثات

تفتقر أستراليا إلى إطار عمل لخفض انبعاثات الكربون، ودعم تحوّل الطاقة في قطاع الطيران، إذ عدّته واحدًا من الأهداف العامة لخفض الانبعاثات.

وشهدت تقنيات خفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الـ5 الأخيرة، رغم كل ما سبق، خاصة في مجال المحركات التي تعمل بالكهرباء، والهجين.

وتقود شركات عالمية مثل: آيرباص، ورولز رويس، وزيرو آفيا، تطوير تلك التقنيات، وأيضًا العمل على إيجاد وقود طائرات مستدام.

وكان معهد تكنولوجيا الفضاء البريطاني قد قال ببيان صحفي في وقت سابق من هذا الشهر، إن موعد إطلاق أول طائرة تعمل بالهيدروجين السائل اقترب، وهو ما يغيّر مفهوم النقل الجوي في السنوات المقبلة.

وكشف مشروع "فلاي زيرو" -المدعوم من الحكومة البريطانية، ويتولى مسؤوليته معهد تكنولوجيا الفضاء- النقاب عن طائرة قادرة على استيعاب نحو 279 راكبًا، والقيام برحلات جوية خالية من الانبعاثات بدءًا من عام 2030، كونها تعتمد على وقود الهيدروجين السائل

طائرة الهيدروجين

قال معهد تكنولوجيا الفضاء البريطاني، إن مشروع طائرة وقود الهيدروجين، تبلغ تكلفته 15 مليون جنيه إسترليني (19.9 مليون دولار أميركي)، وستكون الطائرة قادرة على نقل الركّاب دون توقّف من لندن إلى سان فرانسيسكو، أو إلى أيّ مكان في العالم مع محطة توقّف (ترانزيت) واحدة للتزوّد بالوقود، بحسب موقع "تيك تايمز" حينها.

ورغم أن وقود الهيدروجين السائل ما يزال قيد الدراسة لاستخدامه وقودًا للطائرات والمركبات، فإن فريقًا من خبراء الطيران في بريطانيا طوّروا مفهوم الطائرات الخالية من انبعاثات الكربون، واستغلوا إمكانات الوقود الجديد في الطائرة المنتظرة.

كما أجرى مجموعة من الباحثين في أميركا دراسة لمعرفة إمكان تحويل نفايات الطعام إلى وقود للطائرات، وتوصلوا إلى نتائج جيدة من الناحية الكيميائية، حسبما أورد موقع آرستيكنيكا المهتم بالعلوم والتكنولوجيا، في أبريل/نيسان الماضي.

ووجد الباحثون أن بإمكانهم إنتاج مواد قابلة للمزج بقليل من وقود الطائرات القياسي لتلبية جميع المعايير التنظيمية.

انتشار سريع

توقّع تقرير "ذا كونفيرساشن" أن تشهد السنوات المقبلة، وحتى 2030، انتشارًا سريعًا لبعض أنواع الطائرات الكهربائية والهجينة المستخدمة في الرحلات القصيرة، والركّاب، وسيارات الأجرة الجوية، وطائرات الهليكوبتر، والرحلات العامة، إضافة إلى نمو استخدام وقود الطائرات المستدام.

الحياد الكربونيوتبدو تلك التوقعات متفائلة، رغم استبعاد بدء الرحلات التجارية للطائرات ذات المحرك الكهربائي، التي تحلّق حاليا في الهواء، قبل عام 2023 على الأقلّ، بسبب ضرورة الخضوع لاختبارات عديدة، منها السلامة الجوية.

وكشف المشاركون من الخبراء في مؤتمر الجامعة الأسترالية، أن الجهود الذي يبذلها بعض قادة الصناعة والحكومات لتحقيق الحياد الكربوني في القطاع، لا تزال غير كافية، وأن هناك تحديات عديدة تواجه تحقيق الهدف.

كما نصح الخبراء، أستراليا بوضع إستراتيجية واضحة للحدّ من الانبعاثات، تشمل خطة زمنية، تحقق الأهداف خلال عامي 2030 و2040، لدعم قدرة صناعة الطيران على المنافسة مستقبلًا.

وأوجز الخبراء عدّة مقترحات لتتمكن الدول من تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الطيران، منها تطوير وقود مستدام، وتحديث البنية التشريعية بما يلائم الطائرات الجديدة، ودعم انتشار أنواع وقود وتقنيات الطيران الجديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق