التغير المناخيأخبار التغير المناخيأخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الصين.. القطاعات الصناعية تجري تغييرات جذرية لخفض انبعاثات الكربون

من خلال خطة تعزز التنمية الخضراء

مي مجدي

تمر القطاعات الصناعية في الصين بتغيرات جذرية خلال السنوات المقبلة مع تبني وزارة الصناعة خطة للتنمية الخضراء لهياكلها الصناعية والإنتاجية.

وكشفت وزارة الصناعة، اليوم الجمعة، عن خطة خمسية (2021-2025) تدعم النمو منخفض الكربون من خلال خفض انبعاثات الكربون والملوثات وتعزيز الصناعات الناشئة.

ومن خلال ذلك، تأمل الصين -أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم- في الوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول 2030، لتحقيق هدف الحياد الكربوني في النهاية بحلول عام 2060، بحسب وكالة رويترز.

التنمية الخضراء

وفقًا للخطة، ستعزز الحكومة الصينية كفاءة الطاقة واستخدام الموارد ودعم التنمية الخضراء في قطاع التصنيع بحلول عام 2025.

وجددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 18% وتقليل كثافة الطاقة بنسبة 13.5% بحلول عام 2025، بالإضافة إلى خفض كثافة انبعاثات الملوثات في القطاعات الرئيسة بنسبة 10%.

وتعهدت بزيادة استخدام الطاقة النظيفة والتشجيع على استخدام الهيدروجين والوقود الحيوي والوقود المشتق من النفايات في صناعة الصلب والأسمنت والكيماويات والصناعات الأخرى.

وأضافت الوزارة أنها تتطلع إلى تعزيز الاستغلال الرشيد للموارد المعدنية مثل خام الحديد وتطوير استخدام المصادر المعاد تدويرها.

التنمية الخضراء - الصين
القطاع الصناعي في الصين - الصورة من موقع ويكي واند

خطط أكبر شركة للصلب في العالم

تمثل صناعة الصلب في الصين نحو 15%-20% من انبعاثات الكربون الوطنية سنويًا.

ومن هذا المنطلق، بدأت شركة باوو، أكبر مُصنّع للصلب في العالم، تنفيذ خريطة طريق لتقليل انبعاثات الكربون لكل طن متري من الفولاذ الخام بنسبة 30% بداية من عام 2020 إلى عام 2035، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، بحسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.

وأعلنت شركة باوستيل -التابعة لشركة باوو- في بيان نشرته، خلال الشهر المنصرم، خطتها لامتلاك محطات للطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية لضمان بقائها في المستقبل.

الحياد الكربوني

لتحقيق الحياد الكربون في صناعة الصلب، ستواصل شركات الصلب الكبرى التركيز على أفران صهر المعادن ومسارات المحول، بينما ستتحول المصانع الأصغر تدريجيًا إلى أفران القوس الكهربائي من خلال مقايضات السعة.

وقال مصدر مطلع إن 50% من إجمالي طاقة الصلب الخام في الصين ستستخدم أفران القوس الكهربائي التي تستهلك غالبًا الحديد الخردة.

ووفقًا لتحليلات بلاتس، تمثل قدرة صناعة الصلب في أفران القوس الكهربائية -حاليًا- 15% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للصلب في الصين.

وأضاف المصدر أن اتجاه صناعة الصلب لاستخدام الطاقة الخضراء، سيدفعها إلى اختيار مواقع تتوافر فيها طاقة الرياح والطاقة الشمسية مثل غرب الصين أو المناطق الساحلية لتشييد مصانع أفران القوس الكهربائية الجديدة.

التنمية الخضراء - الصين
شركة باوو الصينية - الصورة من موقع سي سي تي في

أسعار الكربون

رغم هذه الجهود، يرى المحللون أن صناعة الحديد والصلب ستحتاج إلى شراء حصص انبعاثات الكربون في سوق تداول الكربون لتحقيق الحياد الكربوني.

ووفقًا لباوو، قد تشهد الشركات المنتجة في الصين ارتفاعًا حادًا في تكاليف إنتاج لفائف الصلب المدرفلة على الساخن بنسبة 40% إذا ارتفعت أسعار الكربون في الصين إلى 71 دولارًا/طن متري، وفُرضت تجارة الكربون على نطاق واسع في صناعة الصلب.

وكان متوسط السعر المرجح لحجم التداول اليومي لأسعار خفض انبعاثات الكربون بموجب سوق الكربون الوطنية في الصين قرابة 6.70 دولارًا أميركيًا/طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت بعض المصادر إن تكاليف إنتاج الصلب ستشهد منحى تصاعديًا حادًا في المستقبل، سواء كان يتعلق بدفع المصانع تكاليف انبعاثات الكربون أو اعتماد تقنيات منخفضة أو خالية من الكربون.

علاوة على ذلك، سيُشجَّع المستخدمون النهائيون لاستهلاك المزيد من منتجات الصلب عالي المقاومة، وسيقلل ذلك من إجمالي استهلاك الفولاذ وإنتاجه.

ووفقًا لباوستيل؛ فإن استخدام لفائف الصلب المدرفلة على الساخن عالية المقاومة لبناء حواجز حماية الطرق السريعة سيقلل من استهلاك الصلب من 5 ملايين طن متري/السنة إلى 3.35 مليون طن متري/السنة، وسيقلل ذلك بدوره انبعاثات الكربون بمقدار 3.46 مليون طن متري/السنة.

التنمية الخضراء - الصين
محطة للطاقة الشمسية في جيانغشي - الصورة من موقع سي سي تي في

تقنيات متطورة

قالت باوو إن إنتاجها من الصلب في أفران الصهر يشكل 6.5% فقط من إجمالي إنتاجها من الصلب الخام البالغ 115 مليون طن متري في عام 2020؛ لذا تحظى خطط إزالة الكربون من أفران الصهر ومسارات المحول باهتمام كبير من الشركة.

وتعمل -حاليًا- على تقنيات أفران الصهر الغنية بالهيدروجين وأفران الهيدروجين النقي، فضلًا عن تطوير تقنيات ستزيد من استهلاك الخردة إلى 50% في المحولات.

كما أنهت الشركة خطط بناء أفران صهر في مصنع تشانغيانغ للصلب بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين، وعوضًا عن ذلك، ستنبي أول فرن هيدروجين لها باستخدام الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وفي الوقت نفسه، تخطط لبناء مصنع للصلب يستخدم أفران القوس الكهربائي بجانب مصنع الطاقة الشمسية التابع لها في شينغيانغ بغرب البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق