تركيا تهدد صفقة قطر للبترول وإكسون موبيل للتنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط
قبالة سواحل قبرص
دينا قدري
اتهمت تركيا قبرص بانتهاك جرفها القاري، عقب الإعلان عن صفقة مع شركتي إكسون موبيل وقطر للبترول للتنقيب عن الهيدروكربونات في البحر الأبيض المتوسط.
وهددت بمنع أي بحث غير مصرح به عن الغاز والنفط في منطقتها الاقتصادية في شرق البحر المتوسط.
إذ تُعد تركيا على خلاف -منذ عقود من الزمان- مع اليونان وقبرص بشأن المطالبات الإقليمية المتنافسة في شرق البحر المتوسط، والمجال الجوي، والطاقة، ووضع بعض الجزر في بحر إيجة، وجزيرة قبرص المنقسمة عرقيًا.
ولا تتفق اليونان وتركيا على حدود الجرف القاري لكل منهما؛ بينما في حالة قبرص، لا تعترف أنقرة بأن حكومة نيقوسيا -التي لا تعترف بها- لديها جرف قاري على الإطلاق، حسبما أفادت وكالة رويترز.
صفقة قبرص
أعلنت قبرص، يوم الخميس، أن مجلس وزرائها وافق على منح الترخيص لإكسون موبيل وقطر للبترول للتنقيب عن الهيدروكربونات في الكتلة الخامسة من المنطقة الاقتصادية الخالصة المعلنة في قبرص، التي تقع في جنوب وجنوب غرب الجزيرة.
ستمتلك إكسون موبيل حصة 60% من الكتلة الخامسة وستعمل بوصفها مشغلًا، أما شركة قطر للطاقة -التي تعمل من خلال وحدة التنقيب الدولية في قطر للبترول- فستحصل على حصة الـ40% المتبقية.
ومن المتوقع أن شركتي إيني الإيطالية وتوتال إنرجي الفرنسية ستُنقبان في الكتلة السادسة في عام 2022، حسبما أفادت منصة إنرجي فويس.
انتهاك وتصعيد
أكدت وزارة الخارجية التركية أن "جزءًا من حقل الترخيص المعني ينتهك الجرف القاري لتركيا في شرق البحر المتوسط"، في بيان أصدرته عقب إعلان قبرص الصفقة.
وأضاف البيان: "تمامًا كما حدث من قبل، لن تسمح تركيا أبدًا لأي دولة أو شركة أو سفينة أجنبية بإجراء أبحاث هيدروكربونية غير مصرح بها في نطاق سلطتها البحرية، وستواصل الدفاع عن حقوق بلدنا وحقوق القبارصة الأتراك".
واتهمت تركيا قبرص بتصعيد التوترات في شرق البحر المتوسط من خلال منح حقوق التنقيب والحفر للمشروع، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ.
توترات شرق المتوسط
أصبح شرق البحر المتوسط المتنازع عليه نقطة ساخنة في مجال الطاقة، مع اكتشافات كبيرة من الغاز الطبيعي من قبل قبرص وإسرائيل ومصر في السنوات الأخيرة.
وأدى مسعى تركيا لتأمين حصة من الموارد إلى تفاقم التوترات بين الخصمين التاريخيين.
وحثت المفوضية الأوروبية أنقرة على مواصلة خفض التصعيد في المنطقة، بينما تعهدت بالدفاع عن مصالح الدول الأعضاء اليونان وقبرص إذا لم تفعل ذلك.
كانت تركيا مصرّة على أنها تحمي حقوقها، وكذلك حقوق القبارصة الأتراك، الذين يسيطرون على الثلث الشمالي من الجزيرة المقسمة.
علاقة قبرص وتركيا
جمهورية قبرص هي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتتمتع رسميًا بالسيادة على الجزيرة بأكملها.
إلا أن الجزيرة مقسمة فعليًا منذ أن استولى الجيش التركي على الثلث الشمالي عام 1974، بعد محاولة انقلاب سعى خلالها المجلس العسكري في أثينا إلى توحيد قبرص مع اليونان.
لا تقيم تركيا علاقات دبلوماسية مع حكومة القبارصة اليونانيين المعترف بها دوليًا، لكنها تدعم دولة قبرصية تركية انفصالية في شمال قبرص.
وتطالب الأقلية التركية -التي نصبت نفسها دولة في الشمال، وهي جمهورية شمال قبرص التركية- بأي موارد طاقة تُكتَشف قبالة سواحلها.
موضوعات متعلقة..
- تركيا تضيف سفينة جديدة إلى أسطول التنقيب عن النفط والغاز
- اكتشافات تركيا تحفّز عمليات التنقيب عن الغاز في البحر الأسود
- منتدى غاز شرق المتوسط يبحث دور الغاز الطبيعي في تحول الطاقة
اقرأ أيضًا..
- أوبك+ تظل في حالة انعقاد تحسبًا لأي طوارئ حتى موعد الاجتماع الجديد
- الوضع يزداد سوءًا.. أوروبا تواجه شبح انقطاع التيار الكهربائي في الشتاء
- السعودية تجري محادثات مع فوكسكون لتصنيع السيارات الكهربائية محليًا