التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسيةعاجل

كينيا تخطط لتوفير 55 مليار دولار لخفض الانبعاثات

داليا الهمشري

في إطار التعهدات المناخية التي أعلنها الرئيس أوهورو كينياتا خلال قمة المناخ كوب 26، رصدت كينيا ميزانية عملاقة لخفض الانبعاثات على أراضيها.

وأعلن كينياتا خطة لجمع 6.2 تريليون شيلينغ (55 مليار دولار) لتنفيذ سياسات وبرامج من شأنها أن تساعد على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 32% خلال السنوات الـ10 المقبلة.

(دولار أميركي = 112.50 شيلينغ كيني).

وأوضح الرئيس أنه سيتعين على كينيا تعبئة 13% من هذا الرقم، أي ما يُقدّر بنحو 806 مليارات شيلينغ، من مصادر محلية، بينما سيشارك بالباقي شركاء التنمية، حسب موقع نيشن أفريكا الكيني.

وعانت أكبر دولة مُصدّرة للشاي في العالم -خلال السنوات الماضية- من فيضانات دمرت الزراعة غرب البلاد.

استثمارات ضخمة

في كلمة ألقاها خلال المؤتمر السابع لنقل السلطة في مقاطعة ماكويني، أوضح رئيس الدولة أن الاستثمارات الضخمة تعكس رغبة كينيا في الاضطلاع بدورها في الجهود الدولية الرامية لمعالجة تغيّر المناخ والاحتباس الحراري.

وقال الرئيس -في خطابه عبر الفيديو من جنوب أفريقيا حيث يقوم بزيارة رسمية-: "إننا نرسل بيانًا سياسيًا واضحًا بأن كينيا مستعدة للعمل مع المؤسسات -التي تتبنى الأهداف نفسها- لتسريع العمل من أجل تخفيف الآثار السلبية لتغيّر المناخ وتسهيل عمليات التكيف مع الآثار المناخية المتوقعة".

وأخبر الرئيس أكثر من 3 آلاف مندوب من حكومات المقاطعات والحكومات الوطنية والمجتمع المدني وشركاء التنمية، أن إدارته اعتمدت مجموعات شاملة من القواعد والسياسات والإجراءات للتصدي لتغيّر المناخ، والذي أكد أنه يمثّل تهديدًا لجميع الدول.

السيارات تجوب إحدى المناطق المحمية في كينيا
السيارات تجوب إحدى المناطق المحمية في كينيا

التصدي لتغيّر المناخ

أشار كينياتا إلى بعض الإجراءات التي اتخذتها بلاده للمساعدة في تخفيف آثار تغيّر المناخ، ومن بينها قانون تغيّر المناخ، وقانون الهيئة الوطنية لإدارة الجفاف، والسياسة الوطنية لتمويل تغيّر المناخ، وخطة العمل الوطنية لتغيّر المناخ، وخطة التكيف الوطنية، وخطة تنفيذ إستراتيجية الاقتصاد الأخضر.

وسلّط المندوبون -الذين تحدثوا أمس- الضوء على المخاطر التي يشكّلها تغيّر المناخ، ودعوا السلطات إلى تضافر الجهود لضمان التصدي لهذا التحدي.

ووصف رئيس الوزراء السابق، رايلا أودينغا، الذي كان الضيف الرئيس، تغيّر المناخ بأنه "فيل في غرفة إنسان"، منوهًا بدور المقاطعات في التركيز على تغيّر المناخ، مشيرًا إلى أنه أكبر تحدٍّ تواجهه البشرية الآن، وخلال القرون المقبلة.

تشكيل مجلس وطني للمناخ

قال رئيس الوزراء السابق، رايلا أودينغ: "إن تغيّر المناخ أكبر من الانتخابات القادمة في عام 2022، أو تلك التي ستليها في عام 2027 أو 2032، إنها مسألة حياة أو موت حاصرت الجميع في كل أنحاء الكوكب".

ودعا إلى تشكيل مجلس وطني للمناخ في مقرّ الرئاسة.

من جانبه، أفاد وزير الداخلية، فريد ماتيانغي، أن وزارته تنفق ما يصل إلى 30% من ميزانيتها للتصدي للتحديات الناجمة عن تغيّر المناخ.

وأوضح أن مجلس الأمن القومي اضطر إلى إعادة تصميم إستراتيجيته للتماشي مع الأهداف المناخية.

وقال: "إننا مجبرون على مواجهة التحديات التي لم تكن متوقعة قبل 10 سنوات".

الحفاظ على المكاسب البيئية

ذكر وزير البيئة والغابات الكيني، كيرياكو توبيكو، أن بلاده حققت مكاسب كبيرة في عهد الرئيس كينياتا بشأن تغيّر المناخ.

وطالب توبيكو الأحزاب السياسية بالكشف عن خططها المناخية حال تولّيها السلطة، وأنها لن تتسبب في فقد المكاسب التي تحققت حتى الآن.

وقال وزير البيئة: "كنت أنتظر من الأحزاب السياسية أن تخبر الكينيين بمقترحاتهم لمواجهة أخطر تهديد للإنسانية، والتي سينفّذونها بمجرد وصولهم للسلطة".

الطاقة المتجددة- مشروعات الطاقة المتجددة
مرزعة الرياح في كينيا- أرشيفية

تعهدات قمة المناخ

قال رئيس كينيا أوهورو كينياتا -خلال كلمته في افتتاح قمة المناخ كوب 26 التي عقدت في مدينة غلاسكو مؤخرًا-، إنّ كل التقارير حول تغيّر المناخ دقّت ناقوس الخطر من كارثة عالمية، إلّا إذا لم تُعدَّل سياسات مواجهة تغيّر المناخ.

وأوضح أنّ التغير المناخي يشكّل تهديدًا وجوديًّا لمعظم دول أفريقيا، بما في ذلك بلاده التي تخسر 3-5% من إجمالي الناتج المحلي نتيجة الفيضانات، كما يؤدي التغير المناخي إلى صراعات طائفية.

وسلّط الضوء على أنّ بلاده أعدّت خطة متكاملة لتكثيف الغطاء الأخضر على مساحة 20% من أراضيها.

وأشار إلى عزم بلاده تحقيق 100% من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ودعا إلى ضرورة الطموح بشأن تقليل الانبعاثات، إلى جانب زيادة التمويل الدولي في مواجهة التغير المناخي، مذكرًا الدول الكبرى بتعهدها بـ100 مليون دولار لمواجهة هذه التحديات، إلّا أنها لم تقدّم شيئًا.

ولفت إلى أنّ بلاده تتوقع خطة شاملة تلبي احتياجات الدول النامية، مشددًا على الحاجة الكبيرة لمراعاة ظروف أفريقيا، وتضرّر اقتصاداتها نتيجة التغيرات المناخية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق