تقارير السياراتسلايدر الرئيسيةسيارات

جنرال موتورز.. السيارات الكهربائية ليست الطموح الوحيد (تقرير)

دينا قدري

لم تتوقف طموحات شركة جنرال موتورز الأميركية عند التوسع في نشر السيارات الكهربائية، وإنما تعتزم بناء أساطيل كهربائية كاملة، تعمل بتقنيات البطارية وخلايا وقود الهيدروجين الخاصة بها.

إذ جاء إعلان جنرال موتورز دخولها صناعة القوارب الكهربائية بمثابة علامة على أن الشركة جادة بشأن "مستقبلها الكهربائي بالكامل"، حسبما أفادت منصة "ريكود" الأميركية.

ويبدو أن شركة صناعة السيارات العملاقة تواجه منافسة قوية، في ظل التوجه العالمي نحو الكهرباء لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

صفقة القوارب

أعلنت جنرال موتورز -مؤخرًا- أنها اشترت حصة 25% في شركة بيور ووتركرافت الناشئة لتصنيع محركات خارجية تعمل بالبطاريات للقوارب، مقابل 150 مليون دولار نقدًا واستثمارات عينية.

وستزوّد جنرال موتورز شركة بيور ووتركرافت -التي ارتفعت قيمتها إلى 600 مليون دولار عقب الصفقة- بمكونات بمعدل الخصم نفسه لأقسامها الداخلية، وستقدم الدعم إلى بيور ووتركرافت في بناء شبكة التصنيع الخاصة بها.

ولم تشارك الشركتان المنتجات المحددة التي ستعملان عليها معًا، لكن سينضم إلى هذا التعاون الفريق الذي طوّر أول قارب عائم كهربائي لشركة جنرال موتورز "Forward Marine First"، الذي ظهر لأول مرة في معرض ميامي الدولي للقوارب في عام 2019.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيور ووتركرافت، آندي ريبيلي: "لقد استفادت صناعة القوارب تاريخيًا من التقدم في تقنيات السيارات.. لقد استخدمت محركات السيارات وتكنولوجيا السيارات في القوارب لسنوات عديدة، وهذا هو تجسيد لما يحدث في عصر السيارات الكهربائية".

أول قارب عائم كهربائي لشركة جنرال موتورز
أول قارب عائم كهربائي لشركة جنرال موتورز - أرشيفية

البطاريات.. مفتاح الأحلام الكهربائية

تعهدت جنرال موتورز باستثمار ما لا يقل عن 35 مليار دولار لإطلاق 30 طرازًا للسيارات الكهربائية حول العالم بحلول عام 2025، من بينها 20 سيارة ستكون متاحة في الولايات المتحدة.

وخطت جنرال موتورز خطوة إلى الأمام هذا العام، وأعلنت أنها ستتوقف تدريجيًا عن جميع سياراتها التي تعمل بالغاز والديزل بحلول عام 2035، وستجعل عملياتها خالية من الكربون بحلول عام 2040.

مفتاح الأحلام الكهربائية لجنرال موتورز هو تقنية بطارية ليثيوم أيون "يولتيوم" التي سيجري دمجها في مجموعة واسعة من السيارات.

وبالشراكة مع إل جي، تنفق الشركة المليارات لبناء مصنعين للبطاريات في أوهايو وتينيسي، سيجري الانتهاء منهما في 2022 و2023 على التوالي.

وقال المحلل التنفيذي في موقع محرك بحث السيارات "آي سي كارز"، كارل براور: "السبب في أن السيارات الكهربائية دائمًا ما تتكلف أكثر من سيارة محرك الاحتراق الداخلي المكافئة يتمثّل في البطارية".

وأضاف: "ربما يكون التحكم في شيء يتعلق بالبطاريات -الإنتاج والتكلفة- هو الشيء الأكثر فاعلية الذي يمكن أن تفعله شركة سيارات في عالم يتجه نحو السيارات الكهربائية".

شاحنة جي إم سي هامر الكهربائية
شاحنة جي إم سي هامر الكهربائية

صناعة الرقائق الإلكترونية

دخلت جنرال موتورز -أيضًا- في اتفاقية المورّد الإستراتيجي مع شركة "وولفسبيد" لصناعة الرقائق الإلكترونية -في وقت سابق من هذا الخريف- لتأمين الرقائق المصممة خصيصًا للسيارات الكهربائية.

وفي الأسبوع الماضي، استضافت جنرال موتورز الرئيس بايدن في الافتتاح الكبير لمصنعها لتجميع السيارات الكهربائية الذي جرى تجديده حديثًا بتكلفة 2.2 مليار دولار.

وستكون شاحنات جي إم سي هامر الكهربائية وشاحنات شيفروليه سيلفرادو من أوائل المركبات المصنعة هناك.

خلايا وقود الهيدروجين

نظرًا إلى أن الشركة ضاعفت من قدراتها التصنيعية للمركبات الكهربائية، فقد صممت -أيضًا- مكونات بحيث يُمكن تعديلها لتلائم أشكال النقل الأخرى.

استثمرت جنرال موتورز بكثافة وعلى وجه الخصوص في تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين، التي تستخدم الهيدروجين والأكسجين من الهواء لإنتاج الكهرباء.

وعلى عكس البطاريات التي تخزن الكهرباء مباشرة، فإن خلايا الوقود هذه تخزن الهيدروجين الذي يُحوّل بعد ذلك إلى كهرباء.

جنرال موتورز.. دعم وتاريخ

قد تكون جنرال موتورز تمتلك ميزة، وسط منافسة شرسة من العديد من الشركات الكبرى القديمة والناشئة.

إذ أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن مرارًا عن دعمه لشركات السيارات المدعومة من النقابات، كما يُنسب الفضل إلى الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز، ماري بارا، التي حوّلت "صناعة السيارات بأكملها" إلى الكهرباء.

البيت الأبيض أيضًا ليس لديه أفضل علاقة مع شركة تيسلا، التي ليس لديها اتحاد، ولم تجرِ دعوتها إلى قمة البيت الأبيض في أغسطس/آب حول السيارات الكهربائية.

وفي الوقت نفسه، ستوفر حزمة إنفاق بايدن لإعادة البناء بشكل أفضل -من بين أهداف أخرى- ائتمانات ضريبية إضافية على السيارات الكهربائية التي صُنعت في الولايات المتحدة من قبل الشركات النقابية، وهو بالضبط ما تحاول جنرال موتورز القيام به.

ثم هناك حقيقة أن جنرال موتورز هي شركة تصنيع سيارات عمرها قرن من الزمان، صنعت أكثر من نصف مليار سيارة على مدار حياتها المؤسسية.

وقد تكون هذه التجربة حاسمة في ظل سعيها إلى دمج ليس فقط سياراتها، ولكن العديد من وسائل النقل المختلفة، في مستقبلها الكهربائي.

شيفروليه- السيارات الكهربائية- جنرال موتورز
سيارة شيفروليه بولت الكهربائية - أرشيفية

طريق مليء بالعثرات

مع ذلك، لن يكون طريق جنرال موتورز نحو مستقبل كهربائي بالكامل أمرًا سهلًا، إذ تتنافس أساسًا مع كل صانع سيارات قديم في العالم لتحصيل حصتها من سوق السيارات الكهربائية.

وقد كانت هناك بعض العثرات، ففي وقت سابق من هذا العام، استدعت الشركة جميع سيارات شيفروليه بولت الكهربائية البالغ عددها 141 ألفًا التي أنتجتها منذ عام 2017، بسبب خطر نشوب حريق متعلق بالبطارية.

وفي الوقت نفسه، تجتذب الشركات الناشئة الحديثة في مجال السيارات الكهربائية الكثير من الاهتمام والاستثمار.

إذ تتصدر شركتا صناعة الشاحنات الكهربائية "ريفيان" وصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة "لوسيد" تقييمات أسعار الأسهم، متفوقتين على فورد وجنرال موتورز وستيلانتس.

كما أن شركة تيسلا لا تظهر أي علامة على التباطؤ، إذ تخطط الشركة لإكمال مصنع عملاق جديد في تكساس لتصنيع السيارات الكهربائية، هذا العام، كما وصلت قيمة الشركة مؤخرًا إلى تريليون دولار.

وتعمل العديد من الشركات الأخرى على تحديد مكانتها الخاصة في صناعة السيارات الكهربائية.

منافسة النقل الكهربائي

تعمل العديد من الشركات على تصنيع شاحنات شبه كهربائية، بما في ذلك مصنعا السيارات الصينيان بي واي دي وجيلي، بالإضافة إلى تيسلا، حتى إن بعض الشركات تطوّر الجرارات الكهربائية.

وهناك شركات ناشئة تعمل على تطوير سيارات الأجرة الهوائية الكهربائية، وبعضها سيكون أيضًا ذاتي القيادة.

إذ تخطط شركة كيتي هواك لإطلاق أولى رحلاتها في غضون الأشهر القليلة المقبلة، مع رئيسها التنفيذي سيباستيان ثرون أول راكب لها.

وبالإضافة إلى بيور ووتركرافت، يشتمل قطاع القوارب الكهربائية أيضًا على شركة "آرك" الناشئة، التي تبني قاربًا بطول 24 قدمًا وبسرعة قصوى تبلغ 40 ميلًا/ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق