التقاريرأخبار الهيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسيةسلايدر الرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأخضر يعزز قدرة أفريقيا على دعم التنمية المستدامة (تقرير)

دول القارة تتوسع في استثمارات الهيدروجين لتوليد الكهرباء وخفض التلوث

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • شركات حلول الطاقة تستهدف القارة لتطوير الهيدروجين الأخضر
  • بوسع الهيدروجين إحداث ثورة في قطاع الطاقة في العالم
  • يُعدّ الهيدروجين الأخضر حلاً لتخزين ونقل الطاقات المتجددة المعروفة بتقطعها
  • يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًا في إزالة الكربون من قطاع النقل

لم تكن استثمارات الهيدروجين الأخضر شائعة في أفريقيا، قبل بضع سنوات، لكن شركات حلول الطاقة تستهدف القارة لتطوير هذه الطاقة الجديدة من خلال مشروعات تجريبية مصممة لتقييم إمكانات إنتاجها على نطاق واسع.

وتولي الشركات العالمية العملاقة المتمركزة في الأسواق النشطة في القارة الأفريقية اهتمامًا متزايدًا بإنتاج الهدروجين الأخضر، لا سيما في مصر وجنوب أفريقيا والمغرب، وكذلك في موريتانيا وناميبيا، نظرًا إلى إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة.

ويرى العديد من الخبراء أن بوسع الهيدروجين إحداث ثورة في قطاع الطاقة في العالم، كما تحاول بعض البلدان الأفريقية اللحاق بالركب العالمي لتطوير هذه السوق الجديدة، وفقًا لما نشره موقع "أفريك 21".

ويُعدّ الهيدروجين الأخضر حلًا لتخزين ونقل الطاقات المتجددة المعروفة بتقطعها، ويمكنه أن يسهم أيضًا في إزالة الكربون من الاقتصادات الناشئة، بشرط أن يُنتَج بالكهرباء المولَّدة من مصادر متجددة.

محطة لإنتاج الهيدروجين الأخصر
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخصر

استخدامات الهيدروجين الأخضر

يُنتَج الهيدروجين، أو بشكل أكثر دقة الهيدروجين ثنائي الذّرة (H2)، من خلال التحليل الكهربائي للماء (H20)؛ وتحول هذه العملية الطاقة الكهربائية إلى طاقة كيميائية.

ويمكن استخدام ثنائي الهيدروجين الناتج بهذه الطريقة للحصول على الطاقة بطريقتين: من خلال احتراقه المباشر مع الأكسجين (02)، أو في شكل كهرباء عبر خلية وقود.

ويعني استخدام الكهرباء من مصادر متجددة مثل الطاقة الكهرومائية أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، في التحليل الكهربائي للمياه حصريًا، أن الناتج هو الهيدروجين الأخضر.

ويُستَخدَم الهيدروجين الأخضر أولاً لتخزين الكهرباء، لأن الطاقات المتجددة غالبًا ما تكون متقطعة، أما بالنسبة إلى محطة الطاقة الشمسية، فإن الأمر يتعلق بإنتاج الكهرباء خلال ساعات سطوع الشمس وتحويل الكهرباء المنتجة إلى هيدروجين أخضر.

تُجدر الإشارة إلى أن هذا الغاز، الذي لا ينبعث من احتراقه سوى بخار الماء، يمكن تحويله مرة أخرى إلى كهرباء عند غياب المصدر الأساسي للطاقة المتجددة (الشمس).

وسيلعب الهيدروجين الأخضر أيضًا دورًا مهمًا في إزالة الكربون من قطاع النقل. وتستعد شركة صناعة الكيماويات العملاقة ساسول، في جنوب أفريقيا، لدخول سوق الهيدروجين الأخضر الناشئة.

ووقعت شركة تويوتا موتورز في جنوب أفريقيا (تي إس إيه إم)، التابعة لشركة تصنيع السيارات اليابانية تويوتا، اتفاق شراكة لتطوير الهيدروجين الأخضر لشاحنات النقل مع إطلاق المركبات التي تعمل بالهيدروجين في سوق جنوب أفريقيا.

ويمكن للهيدروجين أن يحدث تأثيرًا ملموسًا من ناحية التلوث الناجم عن التنقل على نطاق القارة الأفريقية، حيث تحظى مسألة التنقل المستدام باهتمام متزايد لدى صانعي السياسات والمستثمرين في أفريقيا.

ووفقًا للبنك الدولي، فإن معظم المساهمات المحددة وطنيًا التي طوّرتها البلدان الأفريقية مؤخرًا قد حددت قطاع النقل مجالًا يتمتع بأولوية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في القطاعات كثيفة الكربون.

ولا يزال العديد من البلدان الأفريقية يكافح من أجل تنفيذ إستراتيجيات حقيقية للانتقال إلى التنقل النظيف.

وفي المقابل، لا تزال الحلول الحالية، لا سيما الحلول الكهربائية، غير معتمدة على نطاق واسع في الوقت الحالي، بسبب ارتفاع التكاليف ونقص البنية التحتية اللازمة للتنقل المستدام، مثل محطات شحن السيارات الكهربائية وشبكات الكهرباء الموثوقة.

إنتاج الهيدروجين الأخضر للتصدير

نظرًا إلى قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة، تهتم أفريقيا بمستثمري الهيدروجين الأخضر، وفقًا لما نشره موقع "أفريك 21".

وهذا هو السبب وراء اختيار موريتانيا لاستضافة أحد مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر الواعدة قيد التطوير حاليًا في القارة الأفريقية، دون أن تكون موريتانيا بلدًا نموذجيًا من ناحية إنتاج الطاقة النظيفة.

وتنشئ شركة شاريوت البريطانية مشروع "نور" بهدف إنتاج وتصدير 10 غيغاواط من الهيدروجين، إذ ستولِّد الشركة الكهرباء اللازمة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية.

وحصلت شركة شاريوت على حقوق حصرية من الحكومة الموريتانية في مساحة إجمالية من الأرض والبحر تبلغ نحو 14 ألفًا و400 كيلومتر مربع لإجراء دراسات الجدوى لإنتاج الكهرباء النظيفة.

وعلى نهج موريتانيا، تخطط المجموعات الرئيسة التي تعمل حاليًا في أفريقيا لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى الأسواق الدولية.

الهيدروجين الأخضرالجاذبية الاستثمارية في مصر

تُعدّ مصر من بين الدول المستقبلية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وتواصل القاهرة جذب المستثمرين الذين يرغبون في استخدام هذه الدولة مركزًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

فقد أقنعت مصر المستثمرين بنجاحها في تنفيذ منتجي الطاقة المستقلين في مصر العديد من مشروعات الطاقة النظيفة، ووقّعت 4 شركات للطاقة اتفاقيات مع السلطات المصرية لبحوث وتطوير الهيدروجين.

ومن بين تلك الشركات شركة سيمنس الألمانية العملاقة وشركة النفط الإيطالية إيني، التي تحاول الآن تنويع أنشطتها من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة.

ووُقِّعًت اتفاقيات مماثلة مع مجموعة (دي إي إم إي) البلجيكية وشركة سكاتك النرويجية، التي تعمل حاليًا على تشغيل 6 محطات للطاقة الشمسية بإجمالي 380 ميغاواط في مجمع بنبان (1650 ميغاواط) الواقع في محافظة أسوان.

وتعتمد المملكة المغربية، التي تريد الاستثمار في صناعة الهيدروجين الخضراء الوليدة، على التعاون الثنائي للحصول على التمويل اللازم.

ووقعت المملكة اتفاقيات مع البرتغال وألمانيا، إذ تسعى الرباط إلى تصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في ميناء طنجة المغربي.

من جهتها، ترغب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في دعم جهود الحكومة المغربية من خلال دراسات حول الآفاق التكنولوجية والتجارية.

وتُسهم الوكالة أيضًا في تطوير نماذج التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتتدخل في تطوير سلاسل قيمة الهيدروجين الجديدة وتريد وضع الأسس لتسويقها على المستوى الوطني والإقليمي.

التمويل والبحث والتطوير

تعهدت ألمانيا بدعم إنتاج طاقة الهيدروجين الأخضر الجديدة، في ناميبيا، بمبلغ 40 مليون دولار لتمويل البحث والتطوير.

ووقعت شركة هايفن هيدروجين إنرجي -وهي مشروع مشترك بين شركة إنتاج الطاقة المتجددة الألمانية إنرتراغ ومؤسسة الاستثمار نيكولاس القابضة- مع شركة ويندهويك لاستثمار 9.4 مليار دولار.

ويعادل هذا المبلغ الناتج المحلي الإجمالي الحالي لناميبيا البالغ 10.7 مليار دولار بحلول عام 2020 وفقًا للبنك الدولي.

وستنشئ شركة هايفن هيدروجين إنرجي منشآت قادرة على إنتاج 300 ألف طن متري من الهيدروجين الأخضر عن طريق تحويل 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء المولدة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية في متنزه تساو/خايب الوطني على الساحل في جنوب غرب البلاد.

ولم تحدد ناميبيا، في الوقت الحالي، إستراتيجية جيدة التنظيم لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ولا يزال التقييم الأول قيد التنفيذ، وتحقق ناميبيا أيضًا تقدمًا كبيرًا مع مستثمري القطاع الخاص.

وتُعدّ مصر الدولة الوحيدة التي قدمت حتى الآن التزامات محددة في الجانب المالي، وتريد الحكومة المصرية استثمار 4 مليارات دولار لدعم تطوير الهيدروجين الأخضر خلال السنوات القليلة المقبلة.

وشهدت جنوب أفريقيا أول التطورات في مجال البحث والتطوير، ونفّذت شركة إنجي الفرنسية العملاقة الأعمال الميدانية بالقرب من منجم موغالا كوينا للبلاتين الواقع في مقاطعة ليمبوبو وتديره شركة أنغلو أميركان البريطانية.

ويُنَفَّذ مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر التجريبي هذا بالشراكة مع خدمة "ريليس" التابعة لشركة "سكاتك" النرويجية، التي ستزوّد شركة "إنجي" بالطاقة الشمسية لمدة عامين، وستوفر هذه الخدمة نحو 616 كيلوواط من الطاقة الشمسية.

وستُحوّل هذه الطاقة النظيفة إلى هيدروجين كجزء من إستراتيجية شركة أنغلو أمريكان، لتحقيق حياد الكربون في عمليات التعدين والمعالجة بحلول عام 2040.

شراكة الأمونيا الخضراء

سيزوِّد الهيدروجين الأخضر، المنتج في منجم موغالا كوينا، شاحنات التعدين بالكهرباء، وسيكون النموذج الهجين، الذي يُجمع حاليًا في جنوب أفريقيا، قادرًا على نقل حمولة تزن 290 طنًا.

وتنشط شركة سكاتك أيضًا في مصر بهدف إنتاج أمونيا خضراء يمكن استخدامها في الشحن، وستُنتَج تلك الأمونيا أيضًا من الهيدروجين الأخضر.

ويُنفَّذ المشروع الذي أطلقته شركة الطاقة النرويجية بالشراكة مع "فيرتيغلوب"، وهي شركة منتجة للأمونيا مملوكة بالشراكة بين شركة (أو سي آي إن في) الهولندية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، بالإضافة إلى صندوق الثروة السيادية المصري.

وستصبح محطة سكاتك قادرة على تحويل 100 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر إلى أمونيا خضراء، وهو أمر ضروري لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة من الأسمدة الأزوتية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق