كهرباءأخبار الكهرباءأخبار منوعةرئيسيةمنوعات

52 قتيلًا في انهيار أحد مناجم الفحم في روسيا

داليا الهمشري

في فصل جديد من سلسلة حوادث المناجم الروسية، أسفر انفجار في أحد مناجم الفحم في سيبيريا عن سقوط 52 قتيلًا.

ويُعدّ الحادث الأكثر مأساوية في روسيا منذ عام 2010، عندما أدى انفجاران لغاز الميثان إلى حريق أسفر عن مقتل 91 شخصًا في منجم الفحم "راسبدسكايا" بمنطقة كيميريفو نفسها.

وأفاد مسؤولون روس بأن عدد قتلى انفجار منجم الفحم في سيبيريا ارتفع إلى 52 قتيلًا من عمال مناجم الفحم ورجال الإنقاذ الذين ظلوا عالقين على عمق 250 مترًا تحت الأرض.

فرق الإسعاف بعد الحادث
فرق الإسعاف بعد حادث أحد مناجم الفحم في سيبيريا

إنقاذ 239 عاملًا

بعد ساعات من انفجار غاز الميثان والحرائق التي ملأت المنجم بالأدخنة السامة، عثر رجال الإنقاذ على جثث 14 شخصًا، لكنهم اضطروا بعد ذلك إلى وقف البحث عن 38 آخرين، بسبب تراكم غاز الميثان، وارتفاع تركيز أبخرة أول أكسيد الكربون المنبعثة من الحريق.

وتمكنت فرق الإسعاف من إنقاذ 239 شخصًا آخرين كانوا داخل المنجم.

ونقلت وكالتا أنباء تاس وريا نوفوستي عن مسؤولي الطوارئ قولهم إنه لا توجد فرصة للعثور على ناجين في منجم ليستفياينايا في مدينة غراموتيينو بمنطقة كيميريفو جنوب غرب سيبيريا.

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن ممثل للإدارة الإقليمية أن عدد القتلى في حريق يوم الخميس 52 قتيلًا، موضحًا أن الضحايا لقوا حتفهم بسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

وكان هناك 285 شخصًا فى منجم ليستفياينايا فى وقت مبكر من يوم الخميس، عندما تسبب الانفجار فى انبعاث الدخان الذى ملأ المنجم بسرعة عبر نظام التهوية، وتمكّن عمال الإنقاذ من نقل 239 عاملًا إلى السطح، في حين أصُيب 49 منهم.

وفي وقت لاحق من يوم الخميس، تُوفي 6 من رجال الإنقاذ -أيضًا- في أثناء البحث عن آخرين محاصرين في جزء بعيد من المنجم، حسبما ذكرت التقارير الإخبارية.

أحد العمال الذين نجوا من الحادث
أحد عمال مناجم الفحم الذين نجوا من الحادث

حداد لمدة 3 أيام

أعلن المسؤولون الإقليميون الحداد لمدة 3 أيام.

ووصف عمال المنجم الذين نجوا الصدمة التي تعرضوا لها بعد وصولهم إلى السطح، وقال أحدهم، ويُدعى سيرغي غولوبين، في تصريحات تلفزيونية: "انتشر الغاز في المنجم ثم شممنا الرائحة، وسارعنا في الخروج قدر استطاعتنا".

ووصف عامل منجم آخر، يدعى رستم تشيبلكوف، اللحظة الدرامية عندما أُنقذ مع رفاقه بعدما اجتاحت الفوضى المنجم، قائلًا: "كنت أزحف ثم شعرت أنهم يمسكون بي، مددت ذراعي إليهم، ولم يتمكنوا من رؤيتي، كانت الرؤية سيئة، إلا أنهم أمسكوا بي وأخرجوني".

وأضاف تشيبلكوف: "لولاهم، لكنا أمواتًا".

بوتين يقدم التعازي لأهالي الضحايا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - أرشيفية

فتح تحقيق جنائي

على الرغم من ندرة حدوث انفجارات لغاز الميثان المنبعث من طبقات الفحم في أثناء التعدين، فإنها السبب الرئيس للوفيات في صناعة تعدين الفحم.

وأفادت وكالة أنباء إنترفاكس بأن عمال مناجم الفحم لديهم إمدادات أكسجين تستمر عادة لمدة 6 ساعات، ويمكن تمديدها لبضع ساعات أخرى.

وبدأت لجنة التحقيق الروسية تحقيقًا جنائيًا في الحريق بتهمة انتهاك لوائح السلامة التي أدت إلى سقوط قتلى، كما اعتُقل مدير المنجم واثنان من كبار المديرين.

وقدّم الرئيس فلاديمير بوتين تعازيه إلى أسر القتلى، وأمر الحكومة بتقديم كل المساعدات اللازمة إلى المصابين.

حوادث سابقة

لم يكن انفجار يوم الخميس أول حادث مميت في منجم ليستفياينايا، ففي عام 2004 أسفر انفجار غاز الميثان عن مقتل 13 عاملًا.

وفي عام 2007، أدى انفجار غاز الميثان في منجم أوليانوفسكايا في منطقة كيميريفو إلى مقتل 110 من عمال المناجم في أعنف حادث منجم منذ العهد السوفياتي.

وبينما شهدت روسيا أكبر كارثة في مناجم الفحم في مايو/أيار 2010 حين قتل 91 شخصًا، وأصيب أكثر من 100 شخص بجروح في حادث وقع في منجم راسبادسكيا في منطقة كيميريفو الغنية بمناجم الفحم.

وفي عام 2016، قُتل 36 من عمال مناجم الفحم في سلسلة انفجارات لغاز الميثان في منجم فحم في أقصى شمال روسيا.

وفي أعقاب الحادث، قيّمت السلطات سلامة 58 منجمًا للفحم في البلاد، وأعلنت أن 20 منها، أي ما يمثل 34% من المناجم قد تكون غير آمنة.

إلا أن منجم ليستفياينايا لم يكن من بينها في ذلك الوقت، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام.

تراخٍ في قواعد السلامة

في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أدّى انهيار سدّ غير قانوني في منجم الذهب في سيبيريا إلى مقتل 17 شخصًا.

وفي الشهر نفسه، لقي 3 أشخاص حتفهم في حادث وقع في منجم تابع لمجموعة "نوريلسك نيكل"، أكبر منتج للنيكل والبلاديوم في العالم.

وفتشت هيئة الرقابة الحكومية الروسية للتكنولوجيا والبيئة، روستيخنادزور، منجم ليستفياينايا في أبريل/نيسان، وسجلت 139 انتهاكًا، بما في ذلك خرق لوائح السلامة من الحرائق.

وغالبًا ما ترتبط الحوادث في المناجم بروسيا بالتراخي في تطبيق قواعد السلامة أو الإدارة السيئة أو المعدّات القديمة من الحقبة السوفياتية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق