تستعد باكستان لاستقبال فصل الشتاء بشراء وتخزين شحنات الغاز الطبيعي المسال اللازم لأعمال التدفئة، من شركة قطر للطاقة، رغم مواصلة أسعار الطاقة -خاصة الغاز- ارتفاعها في الأسواق العالمية.
وضمن هذه الاستعدادات، أعلنت الشركة القطرية موافقة باكستان على شراء شحنة غاز طبيعي مسال، بسعر 30.6 دولارًا/وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى سعر له على الإطلاق.
وتعتزم باكستان الاستفادة من محطة الغاز الطبيعي المسال الثانية بالبلاد لاستقبال شحنة الغاز، بعد فوز قطر للطاقة بالمناقصة.
غاز الشتاء
تهدف باكستان من تلك الشحنة -رغم سعرها المرتفع- إلى تجنب أزمات الغاز المحتملة خلال فصل الشتاء.
وكانت شركة باكستان المحدودة للغاز الطبيعي المسال "بي إل إل"، قد طرحت مناقصة شراء لشحنتي غاز طبيعي مسال، بشكل طارئ، استعدادًا لإمدادات الغاز المطلوبة لشهري ديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني.
وطرحت باكستان مناقصتها لشراء شحنات الغاز الطبيعي المسال، بعدما تراجعت شركة غنفور العالمية لتجارة السلع وعملاق الطاقة الإيطالي "إيني"، عن الوفاء بتعهداتها تجاه توفير إمدادات شحنات الغاز المسال لباكستان، رغم ارتباطها باتفاقيات قصيرة وطويلة الأجل، تضمن تسليم شحنة غاز واحدة/شهريًا.
وتسبب ارتفاع أسعار الغاز لمستويات قياسية في الأسواق الدولية، في عزوف الشركتين عن التزامهما مع شركة باكستان المحدودة للغاز الطبيعي.
لماذا قطر للطاقة؟
تنافس –خلال المناقصة الأخيرة- كل من فيتول الهولندية للطاقة، وقطر للطاقة، وقدمت خلاله فيتول عرضًا بقيمة 29.8 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، لشحنة واحدة، تُسَلَّم خلال المدة من 19 إلى 20 من الشهر الجاري.
وحدد عطاء قطر للطاقة سعرًا قدره 30.6 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، على أن تُسلم الشحنة خلال 26 إلى 27 من الشهر ذاته.
ورغم ارتفاع سعر عرض قطر؛ فإن باكستان وافقت عليه، ورفضت عرض فيتول الأقل سعرًا؛ نظرًا لتوافق موعد تسليم شحنة قطر للبترول مع زيادة الطلب على إمدادات الغاز من قبل المستهلكين الباكستانيين، في ديسمبر/كانون الأول، وفق ما نقلت صحيفة إكسبريس تريبون عن مصادر.
- قطر تتوسع باستثمارات الغاز الطبيعي المسال في باكستان
- باكستان تعتزم إنشاء محطة ثالثة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال
- باكستان تلجأ إلى قطر لتأمين احتياجاتها من الغاز المسال
سياسات الغاز
تواجه سياسات شركة باكستان المحدودة للغاز الطبيعي المسال انتقادات؛ لعدم قدرتها على تطوير إستراتيجيات من شأنها الاستفادة من الانخفاضات السابق لأسعار الغاز في الأسواق الدولية، لتأمين شحنات الغاز الطبيعي المسال.
وتتسبب سياسات الشركة في تحميل مستهلكي الغاز الطبيعي المسال أعباءً بملايين الدولارات، بالإضافة لاحتمال ارتفاع تكلفة الاستهلاك الشهر المقبل.
ورغم سماح الحكومة الباكستانية للقطاع الخاص باستيراد الغاز الطبيعي المسال، منذ يوليو/تموز العام الماضي؛ فإن هذا لم يحدث حتى الآن.
كما سبق أن دعت لجنة الطاقة التابعة لمجلس الوزراء إلى فتح أسواق غاز تنافسية، فيما أعلنت هيئة تنظيم الغاز والنفط (أوغرا) القواعد المنظمة لاستيراد القطاع الخاص للغاز الطبيعي المسال.
احتكار الغاز
تسعى باكستان إلى إنهاء احتكار الشركات الحكومية للغاز الطبيعي المسال في البلاد، والذي تسبب في تحمل المستهلكين 99 مليون دولار أميركي من رسوم سعة الغاز التي دُفِعَت مقابل السعة المعطلة في محطة غاز، على مدار السنوات الـ3 الماضية.
وكانت شركة باكستان المحدودة لمحطات الغاز الطبيعي المسال (بي إل تي إل)، قد طرحت، العام الماضي، مناقصة لدعم انتفاع القطاع الخاص من السعة المعطلة، بأساس متجدد كل 3 أشهر، وهو ما رُفِض في وقت لاحق.
وتطرح شركة باكستان المحدودة للغاز الطبيعي المسال (بي إل إل)، الآونة الأخيرة، مناقصة جديدة لمنح القطاع الخاص للسعة المعطلة في غضون مدة قصيرة، إلا أن شكوكًا تدور حول تمكن القطاع الخاص من استيراد الغاز الطبيعي المسال، لقصر المدة، وارتفاع الطلب العالمي.
اقرأ أيضًا..
- السعودية للكهرباء.. قفزة ضخمة في الأرباح (إنفوغرافيك)
- الفحم وإنتاج أوبك+.. تعليقات الطاقة على أبرز الأحداث في أسبوع
- تقرير جزائري يتحدث عن تطورات تصدير الغاز إلى إسبانيا
- زيادة إنتاج أوبك+ هل هي الحل لضبط أسواق النفط؟ مجموعة فيتول تُجيب