قمة المناخ كوب 26.. دعوات إلى التوسع في استثمارات الهيدروجين
وشركات النفط تدافع عن الهيدروجين الأزرق
داليا الهمشري
استغل مجلس الهيدروجين قمة المناخ كوب 26 المنعقدة حاليًا في غلاسكو، لتسليط الضوء على الدور المستقبلي للهيدروجين في تحقيق الحياد الكربوني، ومطالبة قادة الدول بالتوسع في الاستثمارات في هذا المجال، لوضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المناخية.
وأوضح تقرير جديد صادر عن مجلس الهيدروجين، أن العالم سيكون بحاجة إلى إنتاج ما بين 120 و280 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2050، من أجل تحقيق الحياد الكربوني.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه النقاشات في قمة المناخ كوب 26، حول أفضل الطرق لمواجهة أزمة التغير المناخي، وسط تعهدات من قادة العالم ببذل المساعي للوصول إلى الحياد الكربوني.
وبينما يتجه العالم إلى زيادة الاستثمار في الهيدروجين، تؤكد مجموعة الضغط التي يقودها الوقود الأحفوري أن قرابة 40% من الهيدروجين الذي سيُنتج بحلول منتصف القرن سيأتي من الغاز الطبيعي.
مستقبل الهيدروجين الأزرق
يبلغ الطلب العالمي الحالي على الهيدروجين ما يقرب من 70-75 مليون طن سنويًا، لكن تقرير "الهيدروجين لتحقيق الحياد الكربوني" الصادر عن مجلس الهيدروجين يشير إلى أن العالم سيحتاج إلى 690 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأزرق بحلول عام 2050.
وسيشكل الهيدروجين الأزرق نسبة تتراوح ما بين 20 و40% من الإنتاج الإجمالي المتوقع للهيدروجين، الذي سيمثّل نحو 23% من الطلب العالمي النهائي على الطاقة.
بينما لم تتطرق مجموعة الضغط التي يقودها الوقود الأحفوري -التي تضم في عضويتها شركات النفط أرامكو السعودية، وإكوينور، وشل، وتوتال إنرجي، وسينوبك، وأدنوك- في تقريرها إلى أن الهيدروجين الأزرق ليس تقنية عديمة الانبعاثات.
وترى إكوينور -إحدى مؤيدات الهيدروجين الأزرق- أنه يمكن التقاط ما يصل إلى 98% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث خلال عملية إعادة تشكيل الميثان، للحصول على الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي، على الرغم من أن المستويات التي تبلغ نحو 90% أكثر واقعية.
كما أن تسرّب غاز الميثان -الذي يبلغ من قوة غازات الاحتباس الحراري العالمي 84 ضعف كثافة ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عامًا- يشكل خطرًا ثابتًا وحقيقيًا، حسب موقع "ريتشارج" المعني بالطاقة المتجددة.
انبعاثات الميثان
أطلق قطاع النفط والغاز نحو 70 مليون طن من انبعاثات الميثان في عام 2020، أي ما يعادل نحو 2.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، أو 6.66% من الانبعاثات العالمية السنوية المرتبطة بالطاقة، وفقًا لتقديرات حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.
كما تنطوي كل مرحلة من مراحل عملية إنتاج الهيدروجين الأزرق -من استخراج الغاز الطبيعي إلى نقله، والتقاط ثاني أكسيد الكربون ونقله إلى التخزين، وضغط الهيدروجين ونقله- على احتمالات لتسرب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وقّعت أكثر من 100 دولة على الالتزام بالحد من تسرب الميثان بنسبة 30% قبل عام 2030، إلا أن الدول الرئيسة المسببة للانبعاثات -منها روسيا والصين والهند وأستراليا- لم توقع.
كما أظهرت دراسة حديثة حول تسرب الميثان ومعدلات احتجاز الكربون أن الهيدروجين الأزرق يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 20% على مدار دورة حياته مقارنة بحرق الغاز الطبيعي.
تلبية الطلب على الهيدروجين
يبلغ معدل تسرب الميثان في النرويج وهولندا 0.01%، وفي الولايات المتحدة نحو 1.8-2.5% من الغاز الأحفوري الذي تنتجه، وفقًا لتحليل أُجري في يناير/كانون الثاني 2021، بتكليف من صندوق الدفاع عن البيئة الأميركي.
ويزعم تقرير مجلس الهيدروجين -الذي شارك في وضعه أعضاء المجلس وشركة ماكينزي الاستشارية- أن العالم سيحتاج إلى 690 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأزرق بحلول عام 2050، من أجل تلبية الطلب على الهيدروجين.
وتوقع التقرير أن يشكل الهيدروجين الأخضر ما بين 400 و550 مليون طن من القدر المطلوب، ويتطلب 3000-4000 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي، فضلًا عن 4500-6500 غيغاواط من الطاقة المتجددة المخصصة لإنتاج الهيدروجين.
استخدامات الهيدروجين النظيف
في نهاية عام 2020، كان العالم قد تمكّن من توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بسعة 714 غيغاواط من الطاقة الشمسية، و182.8 غيغاواط من الرياح البرية، و34.4 غيغاواط من الرياح البحرية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
ولم يتوقع التقرير الطلب على الهيدروجين النظيف في المستقبل على أساس احتياجات كل قطاع على حدة، ولكنه أوضح: "حول الاستخدامات النهائية، يُعد الهيدروجين حيويًا لإزالة الكربون من الصناعة (على سبيل المثال، مادة وسيطة في صناعة الصلب والأسمدة)، والنقل الأرضي لمسافات طويلة (على سبيل المثال، وقودًا في الشاحنات الثقيلة).
بالإضافة إلى استخدامه في السفر الدولي (على سبيل المثال، لإنتاج الوقود للسفن البحرية والطيران)، واستخدامات التدفئة بصفتها حرارة صناعية عالية الجودة.
وقد نشر مجلس الهيدروجين الدراسة، خلال قمة المناخ كوب 26 المنعقدة في غلاسكو، في محاولة لإقناع قادة العالم بإظهار الجهود المتضافرة لتحقيق خطط الهيدروجين المعلنة لديهم لوضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المناخية.
توظيف الهيدروجين في الأهداف المناخية
"هناك زخم واضح في استثمارات الهيدروجين، ولكن تحولًا بهذا الحجم يتطلب تعبئة غير مسبوقة للموارد العامة والخاصة من خلال شراكات قوية ودعم للسياسات"، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة "كامينز" للكهرباء، الرئيس المشارك لمجلس الهيدروجين، توم لينبارغر.
وأضاف لينبارغر: "نتطلع إلى العمل مع الحكومات بشأن الهيدروجين لصالح أهدافنا المناخية المشتركة".
وتختلف توقعات الطلب على الهيدروجين بحلول عام 2050 بشكل كبير، إذ تشير "خريطة الطريق" التي أعلنتها وكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا- أنه سيكون هناك حاجة إلى 520 مليون طن من الهيدروجين النظيف بحلول عام 2050، منها 197.6 مليون طن من الهيدروجين الأزرق، و332.4 مليون طن من الهيدروجين الأخضر.
بينما توقعت مؤسسة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة -مؤخرًا- أن يبلغ الطلب على الهيدروجين الأخضر والأزرق 211 مليون طن بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 26.. 4 دول كبرى تتخلف عن اتفاق التخلص من الفحم
- قمة المناخ كوب 26.. الإمارات تستهدف الاستحواذ على 25% من سوق الهيدروجين
- قمة المناخ كوب 26.. هل يقوض انخفاض سرعة الرياح أجندة تحول الطاقة؟
- قمة المناخ كوب 26.. نيجيريا تكشف 5 حقائق بشأن تحول الطاقة في أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- أزمة نقص الوقود تهدد لبنان بالانعزال عن العالم (تقرير)
- اجتماع أوبك+.. اتجاه للإبقاء على سياسة الإنتاج دون تغيير في ديسمبر
- مقال - كيف تسبب نشطاء المناخ في أسوأ أزمة طاقة؟