تقارير التغير المناخيأخبار منوعةالتغير المناخيرئيسيةعاجلمنوعات

قمة المناخ كوب 26.. 4 دول كبرى تتخلف عن اتفاق التخلص من الفحم

مفوضة الطاقة الأوروبية: أزمة الطاقة ليست سببًا للتمسك بالفحم

داليا الهمشري

تتواصل فعاليات قمة المناخ (كوب 26)، وفي في صفقة عدّها نشطاء البيئة مخيّبة للآمال، وافقت 40 دولة على التخلص التدريجي من محطات الفحم خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن الحالي، وهو الاتفاق الذي تخلّفت عنه أكبر اقتصادات العالم.

وعززت هذه الخطوة آمال المملكة المتحدة في التوصل إلى اتفاق للحفاظ على هدف الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة خلال قمة cop26.

ومن جانبها، صرّحت المفوضة الأوروبية لشؤون الطاقة، كادري سيمسون، اليوم الخميس، بأن الضغط على سوق الغاز في جميع أنحاء العالم يجب ألّا يصرف الدول عن التخلص التدريجي من الفحم، بل يجب أن يحفزها على التحول لمصادر الطاقة النظيفة.

كادري سيمسون ووزيرة الطاقة الأميركية على هامش قمة المناخ كوب 26
كادري سيمسون ووزيرة الطاقة الأميركية على هامش قمة المناخ كوب 26

وأضافت -على هامش مشاركتها في قمة المناخ كوب 26- أن "الوضع الحالي في أسواق الطاقة ليس سببًا لوقف جهود التخلي عن الفحم، على العكس من ذلك، فإن الأزمة تبرز الحاجة الملحّة لتسريع نشر حلول الطاقة النظيفة، والحدّ بشكل كبير من اعتمادنا على الوقود الأحفوري".

غياب الاقتصادات الكبرى

ستتخلص الدول الرئيسة التي تستخدم الفحم، بما في ذلك كندا وبولندا وأوكرانيا وفيتنام، تدريجيًا من استخدام الفحم لتوليد الكهرباء، وسوف تُفعل الاقتصادات الأكبر هذا الاتفاق في ثلاثينات القرن الحالي، بينما ستُمنح الاقتصادات الأصغر مهلة أكبر لتفعيله في أربعينات القرن.

إلّا أن بعض أكبر الاقتصادات المعتمدة على الفحم في العالم، بما في ذلك أستراليا والصين والهند والولايات المتحدة، لم تشارك في الاتفاق، بينما رأى خبراء وناشطون أن المواعيد النهائية للتخلص التدريجي من الفحم التي وقّعت عليها البلدان "ذات مدى بعيد جدًا".

كان هدف "جعل الفحم جزءًا من الماضي" محورًا رئيسًا للمملكة المتحدة بوصفها مضيفًا لقمة المناخ كوب 26، التي تهدف إلى وضع العالم على المسار الصحيح للحدّ من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، حسب بلومبرغ.

وقال الوزير البريطاني: "يمثّل اليوم لحظة بارزة في جهودنا العالمية لمواجهة تغيّر المناخ، إذ تتّحد الدول من جميع أنحاء العالم في غلاسكو لتعلن أن الفحم لن يكون له دور في توليد الكهرباء مستقبلًا.. وتبرهن الالتزامات الطموحة التي قطعها اليوم شركاؤنا الدوليون على أن نهاية الفحم تلوح في الأفق".

بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، التزمت الدول بتقييد ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى "أقلّ بكثير" من 2 درجة مئوية.

كوب 26 - الفحم - توليد الكهرباء

التوقف عن استخدام الفحم

يُعدّ استخدام الفحم أحد أكبر أسباب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وقد شهدت المدة الماضية عودة استخدام الوقود الملوث بعد الانخفاض المؤقت في الانبعاثات الناجم عن عمليات الإغلاق العام الماضي.

وتضمّن الاتفاق -الذي توسطت فيه المملكة المتحدة في غلاسكو- التزامات من عشرات الدول النامية والمتقدمة بالتوقف عن استخدام الفحم، كما وافقت أكثر من 100 مؤسسة مالية ومنظمات أخرى على وقف تمويل تطوير محطات الفحم.

كما وافقت أكثر من 20 حكومة ومؤسسة مالية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والدنمارك، على الوقف التدريجي للتمويل الخارجي لجميع أنواع الوقود الأحفوري.

وقد أظهرت الأبحاث أن العالم يمكن أن يكون على المسار الصحيح للحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.9 درجة مئوية، إذا ما أوفت الهند ودول أخرى بتعهداتها بشأن الانبعاثات الكربونية.

أول مركز مالي محايد للكربون

كشفت البيانات أن شركات الوقود الأحفوري كانت تستعين بمعاهدة ميثاق الطاقة لمقاضاة الحكومات عن الخسائر التي تتكبدها من الالتزامات الوطنية بإزالة الكربون، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

كما تضمّن الاتفاق مطالبة أيرلندا بإعدام 1.3 مليون حيوان لتحقيق الأهداف المناخية.

ومن جانبه، أوضح وزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، في قمة المناخ كوب 26، أن لندن ستصبح أول مركز مالي في العالم محايد للكربون.

"إن اتفاق التخلص التدريجي من الفحم يُعدّ ركيزة أساسية لإستراتيجية المملكة المتحدة في cop26، إذ حددت بريطانيا هدفًا أساسيًا للقمة يتمثل في حمل الدول على وضع خطط وطنية لخفض الانبعاثات من شأنها تقلل انبعاثات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010"، وفقًا لما ذكرته شخصيات بارزة لصحيفة الغارديان قبل بدء المؤتمر.

اتفاق غير كافٍ

في إطار جهودها لسدّ الفجوة بين الالتزامات الرئيسة للدول بخفض انبعاثات الكربون ومقدار خفض الانبعاثات المطلوب بنسبة 45%، فإن جزءًا من إستراتيجية المملكة المتحدة يتلخص في التركيز على المجالات الرئيسة ذات الأهمية بالنسبة للمناخ -مثل "النقود والفحم والسيارات والأشجار".

ورحّب العديد من النشطاء بالاتفاق حول الفحم، والذي تضمّن -أيضًا- التزامًا من أكثر من 20 دولة -تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدنمارك- بوقف تمويل أيّ تطوير للوقود الأحفوري في الخارج بحلول نهاية عام 2022، وتحويل نحو 8 مليارات دولار سنويًا إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة.

قال المدير الاجتماعي لمؤسسة "إي 3 جي" الفكرية المعنية بتغيّر المناخ، كريس ليتليكوت: إن "هذا الالتزام بشأن الفحم يُعدّ بالتأكيد خطوة كبيرة إلى الأمام، ولم يكن من الممكن تصوّره قبل عام أو عامين، إنه مؤشر حقيقي على التطور".

إلّا أن نشطاء آخرين وصفوا هذه الخطوة بأنها "لم تكن كافية"، إذ أوضح مدير الحملات في "فريندز أوف ذي إيرث" -أكبر شبكة بيئية-، جيمي بيترز، أن النقطة الأساسية في هذا الإعلان المخيب للآمال تتمثل في السماح للفحم -أساسًا- بالاستمرار لسنوات بعد الآن، حسب صحيفة الغارديان.

ورأى بيترز أن الاتفاق يتناقض مع ما قاله رئيس الوزراء في افتتاحية قمة المناخ كوب 26، متسائلًا: "لماذا يوجد اختلاف بين الأقوال والأفعال؟".

جونسون - كوب 26
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال كلمته أمام قمة المناخ كوب 26

وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد حذّر في كلمته الافتتاحية لقمّة المناخ كوب 26 قادة العالم بأنهم سيواجهون حكمًا قاسيًا من الأجيال القادمة، إذا لم يتحركوا بحزم.

وأضاف: "غضب ونفاد صبر العالم لن يكون من الممكن احتواؤه إلّا إذا جعلنا كوب 26 اللحظة التي ننتقل فيها إلى الجدّ بشأن التغير المناخي، وهذا يشمل الفحم والسيارات والمال والأشجار".

وقف تطوير الوقود الأحفوري

يعتقد خبراء أنه لكي يبقى العالم في حدود 1.5 درجة مئوية، فيتعين على الاقتصادات المتقدمة أن تتخلص تدريجيًا من الفحم قبل عام 2030، بدلًا من ثلاثينات القرن الحالي، وفقًا للاتفاق الذي أُعلن مساء الأربعاء.

ومن جانبها، طالبت وكالة الطاقة الدولية بضرورة وقف جميع عمليات التطوير الجديدة للوقود الأحفوري، بدءًا من هذا العام.

كما دعا المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، العالم إلى التخلي عن الفحم، الذي ينتج انبعاثات كربونية أكثر من المصادر الأخرى للكهرباء، لمعالجة أزمة المناخ.

وعلى الرغم من أن جنوب أفريقيا وإندونيسيا والفلبين لم توقّع على اتفاق التخلص التدريجي من الفحم، فإنها اتفقت على صفقات ستؤدي إلى الوقف المبكر للعديد من خطط الطاقة الحالية التي تعمل بالفحم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق