الهند ترهن أهدافها المناخية بالانضمام إلى مجموعة الموردين النووية
مي مجدي
صعّدت الهند -ثالث أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون- جهودها لتعزيز دورها قوةً نوويةً، بعدما ربطت انتقالها من الفحم إلى الطاقة النظيفة والوفاء بالتزاماتها المناخية بالانضمام إلى مجموعة المورّدين النووية.
وأثار وزير التجارة والصناعة، بيوش غويال، الجدل -خلال حضوره قمة مجموعة العشرين في إيطاليا- عندما ربط تحقيق الأهداف المناخية بانضمام الهند إلى مجموعة المورّدين النووية، قائلًا، إن بلاده بحاجة إلى الحصول على الإمدادات النووية لتشغيل محطاتها بديلًا للفحم، ولن تتمكن من ذلك إلّا بحصولها على العضوية الكاملة للمجموعة، بحسب موقع ذا تايمز أوف إنديا.
وكانت الهند قد تقدّمت بطلب للحصول على عضوية في مجموعة المورّدين النووية، وهي مجموعة مكونة من 48 عضوًا تُنظم التجارة النووية العالمية، لأول مرة في مايو/أيار 2016، ورغم أنها حظيت بدعم غالبية الأعضاء، فإن الصين منعت دخولها، إذ يلزم قبول الأعضاء الجدد بالإجماع.
وقادت الصين حملة لا هوادة فيها لمنع دخول الهند إلى المجموعة، مشيرةً إلى أنها ليست من الدول الموقّعة على معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية.
الانتقال من الفحم
قال غويال، إن عملية الانتقال من الفحم إلى القطاعات النظيفة الأخرى سيحدّده مدى توافر الوسائل المتاحة لدعم التحول المناخي.
وتابع: "على سبيل المثال، عند استبدال الطاقة النووية بالفحم، ستحتاج الهند إلى كميات كبيرة من رأس المال لتشييد محطات نووية تحلّ محلّ الطلب الحالي والمستقبلي لتحقيق أهداف التنمية".
وأضاف أن الهند تحتاج لتصبح عضوًا في مجموعة المورّدين النووية لتوفير القدر الكافي من المواد الخام للإمدادات النووية والتعامل مع الأمور الأخرى المتعلقة بالتكلفة.
يُشار إلى أن 75% من إجمالي توليد الكهرباء في الهند تتوافر من محطات الكهرباء العاملة بالفحم، كما إن قطاعًا كبيرًا من السكان يعتمد على الوظائف التي توفرها هذه الصناعة.
وفي العقد الماضي، تضاعف استهلاك الفحم في الهند تقريبًا، وتواصل استيراده بكميات كبيرة، بالإضافة إلى خطط فتح عشرات المناجم الجديدة في السنوات المقبلة.
دور الدول المتقدمة
يرى غويال أن الدول المتقدمة استفادت من مصادر الطاقة منخفضة التكلفة لعدّة سنوات، وسيتعين عليها التحرك بوتيرة أسرع لتحقيق الحياد الكربوني، بحيث تترك مجالًا للبلدان النامية لتلبية متطلباتها التنموية.
وقال، إن توفير التكنولوجيا للدول النامية سيكون أمرًا حاسمًا، مؤكدًا -أيضًا- على ضرورة توفير التمويل.
وأشار إلى أن هدف توفير الدول المتقدمة 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية لمساعدتهم على التكيف مع تغيّر المناخ لم يتحقق، ولا بد من تقديم الدعم المالي في موعد أقصاه 2023.
في حين اقترح رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنشاء صندوق لتمويل مشروعات الطاقة النظيفة يهدف إلى مساعدة الدول التي لم تصل بعد إلى ذروة الانبعاثات.
وقال، إن الهند رائدة في قطاع الطاقة المتجددة، قبالإضافة إلى القدرة المركبة، ستسعى إلى التوسع الهائل في مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
لقاحات كوفيد-19
على صعيد آخر، قال غويال، إن قادة مجموعة العشرين، بما في ذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وافقوا على المساعدة في تعزيز قدرة منظمة الصحة العالمية لتسريع الموافقة على لقاحات فيروس كورونا، إلى جانب توسيع قائمة اللقاءات المصرّح باستخدامها في حالات الطوارئ، إذ ينتظر لقاح "كوفاكسين" المحلي الموافقة من المنظمة لعدّة أشهر.
كما شدّد على ضرورة إعادة النشاط الاقتصادي في مجال السياحة، مؤكدًا أن الدول ستعمل في إطار مشترك لقبول شهادات اللقاح من بعضها بعضًا.
اقرأ أيضًا..
- مؤتمر المناخ كوب 26.. جونسون: بريطانيا ستكون السعودية في الرياح
- قفزة جديدة.. إيرادات تصدير النفط العراقي تقترب من 8 مليارات دولار