ضربة لـ"كوب 26".. وزير النفط الهندي: سنعتمد على البنزين والفحم لمدة طويلة
مي مجدي
وجهت الهند ضربة قوية لتطلعات مؤتمر المناخ كوب 26 الذي انطلق اليوم الأحد في مدينة غلاسكو البريطانية، معلنة استمرار اعتمادها على الوقود الأحفوري لفترة طويلة.
وأكد وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، أهمية الوقود الأحفوري -لا سيما البنزين والفحم- للاقتصاد الهندي، واستمرار الدولة في بذل قصارى جهدها لخفض أسعار الوقود.
وقال بوري خلال خطابه في الحوار الإقليمي لمنطقة المحيط الهادئ-الهندي الذي نظّمته البحرية الهندية، إن بلاده ستستخدم ماتبقى لديها من طرق الإقناع خلال محادثاتها مع الدول المنتجة للنفط على الصعيدين الثنائي مع نظرائه، ومتعدد الأطراف، لضمان انخفاض أسعار الوقود في البلاد، بحسب موقع ذي إيكونمك تايمز المحلي.
وصرّح بأن الهند ستواصل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية مثل البنزين والفحم لمدة طويلة، ولن تتمكن من الانتقال المنظم إلى مصادر الطاقة الخضراء إلّا إذا كانت أسعارها معقولة.
وتهدف فعاليات كوب 26 إلى اتخاذ إجراءات من شأنها حماية كوكب الأرض، من خلال الحفاظ على هدف الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
تأثير الأسعار العالمية
قبل أسبوع، قال بوري، إن الهند تسعى إلى ضمّ مشروعات القطاع العامّ ومصافي القطاع الخاص للحصول على أفضل صفقات استيراد النفط الخام من المملكة العربية السعودية ودول أخرى.
ونتج عن ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى 85 دولارًا للبرميل زيادة أسعار التجزئة المحلية للبنزين والديزل والغاز النفطي المسال إلى مستويات قياسية.
وبصفتها ثالث أكبر دولة مستهلكة ومستوردة للطاقة في العالم -تستورد 85% من احتياجاتها من النفط-، تضغط على المنتجين لزيادة الإنتاج للمساعدة في استقرار الأسعار عند مستويات معقولة.
صعوبة الانتقال الأخضر
أضاف الوزير الهندي أن الانتقال إلى الطاقة الخضراء والمستدامة سيسير بوتيرة سريعة، لكن الاعتماد على المصادر التقليدية سيظل لمدة طويلة جدًا.
وتابع: "حال عدم توافر الطاقة الخضراء بالسعر المناسب، فستواجه الهند مشكلة، ولن تكون عملية الانتقال منظمة".
وأشار إلى أن الهند هي الدولة الوحيدة التي يبلغ فيها نصيب الفرد من استهلاك الطاقة ثلث المتوسط العالمي، وستشهد متطلبات الطاقة تسارعًا هائلًا.
ووفقًا لتصريحات بوري، هناك بُعد إيجابي وآخر سلبي لذلك، ففي حال استمرار ارتفاع الأسعار وعدم طرح المزيد من النفط في السوق، ستكون العواقب وخيمة في مرحلة ما على البلاد.
في الوقت نفسه، ارتفع استهلاك الهند للبنزين والديزل إلى 20% خلال الأيام الماضية، و12-14% عمّا كان عليه قبل الوباء، وذلك يعني تحسن أداء الاقتصاد على كل الأصعدة.
رفض الحياد الكربوني
تواجه الهند مفارقة تتجلى في الاعتماد على الوقود الأحفوري لمدة طويلة، بينما يركّز العالم -خاصة قبل مؤتمر المناخ كوب 26- على تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وقبل محادثات المناخ العالمية للأمم المتحدة، رفضت الهند الإعلان عن هدف تحقيق الحياد الكربوني.
ورغم الضغوطات الدولية، أعلن وزير البيئة، آر بي غوبتا، أن الحياد الكربوني ليس الحل لأزمة المناخ، بل يجب أن تصبّ دول العالم اهتمامها على حجم الكربون المنبعث في الغلاف الجوي قبل الوصول إلى الهدف، بحسب وكالة رويترز.
وتعدّ الهند ثالث أكبر مصدر لغازات الاحتباس الحراري بعد الصين والولايات المتحدة، ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الطاقة خلال العقد المقبل، مع استمرار نمو الاقتصاد.
وللحدّ من أزمة المناخ، تسعى الهند لتوفير نحو 40% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى امتصاص نحو 3 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون عبر زراعة الأشجار وتغطية ثلث مساحة أراضيها بالغابات بحلول 2030.
اقرأ أيضًا..
- كوب 26.. الصين تقدم خطة جديدة لخفض الانبعاثات
- ما اتفاق باريس للمناخ؟ (إنفوغرافيك)
- انطلاق مؤتمر كوب 26.. زخم كبير وتوقعات متواضعة بشأن حماية المناخ (فيديو)