نتج عن ارتفاع أسعار الغاز حول العالم زيادة طلب المصافي في الولايات المتحدة وشرق كندا على الخام الخفيف. فتكرير النفوط الأثقل والأحمض يتطلب كميات أكبر من الغاز، وفي ظل الارتفاع الحالي في أسعار الغاز، فإن استخدام النفوط الثقيلة يرفع من تكاليف التكرير.
وأشار تقرير لبلومبرغ أن المصافي في ساحل خليج المكسيك والغرب الأوسط وشرق كندا تبحث عن خامات النفط الخفيفة التي تحتوي على نسبة قليلة من الكبريت لتتجنّب الاعتماد على الغاز الطبيعي الذي تجاوز سعره ال6 دولارات. وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية أن تكاليف التخلص من الكبريت ومعالجته ارتفعت بمقدار 10 أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل عامين، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وفي نوفمير/تشرين الثاني، اضطرت شركة خطوط الأنابيب الكندية "إنبريدج" إلى تقنين شحنات النفط الخفيف على خطوط أنابيب التصدير لأول مرة منذ شهور، حتى بعد تدشين خط أنابيب جديد بطاقة استيعابية جديدة، بسبب الطلب المتزايد عليه. ونتج عن ذلك زيادة الفروق السعرية بين النفط الخفيف والنفط الثقيل، خاصة النفط القادم من مقاطعة ألبرتا الكندية حيث ارتفع الفارق السعري بينه وبين خام غرب تكساس إلى نحو 15 دولارًا للبرميل.
في حين سجلت درجة إدمونتون من النفط الخفيف الحلو في البلاد أدنى تراجع لها منذ عام تقريبًا في أكتوبر/تشرين الأول، نتيجة زيادة الطلب على النفوط الخفيفة الحلوة.
المشكلة عالمية
ارتفعت اسعار الغاز في آسيا وأوروبا بشكل أكبر بكثير من ارتفاعه في الولايات المتحدة، الأمر الذي أجبر المصافي التي لاتستطيع التحول عن الغاز إلى استهلاك المزيد من النفط الخفيف الحلو على حساب النفوط الأثقل. إلّا أن مراكز التكرير العالمية في آسيا تستطيع استخدام سوائل الغاز النفطية مثل البروبان وأمثاله، والذي يُسعَّر بناءً على النفط، وليس الغاز. بهذه الطريقة تستطيع هذه المصافي الاستفادة من الانخفاض النسبي في أسعار النفوط الثقيلة، بينما تتخلص من استخدام الغاز المرتفع الثمن، إلّا أن النتيجة الحتمية لذلك هي زيادة استهلاك النفط ودعم أسعاره.
اقرأ أيضًا..
- الليثيوم.. ثروات مدفونة تُغري بالاستثمار وتشريعات تتطلب التغيير (تقرير)
- إيرادات صادرات النفط السعودي ترتفع 72.2% في أغسطس