إفلاس وإغلاق.. أزمة أسعار الكهرباء والغاز تواصل إسقاط ضحاياها في أوروبا (تقرير)
في سبتمبر فقط.. 9 شركات بريطانية تعلن إفلاسها
دينا قدري
لا تزال أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز في أوروبا تحصد ضحاياها من بين شركات الكهرباء -الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء-، مع إعلان إفلاسها ووقف أعمالها.
إذ ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية القياسية هذا العام، بسبب عوامل مثل انخفاض المخزونات ونقص البنية التحتية وارتفاع الطلب في آسيا، ما أدى إلى زيادة أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية.
وتشهد بريطانيا الوضع نفسه، إذ أدى الارتفاع الشديد في أسعار الكهرباء بالجملة إلى انهيار بعض المورّدين، مع إفلاس 9 شركات في شهر سبتمبر/أيلول وحده، حسبما أفادت وكالة رويترز.
أكبر المورّدين في التشيك
في هذا السياق، أوقفت شركة بوهيميا إنرجي -أحد أكبر مورّدي الكهرباء والغاز في جمهورية التشيك- عملياتها أمس الأربعاء، لتصبح أكبر مجموعة في البلاد تنهار في ظل قفزة بتكاليف الكهرباء على مستوى أوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن رئيس الوزراء أندريه بابيس قوله، إن الحكومة ستنظر في كيفية تقليل التأثير في العملاء.
وأصبحت بوهيميا إنرجي أكبر مورّد للكهرباء البديلة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، إذ تنافست مع المنتجين والموزعين الحاليين.
الشركة أنشأها ويديرها رجل الأعمال جيري بيساريك، الذي حددت مجلة فوربس ثروته بقيمة 8.3 مليار كرونة تشيكية (378 مليون دولار أميركي) هذا العام.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه قوله: إن الإغلاق "كان أصعب قرار يتعين علينا اتخاذه".
خطوة اضطرارية
أوضحت الشركة التشيكية المملوكة للقطاع الخاص -والتي كان لديها نحو 900 ألف عميل- أن العملاء سيخدمهم مورّدو الملاذ الأخير.
يشمل هؤلاء المورّدون أكبر منتج للكهرباء في البلاد "سي إي زد"، التي أكدت -في بيان أصدرته- أنها مستعدة لأداء دورها بوصفها مورّد الملاذ الأخير لعملاء بوهيميا إنرجي.
وقالت بوهيميا إنرجي -على موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء-: "مع الأسف، يتعين علينا أن نعلن أن مجموعة بوهيميا إنرجي ستنهي، بأثر فوري، إمدادات الكهرباء والغاز لسوق الطاقة التشيكية".
وأضافت: "لقد اضطررنا إلى هذه الخطوة الجذرية بسبب استمرار النمو المتطرف لأسعار الكهرباء في سوق الجملة، إذ أصبح سعر كل من السلع الموردة (الكهرباء والغاز الطبيعي) أعلى بـ3 مرات من العام الماضي".
إفلاس شركة ألمانية
تشهد برلين وضعًا مشابهًا، إذ أعلنت شركة أوتيما إنرجي الألمانية لبيع الكهرباء والغاز بالتجزئة، أمس الأربعاء، إفلاسها، وتوقّفها عن توصيل الكهرباء عند إغلاق العمل في 11 أكتوبر/تشرين الأول.
وألقت باللوم على الارتفاع الشديد في أسعار سوق الجملة، ما أدى إلى زيادة تكلفة المشتريات المسبقة والدفعات المالية المقدمة، مضيفة أن أحد مورّديها قد أوقف عمليات التسليم إلى الشركة.
بموجب القانون الألماني، سيستمر عملاء أوتيما في الحصول على الكهرباء، إذ يضعهم أكبر بائع تجزئة نشط في منطقتهم على تعرفة عامة يمُكن أن تكون مرتفعة، ولكن يُمكن إعادة التفاوض بشأنها.
سحب عروض الغاز
من جانبها، سحبت شركات إي.أون وإنتيغا وإي إن بي دبليو الألمانية مؤقتًا صفقات الغاز الخاصة بها من بوابة مقارنة الأسعار "فيريفوكس".
أكدت إنتيغا وإي إن بي دبليو سحب عروض الغاز، بينما أضافتا أنه ستُقبل طلبات العملاء المباشرة خارج البوابة -التي تأخذ عمولة-.
وأوضحت إي.أون من جانبها أنها علقت مؤقتًا عقود عملاء الغاز السكني الجديدة.
ارتفاع الأسعار في ألمانيا
قالت فيريفوكس -في مذكرة-، إن أسعار الكهرباء للأسر العادية ارتفعت 9.3% في الـ12 شهرًا الماضية إلى مستوى قياسي في أكتوبر/تشرين الأول بلغ 1255 يورو (1452.04 دولارًا) سنويًا، حسب رويترز.
وأضافت أن العقود السنوية لتوريد الغاز قفزت 28.2% على أساس سنوي إلى 1402 يورو (1627 دولارًا) في أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضحت أن شركتيت "إي.أون" و"إي إن بي دبليو" في جنوب غرب البلاد وإنتيغا المملوكة للقطاع العامّ في ولاية هيسن، طلبت منها إلغاء عروض الغاز مؤقتًا من موقعها لمقارنة الأسعار خلال إعادة حساب الأسعار.
موضوعات متعلقة..
- غازبروم تلجأ إلى مخزونات الغاز.. هل ستشهد أوروبا انفراجة في الأزمة؟
- أسعار الغاز.. روسيا تكشف الأسباب الحقيقية وراء أزمة الطاقة في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الإماراتي: نقص الاستثمارات يهدد النفط بتقلبات مماثلة لسوق الغاز
- تويوتا ميراي تدخل موسوعة غينيس بـ 1360 كيلومترًا دون إعادة التزود بالوقود