أكد تقرير جديد أن الطقس هو العامل الرئيس الذي سيُحدد ما إذا كانت أوروبا تمتلك ما يكفي من الغاز لتلبية الطلب، ليس فقط في أوروبا، ولكن في آسيا وروسيا أيضًا.
وأضاف التقرير، الذي نشرته وود ماكنزي لاستشارات الطاقة، يوم الجمعة، أن هناك عدة عوامل أخرى ستؤثّر في كيفية توازن السوق الأوروبية هذا الشتاء.
ومن تلك العوامل: كميات الغاز الطبيعي المسال، وواردات الأنابيب والمخزونات المحلية التي ستكون متاحة لأوروبا، وكيف يستجيب الطلب إلى هذه الأسعار القياسية، ومقدار السعة التي ستوفّرها روسيا.
تلاشي المخزون
أوضح التقرير أن فصل الشتاء البارد في كل من أوروبا وآسيا قد يؤدي إلى المخاطرة بانخفاض مستويات التخزين الأوروبية إلى الصفر، حيث أن المخزون انخفض إلى 29 مليار متر مكعب فقط من الغاز.
وإذا حدث ذلك، فستعتمد أوروبا كليًا على التدفقات الروسية فوق القدرة الحالية، إذ ستعتمد القارّة على خط أنابيب نورد ستريم2، أو استعداد روسيا لشحن المزيد من الغاز عبر أوكرانيا إذا كانت تريد تجنُّب تقليص الطلب.
ومن شأن الشتاء البارد في روسيا أن يحد من قدرة شركة غازبروم على دعم صادرات إضافية عبر كل من نورد ستريم2 وأوكرانيا، على الرغم من أن ذلك لم يكن مرجحًا على الإطلاق.
زيادة الطلب في آسيا
شدد التقرير على أن الشتاء الأوروبي البارد مع شتاء آسيوي بارد قد يعني عدم توافر كميات كافية من الغاز لتلبية الطلب، إذا لم يتوافر المزيد من سعة خط الأنابيب من روسيا، ما قد يعزّز الطلب على التدفئة في أوروبا حتى 20 مليار متر مكعب.
في حين أن الشتاء الآسيوي البارد يُمكن أن يضيف ما يصل إلى 7.5 مليون طن (أو 10.5 مليار متر مكعب) من الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
وسيسحب ذلك 10.5 مليار متر مكعب من واردات الغاز الطبيعي المسال بعيدًا عن السوق الأوروبية.
تأثير نورد ستريم2
يُمكن أن يوفّر خط أنابيب الغاز نورد ستريم2 بعض الراحة للسوق الأوروبية، إذ سيوصّل 12.5 مليار متر مكعب خلال فصل الشتاء.
إلا أن هذا الأمر ما يزال غير مؤكد، وقد يتجسد بعد فوات الأوان، لكي يتحقق استقرار السوق، في ظل ديناميكيات الطقس البارد.
وبالتالي، ستطلب أوروبا -أيضًا- تدفقات طوال فصل الشتاء من السعة الإضافية، البالغة 12 مليار متر مكعب، عبر أوكرانيا فوق اتفاقية الشحن أو الدفع الحالية.
واستبعدت روسيا ذلك حتى الآن، إلا أن تعهّد الرئيس فلاديمير بوتين بتحقيق الاستقرار في السوق قد يعني أن بعض التدفقات الإضافية عبر أوكرانيا قد تتحقق.
الواردات من روسيا
يعني الشتاء الروسي البارد أن شركة غازبروم سيكون لديها كميات كافية فقط لتوفير صادرات إضافية عبر نورد ستريم2 أو أوكرانيا (فوق اتفاقية الشحن أو الدفع)، وليس لكليهما.
وستكون روسيا قادرة على الاعتماد على المزيد من الإمدادات المحلية هذا الشتاء، ولكن انخفاض مستويات التخزين وارتفاع الطلب في فصل الشتاء سيؤديان إلى اقتصار إمكانات التصدير إلى أوروبا على 106 مليارات متر مكعب خلال فصل الشتاء.
وسيظل ذلك بمثابة أحجام قياسية للصادرات الروسية إلى أوروبا، ويكفي لتزويد كل سعة خطوط الأنابيب الحالية والأحجام الإضافية عبر نورد ستريم2 أو عبر أوكرانيا فوق اتفاقية الشحن أو الدفع.
إلا أن روسيا ستحتاج إلى 12 مليار متر مكعب إضافية، أو ما يصل إلى 118 مليار متر مكعب من الإمدادات، لاستيعاب كلا المسارين الإضافيين.
ويبدو من غير المحتمل أن تكون روسيا قادرة على توفير هذه الكميات، إذا كان الشتاء باردًا أيضًا.
الشتاء العادي لا يمثّل أزمة
أشار التقرير إلى أن أوروبا لن تواجه مشكلات في تلبية الطلب، في ظل ظروف الطقس الشتوية العادية عبر نصف الكرة الشمالي، ومن المرجح أن تتراجع أسعار الغاز في ظل الظروف الجوية العادية.
وسيحقّق التخزين 78% فقط من السعة أو 87 مليار متر مكعب بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول، وهو مستوى قياسي منخفض.
وسيزيد انتعاش الإنتاج في بريطانيا والنرويج، إلى جانب الصادرات القوية من الجزائر وأذربيجان، من إمدادات الأنابيب الشتوية مقارنةً بالصيف.
وبافتراض أن روسيا ستستخدم كل طاقتها الحالية، بما في ذلك عبر خطوط أنابيب نورد ستريم ويامال-أوروبا، وترك ستريم، وأوكرانيا، ستحتاج أوروبا إلى نحو 58 مليار متر مكعب من المخزونات لتلبية الطلب.
ومن شأن هذا أن يترك نحو 29 مليار متر مكعب من الغاز في المخزونات بحلول نهاية شهر مارس/آذار، وهو أقل من المستوى المتوسط للسنوات الـ5 الماضية، ولكنه أعلى بشكل مريح من أدنى مستوياته القياسية.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الغاز.. روسيا تكشف الأسباب الحقيقية وراء أزمة الطاقة في أوروبا
- مع أزمة الأسعار.. هل ينتهي دور الغاز في إنتاج الطاقة قريبًا؟
- خبراء: مستقبل صناعة الغاز يتأثر بالسياسات المناهضة للوقود الأحفوري
اقرأ أيضًا..
- لا عزاء للباحثين.. بيانات وكالة الطاقة الدولية للأثرياء فقط (تقرير)
- إسكتلندا تخطط لتنفيذ محطة رياح بحرية عائمة بقدرة 100 ميغاواط
- تفاقم أزمة الكهرباء في الهند بعد تراجع إمدادات الفحم