تقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز الطبيعي.. مفتاح الصين نحو الحياد الكربوني (تقرير)

دينا قدري

يتناسب الغاز الطبيعي مع إستراتيجيات الصين لتنويع مزيج الطاقة الذي يهيمن عليه الفحم، إذ سيُسهم في انتقالها إلى الحياد الكربوني في القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها، بحلول عام 2060.

وتوقّع تقرير حديث -نشرته شركة "وود ماكنزي" الدولية لاستشارات الطاقة- أن ينمو الطلب على الغاز في الصين بمعدل 5.5% سنويًا في المتوسط بين عامي 2020-2030.

وبعد عام 2030، سيتباطأ النمو، ولكن بحلول عام 2050، قد يصل طلب البلاد على الغاز إلى نحو 660 مليار متر مكعب.

ارتفاع الطلب على الغاز

سلّط التقرير الضوء على عودة طلب الصين على الغاز أقوى من أيّ وقتٍ مضى، منذ تباطؤ جائحة فيروس كورونا العام الماضي.

ففي النصف الأول من عام 2021، شهد طلب البلاد على الغاز زيادة بنسبة 16% على أساس سنوي، مدفوعًا باستهلاك الكهرباء القوي والطلب الصناعي.

وأدى ضعف أداء الطاقة الكهرومائية في جنوب غرب البلاد، وإمدادات الفحم المحدودة، إلى جانب ارتفاع أسعار الفحم في جميع أنحاء البلاد، ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف، إلى دعم توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز.

حتى الآن، تجاوز الطلب على الغاز في الصين التوقعات، وتوقّع التقرير زيادة الطلب على الغاز في عام 2021 بنسبة 13%، أو 42 مليار متر مكعب على أساس سنوي.

تعزيز الإنتاج المحلي

لتلبية الطلب المتزايد، تعمل الصين على تعزيز الإنتاج المحلي، وتحسين البنية التحتية، وتنويع مصادر الاستيراد، وإدخال إصلاحات موجهة نحو السوق.

إذ يُعدّ الإنتاج المحلي العمود الفقري لمزيج إمدادات الغاز، كما إنه مفتاح النمو الكلي للطلب على الغاز.

مع زيادة الطلب على الغاز، توقّع التقرير زيادة الإنتاج المحلي بمعدل 4.6% سنويًا بين عامي 2020-2030، بفضل الموارد الكبيرة المتبقية، وزيادة الإنفاق على الاستكشاف والتطوير، والمزيد من التكنولوجيا المتقدمة.

فقد اكتشفت شركات النفط الوطنية 6.85 تريليون متر مكعب من موارد الغاز الطبيعي في العقد الماضي، أي 45% من إجمالي الموارد الإضافية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وستلتزم شركات النفط الوطنية بخطة السنوات الـ7 (2019-2025)، وتسريع التنقيب في المنبع استجابة لدعوة الحكومة لتعزيز استقلالية الطاقة، لا سيما عندما تتصاعد التوترات الجيوسياسية.

الحياد الكربوني - الصين

أكبر مستورد للغاز

شدّد التقرير على أن الطلب المتزايد على الغاز في الصين سيستدعي المزيد من الواردات لسدّ الفجوة بين الطلب والإنتاج المحلي.

فالصين هي أكبر مستورد للغاز في العالم، وفي عام 2020، بلغ إجمالي واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب 48 مليار متر مكعب، بينما بلغت واردات الغاز الطبيعي المسال 93 مليار متر مكعب.

في النصف الأول من عام 2021، تفوقت بكين على اليابان بوصفها أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتوقّع التقرير أن تتجاوز واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال لعام 2021 بالكامل واردات اليابان.

وعلى الرغم من التدفقات المرتفعة لواردات خطوط الأنابيب، سيكون الغاز الطبيعي المسال حاسمًا في تلبية طموحات الصين في مجال الغاز.

وإلى حين تطوّر سعة التخزين بشكل كافٍ، يكون الغاز الطبيعي المسال أكثر مرونة لمواجهة عدم اليقين في الإنتاج والطلب.

الغاز الصناعي

تأتي زيادة الطلب مع تغييرات هيكلية، تاريخيًا، هيّمن استخدام الغاز في القطاع الصناعي (بوصفه وقودًا ومادة أولية) على الطلب الإجمالي على الغاز في الصين، إذ أسهم بنحو 50% من السوق، وانخفضت الحصة إلى 42% في عام 2020.

وتوقّع التقرير استمرار الطلب على الغاز الصناعي في النمو، مع استمرار احتمال التحول من الفحم إلى الغاز في المناطق الساحلية.

وتستهدف الحكومات في المقاطعات الساحلية القطاع لتقليل استهلاك الفحم وتحسين جودة الهواء، ومع ذلك، فإن معدل النمو سيتباطأ مع ارتفاع الطلب على الكهرباء الصناعية في الصين.

في المقاطعات الداخلية، سيكافح الغاز لزيادة حصته، إذ يُعدّ الفحم الركيزة الأساسية للاقتصادات المحلية.

وبحلول عام 2050، سيشكّل الطلب على الغاز الصناعي 34% من إجمالي الطلب على الغاز.

أحد مناجم الفحم فى الصين
أحد مناجم الفحم فى الصين

الغاز والتدفئة

أشار التقرير إلى أن الطلب على التدفئة السكنية والتجارية والمساحات يلحق بالركب بسرعة.

فقد أدى التحول من الفحم إلى الغاز في التدفئة السكنية والتجارية والمساحات إلى تضخيم ذروة الطلب، خلال فصل الشتاء في الصين.

وبحلول عام 2050، يمكن أن يمثّل الطلب على غاز التدفئة السكنية والتجارية والمساحات 40% من إجمالي الطلب على الغاز.

توليد الكهرباء

من منظور تكلفة الوقود، لا يمكن للكهرباء التي تعمل بالغاز أن تنافس الفحم في توليد الحمل الأساس.

ومع ذلك، يمكن أن يتضاعف إجمالي سعة الكهرباء المركبة التي تعمل بالغاز 4 مرات تقريبًا، ليصل إلى 392 غيغاواط بحلول عام 2050.

إلّا أن مشروعات الطاقة المتجددة المتكاملة على المدى الطويل، بالإضافة إلى التخزين، ستشكّل التهديد النهائي للكهرباء التي تعمل بالغاز.

توقّع التقرير أن تنخفض ساعات الاستخدام السنوي للكهرباء التي تعمل بالغاز، بحيث تصبح محطات توليد الكهرباء بالغاز طاقة احتياطية في نظام الكهرباء.

وأكد أن النمو المطلق في الكهرباء التي تعمل بالغاز نفسه يخلق تحديًا آخر لتخزين الغاز، إذ ستُستدعى الكهرباء التي تعمل بالغاز لتحقيق الحد الأقصى للذروة في وقت أقصر ولمدة أقصر.

وبحلول عام 2050، سيمثّل الطلب على الكهرباء التي تعمل بالغاز 19% من إجمالي الطلب على الغاز، مقارنةً بـ 18% في عام 2020.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق