الصين تتراجع عن التزامها بمزج الإيثانول في البنزين
الاستهلاك يُقدر بـ4.2 مليار لتر في 2021
دينا قدري
تراجعت الصين بشكلٍ ملحوظ عن التزامها باستخدام مزيج الإيثانول في البنزين بنسبة 10%، إذ من المتوقع أن يصل معدل المزج في عام 2021 إلى 2.1% فقط.
وأفاد تقرير حديث صادر عن دائرة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية بأن سياسة بكين للوقود الحيوي لا تحركها أهداف بيئية، كما هو الحال في دول أخرى.
بينما كان العامل المحفز هو استخدام إنتاج الإيثانول وسيلة لسحب مخزون الذرة الوفير لدى الحكومة، الذي تشكّل من أجل دعم أسعار الذرة ودخل المزارعين، حسبما أفادت صحيفة "ذا ويسترن بروديوسر".
وقلّت الحاجة إلى إنتاج الإيثانول والسياسات التي تدعمه، عند استنفاد مخزون الذرة بسبب ضعف المحاصيل الصينية، والاستهلاك الصحي لقطاع الثروة الحيوانية والصناعات الأخرى.
خطة غير قابلة للتطبيق
أعلنت الصين في عام 2017 أنها تنتقل إلى تفويض مزج البنزين بالإيثانول بنسبة 10% -الذي يُطلق عليه اسم "إي 10"- على مستوى البلاد بحلول عام 2020.
إلا أن الحكومة الصينية تخلّت بشكل غير رسمي عن هدفها في عام 2019، إذ أدّى ارتفاع أسعار الذرة وركود أسعار الإيثانول إلى تآكل هوامش ربح الوقود الحيوي في الصين.
وقالت دائرة الزراعة الخارجية -في تقريرها-: "خطة إي 10 الصينية الطموحة لم تكن أبدًا قابلة للتطبيق؛ ولن يتم تبنيها حقًا في هذه المرحلة على الرغم من أن الأهداف والسياسات قد تظل موجودة".
وتابعت: "تداولت جهات اتصال الصناعة شائعات مفادها بأن جمهورية الصين الشعبية قد تنتقل في النهاية بشكل غير رسمي من إي 10 إلى تفويض إي 5 في السنوات المقبلة".
وفي غضون ذلك، أبطأت المقاطعات الشمالية المنتجة للذرة بناء مصانع جديدة أو تخلت عنها تمامًا، في حين تواصل المقاطعات الجنوبية استيراد الإيثانول عندما يكون السعر مناسبًا.
استهلاك بعيد عن المتوقع
أفاد التقرير بأن استهلاك الإيثانول في الصين هذا العام يُقدّر بنحو 4.2 مليار لتر، وهو بعيد كل البعد عن الـ20 مليار لتر التي كان من الممكن استهلاكها بموجب تفويض المزج.
ومن المتوقع أن تستهلك مصانع الإنتاج في البلاد 4.07 مليون طن من الذرة في عام 2021.
وإذا بقيت نسب المواد الأولية كما هي، لكانت المصانع قد استهلكت ما يقرب من 5 أضعاف هذه الكمية، بموجب تفويض إي 10، الذي كان سيخلف آثارًا عميقة على أسواق الذرة العالمية.
وقد يؤدي تفويض إي 5 على الصعيد الوطني إلى زيادة كبيرة في استخدام الذرة المحلي، وأيضًا استيراد الإيثانول، إلى حدٍ كبير من الولايات المتحدة.
ثاني أكبر مستهلك للبنزين
أشار مدير تطوير سوق الإيثانول العالمية في مجلس الحبوب الأميركي، بريان هيلي، إلى أنه على الرغم من انخفاض معدلات المزج عن ارتفاعها البالغ 2.8% قبل 10 سنوات، فإن إجمالي الاستهلاك ارتفع بنحو 1.36 مليار لتر خلال تلك المدة بسبب ارتفاع استهلاك البنزين في البلاد.
وقال إن بكين ستستمر في كونها سوقًا رئيسة للإيثانول، لأنها ثاني أكبر مستهلك للبنزين في العالم بعد الولايات المتحدة.
وقد تعهّد الرئيس الصيني شي جين بينغ -مؤخرًا- بأن تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين ذروتها بحلول عام 2030، وأن تكون الدولة محايدة للكربون بحلول عام 2060.
وأوضح هيلي أن الإيثانول يمكن أن يكون مساهمًا رئيسًا في تحقيق هذين الهدفين، في حين أشارت دائرة الزراعة الخارجية إلى أنه لم يُذكر استخدام الوقود الحيوي للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف.
واردات الولايات المتحدة
صرّح هيلي بأنه لن تكون هناك سياسة إي 5 على مستوى البلاد، ولكنّ هناك عددًا قليلًا من المقاطعات الإضافية التي ستتبناها.
وسيؤدي ذلك إلى زيادة تدريجية في استهلاك الذرة في الصين، والمزيد من واردات الولايات المتحدة من الإيثانول القائم على الذرة.
فقد شحنت الولايات المتحدة نحو 500 مليون لتر من الوقود إلى الصين في أول 11 شهرًا من 2020-2021.
ومن المتوقع أن تنتج الصين 3.4 مليار لتر من الإيثانول في عام 2021، ما يجعلها رابع أكبر مُنتج للسلعة في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل والاتحاد الأوروبي.
وستحتاج إلى استيراد 800 مليون لتر أخرى من المنتج لتلبية مستويات الاستهلاك المقدرة.
موضوعات متعلقة..
- أزمة جديدة تواجه الوقود الحيوي الأميركي
- كانساس.. ماذا تعرف عن واحدة من أكبر 10 ولايات أميركية منتجة للإيثانول؟ (إنفوغرافيك)
- الهند تخطط لمزج البنزين بالإيثانول.. و40.7 مليار دولار دعمًا لقطاع الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- موسكو ترد على ادعاءات كييف توقف إمدادات الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية
- زخم عربي متزايد لاستخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه
- أقدم جامعات المملكة المتحدة تسحب استثماراتها من الوقود الأحفوري