أداني الهندية تستعد لتصدير الفحم من أستراليا نهاية 2021
مع افتتاح منجم كارمايكل
مي مجدي
يبدو أن ارتفاع أسعار الفحم في الأيام الأخيرة سيعود بالنفع على شركة أداني الهندية وأستراليا، بمجرد بدء تصدير الفحم من منجم كارمايكل المثير للجدل، في نهاية العام الجاري.
ويُنظر إلى الهند على أنها سوق مهمة لبعض أنواع الفحم الأسترالي منخفض الجودة، إذ حلّت محلّ الصين مشتريًا رئيسًا، وخلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، حصلت الهند على 45 مليون طن من الفحم الأسترالي، ارتفاعًا من 23 مليون طن و29 مليون طن في المدة نفسها خلال عامي 2020 و2019 على التوالي، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الأسترالي (إيه بي سي).
وسيرتكز افتتاح شركة أداني الهندية لمشروع الفحم الحراري كارمايكل -الذي يقع في حوض الجليل شمال غرب كوينزلاند، وتبلغ قدرته الإنتاجية 10 ملايين طن سنويًا- وبدء عمليات التصدير خلال ديسمبر/كانون على نمو تجارة الفحم في عام 2022 وما بعده، بحسب ما نقله موقع آرغوس ميديا.
ولن برفع المشروع الآفاق الاقتصادية للمناطقة النائية الأسترالية القاحلة فحسب، بل سيساعد -أيضًا- محطات الطاقة الهندية في الحصول على الفحم الرخيص.
مشروع كارمايكل
كانت شركة أداني قد خططت لمشروع منجم الفحم الحراري "كارمايكل" في عام 2010، باستثمار قدره 16.5 مليار دولار أسترالي (11 مليار و980 مليون دولار أميركي)، ولكن بعد ذلك خفضته إلى 2 مليار دولار أسترالي (مليار و542 مليون دولار أميركي).
ووافقت الحكومة الفيدرالية وحكومة كوينزلاند على إنشاء المشروع في يونيو/حزيران 2019، وبدأت عمليات البناء والتشييد في العام.
وكان للمنجم عامل مؤثّر في انتخابات أستراليا لعام 2019، وساعد في فوز الحكومة الائتلافية الليبرالية الوطنية المحافظة، وجذب أصوات السكان المحليين الذين سعوا للحصول على وظائف في المنطقة.
وعُدًّ المنجم في البداية واحدًا من أكبر المناجم في أستراليا، لكن قُلِّص حجمه على مدار السنوات الماضية.
وبمجرد تشغيل المنجم، تأمل شركة أداني إنتاج نحو 10 ملايين طن من الفحم الحراري سنويًا.
إلى جانب ذلك، سيمهّد تطوير المشروع والسكك الحديدية المرتبطة به الطريق لاستئناف الشركات الأخرى مشروعاتها، والتي عُلِّقت بعد انخفاض أسعار الفحم إلى أقلّ من 60 دولارًا للطن.
احتجاجات واعتراضات
رغم أن الهند وأستراليا تعقدان آمالهما لتشغيل هذا المنجم، فإنه أثار الكثير من الجدل، مع وجود خلافات حول فوائده الاقتصادية المزعومة والاستدامة المالية والأضرار البيئية.
وواجه المشروع احتجاجات من السكان والعديد من المصارف التي رفضت تمويله، ومع ذلك، مضى البلَدان قُدمًا في تنفيذ المشروع وبناء خط سكة حديد يربط ميناء أبوت بوينت الأسترالي بالمنجم الذي يقع على بعد 300 كيلومتر في كوينزلاند.
كما عارضت جماعات حماية البيئة بناء المشروع بشدّة، مدّعيةً أنه سيؤثّر في الأراضي والمياه وثقافات السكان الأصليين، بالإضافة إلى إنتاج نحو 4.6 مليار طن من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
لماذا الفحم الأسترالي؟
تؤدي مشروعات الفحم الجديدة -مثل منجم كارمايكل- دورًا رئيسًا في تعزيز الإنتاج وتوفير المزيد من فرص العمل للسكان المحليين، وقد ساعدت المجتمعات المحلية بشكل كبير خلال أسوأ مراحل وباء كورونا.
وتتزايد أهمية تجارة الفحم الحراري والمعدني بين الهند وأستراليا ووقف الصين استيراد الفحم الأسترالي، ويظهر ذلك بوضوح في تطور مشروع كارمايكل، الذي سيُنتج الفحم الحراري بقدرة 4 آلاف و950 كيلو كالوري/كيلو غرام، بدلًا من 5500-6000 كيلو كالوري/كيلوغرام في وادي هانتر الأسترالي.
وما يزال الفحم الأسترالي يُتداول بخصم كبير على الفحم الذي صار بصدد الدخول إلى الصين؛ ما يجعله خيارًا أقلّ تكلفة نسبيًا للمشترين في الهند.
ويُعدّ الفحم الأسترالي الأكثر رواجًا في جميع أنحاء العالم، ورغم دعوات الأمم المتحدة إلى التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030، فإن أستراليا لم تضع خارطة طريق واضحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
أسعار الفحم الأسترالي
وفقًا لتقييم موقع آرغوس للفحم الأسترالي، سجّل الفحم الحراري الأسترالي عالي الجودة 182.55 دولارًا أميركيًا للطن للشحنات المنقولة من نيوكاسل مقابل 151.90 دولارًا أميركيًا للطن في 30 يونيو/حزيران، و46.18 دولارًا أميركيًا للطن في 4 سبتمبر/أيلول 2020.
أمّا الفحم منخفض الجودة، فقد سجّل 108.25 دولارًا أميركيًا للطن من نيوكاسل مقابل 5500 دولار أميركي للطن في 24 سبتمبر/أيلول، ارتفاعًا من 92.93 دولارًا للطن في 31 يوليو/تموز، و35.04 دولارًا للطن في 4 سبتمبر/أيلول 2020.
وبالنسبة إلى فحم الكوك الصلب منخفض التطاير، فقد سجّل 407.65 دولارًا للطن في 24 في سبتمبر/أيلول، ارتفاعًا من 109.25 دولارًا للطن في 10 مايو/أيار.
اقرأ أيضًا..
- أدنوك تعتزم ضخ كامل إمداداتها لأسواق النفط في ديسمبر
- السويد.. إعادة تشغيل محطة كهرباء تعمل بالوقود الأحفوري