ضغوط دولية على الصين لوقف تمويل محطات "كهرباء الفحم" في الخارج
وبكين تتعهد بمساعدة الدول النامية في توليد الكهرباء الخضراء
نوار صبح
- البرنامج المحلي لتوليد الكهرباء الفحم في الصين آخذ في التوسع
- تعهّد الصين يمكن أن يسفر عن فقدان استثمارات بقيمة 50 مليار دولار
- قد يؤثّر الإعلان في 44 محطة توليد كهرباء بالفحم تعتمد على تمويل الصين
- لن تبدأ الصين بخفض استهلاك الفحم حتى عام 2026
تُعدّ الصين أكبر مصدر لتمويل محطات توليد الكهرباء بالفحم على مستوى العالم، لكن الرئيس شي جين بينغ، أعلن في خطاب مسجّل مسبقًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس الثلاثاء، عزم بلاده وقف بناء محطات كهرباء تعمل بالفحم في الخارج.
ويرى محللون أن التعهد الرامي إلى خفض انبعاثات الكربون في المستقبل يمكن أن يسفر عن فقدان استثمارات بقيمة 50 مليار دولار، وأنه ينطوي على تأثير بعيد المدى في خطط التوسع بتوليد الكهرباء الفحم، في دول مثل بنغلاديش وإندونيسيا وفيتنام وجنوب أفريقيا.
وتتعرض بكين إلى ضغوط دولية للإعلان عن إلغاء تمويل الفحم الخارجي بجزء من حزمة التعهدات الوطنية الخاصة بالمناخ التي ستقدّم إلى الأمم المتحدة، رغم أن البرنامج المحلي لتوليد الكهرباء الفحم في الصين آخذ في التوسع، حسبما أوردته وكالة رويترز.
انعكاسات الإعلان
وفقًا لمركز أبحاث الأميركي غلوبال إنرجي مونيتور (جي إي إم)، قد يؤثّر الإعلان في 44 محطة توليد كهرباء بالفحم تعتمد على تمويل الدولة الصينية، ومن شأن ذلك أن يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مستقبلًا بمقدار 200 مليون طن سنويًا.
وقالت مديرة برنامج الفحم في غلوبال إنرجي مونيتور، كريستين شيرر، إن إعلان الصين يمثل أحد أهمّ التطورات على صعيد مكافحة أزمة تغيّر المناخ هذا العام، لأنه قد يمثّل نهاية التمويل العام الدولي لمحطات توليد الكهرباء بالفحم.
- بعد زيادة إنتاج الفحم واستيراده.. الصين ترفض الالتزام بتعهداتها المناخية
- 44 دولة تلغي خطط توليد الكهرباء بالفحم استجابة لاتفاقية المناخ (تقرير)
- أستراليا تتمسك بمستقبل قائم على الفحم بعد 2030
وأضافت أن العديد من البلدان ستتجه إلى مصادر بديلة لتوليد الكهرباء، وعبّرت عن أملها بدعم تلك البلدان لضمان الوصول إلى الكهرباء النظيفة.
بدورها، قالت مجموعات حماية البيئة أيضًا، إنها ستجبر مموّلي الفحم الكبار، مثل بنك الصين، المرتبط بقدرة توليد 10 غيغاواط من محطات الفحم الخارجية، على وضع جدول زمني للانسحاب من القطاع.
إجراءات مماثلة
أعلنت الصين تعهّدها في أعقاب إجراءات مماثلة اتخذتها كوريا الجنوبية واليابان هذا العام، إذ أوقفت التدفقات المالية من آخر 3 ممولين عامّين رئيسيين لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم في الخارج.
وجاء ذلك بعد ساعات من تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بمضاعفة الإنفاق على مساعدة الدول النامية على التعامل مع تغيّر المناخ، إلى 11.4 مليار دولار بحلول عام 2024.
وقد وضع قادة العالم مؤشرات قبل قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب26) التي ستنعقد في نوفمبر/تشرين الثاني.
مواصلة استخدام الفحم داخل الصين
لم يفصح خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ، المحكم الصياغة، عن مزيد من التفاصيل، وترك مجالًا لاستمرار المشروعات القائمة، على الرغم من التفاؤل الذي بعثه على نطاق واسع.
ووفقًا لبيانات مركز سياسة التنمية العالمية بجامعة بوسطن، توجد أكثر من 20 محطة كهرباء تعمل بالفحم بتمويل صيني قيد الإنشاء في جنوب أفريقيا وباكستان وإندونيسيا وفيتنام وبنغلاديش وزيمبابوي وصربيا والإمارات العربية المتحدة، وهناك 17 محطة أخرى في مرحلة التخطيط.
وقال كبير محللي برنامج الكربون في مؤسسة البيانات المالية "ريفينيتيف"، يان تشين، إنه لم تُحَدَّد تفاصيل خروج محطات الفحم الخارجية بعد، بما في ذلك الجدول الزمني والأهلية، ولا الفصل بين التمويل العامّ والخاص.
وأعرب عن شيء من القلق بشأن التفاصيل، إذ يرى أن إعلان الرئيس الصيني سينفّذ بدقة رغم ما يكتنفه من بساطة وقصور.
وأوضح أن الالتزام الجديد لا يعالج خطط الصين لتوسيع محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.
محطات الفحم
أفاد تقرير صادر هذا الشهر عن مؤسسة "إي 3 جي"، وهي مؤسسة بحثية أوروبية تعنى بشؤون المناخ، أن البرنامج المحلي للصين يمثّل أكثر من نصف جميع المحطات التي تعمل بالفحم قيد الإنشاء في جميع أنحاء العالم، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز.
وبيّن التقرير أنه رغم وعد الرئيس الصيني "بالتحكم الصارم" في قدرة كهرباء الفحم المحلية الجديدة خلال المدة من 2021 إلى 2025، لن تبدأ البلاد في خفض استهلاك الفحم حتى عام 2026.
وقال كبير مستشاري المناخ في منظمة السلام الأخضر، لي شو، أنه بموجب الاتجاه الجديد المحدد لمحطات توليد الكهرباء بالفحم في الخارج، تحتاج الصين إلى العمل بجدّية أكبر الآن على معالجة الاعتماد الكبير على الفحم المحلي.
اقرأ أيضًا..
- دراسة أميركية: الطاقة المتجددة "كارثة" وخطر على الاقتصاد
- وزير النفط العراقي: سنطلب من أوبك+ استمرار زيادة الإنتاج