أسعار الغاز.. روسيا ترد على طلب أميركا زيادة الإمدادات إلى أوروبا
وتؤكد الوفاء بالتزاماتها التعاقدية مع عملائها في "الاتحاد"
تسبّب ارتفاع أسعار الغاز، ووصولها لمستويات قياسية، في تبادل الاتهامات بين عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة من جانب وروسيا من جانب آخر، إذ تُلقي الأطراف الأولى على موسكو مسؤولية الأزمة، وتطالبها بزيادة الإمدادات.
وأدت القفزة الأخيرة في الأسعار إلى توقّف العديد من مورّدي الكهرباء في أوروبا، وسط توقعات بإفلاس 4 شركات كهرباء بريطانية صغيرة على الأقلّ في غضون أسبوع.
روسيا والولايات المتحدة
الولايات المتحدة من جانبها طالبت روسيا بزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، من أجل حل الأزمة، إذ قال كبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون أمن الطاقة آموس هوشتاين، إنه يتعين على موسكو زيادة إمدادات الغاز في أسرع وقت ممكن، إذ قد لا تمتلك بعض دول الاتحاد الأوروبي احتياطيات كافية في حالة الطقس البارد القارس في الشتاء المقبل.
ومن جانبها، ردّت روسيا على طلبات واشنطن بأنها تفي بجميع التزاماتها مع عملائها من مستهلكي الغاز في الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إنه من المستحيل زيادة نقل الغاز قبل بيعه بموجب عقد"، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.
اتهامات غازبروم
يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع، من توجيه 40 عضوًا في البرلمان الأوروبي اتهامات إلى شركة غازبروم الروسية، بالتلاعب في أسعار الغاز الطبيعي، وهو ما نفته الشركة.
الاتهامات الأوروبية أشارت إلى قيام غازبروم بإغلاق أجزاء من خطوط الإنتاج، ورفض توصيل المزيد من إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب الحالية، في محاولة لممارسة الضغط على أوروبا، من أجل الحصول على الضوء الأخضر لبدء إمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم2.
وقال المتحدث باسم الكرملين: "يفي الجانب الروسي بجميع التزاماته التعاقدية تجاه المستهلكين الأوروبيين بنسبة 100% وأكثر، وعلاوة على ذلك، وبقدر ما نعلم، نحن الآن قريبون بشكل عام من أعلى المستويات على الإطلاق فيما يتعلق بإمدادات الغاز للمشترين الأوروبيين".
وأشار بيسكوف إلى "حقيقة بسيطة للغاية"، وهي أن "الغاز يُباع أولاً، ثم يُنتج، وبعد ذلك فقط يعبر".
وبحسب مسؤول الكرملين، من أجل زيادة حجم إمدادات الغاز عبر أوكرانيا، على سبيل المثال، بعد عام 2024، على أوروبا زيادة مشترياتها من الغاز الروسي.
مخاوف أوروبا
تتخوّف أوكرانيا والدول الأوروبية من استخدام روسيا الغاز سلاحًا سياسيًا ضد الخصوم، إذ يُلزم العقد المبرم بين شركتي غازبروم الروسية ونافتوغاز الأوكرانية، الشركة الروسية باستخدام 40 مليار متر مكعب من السعة الأوكرانية سنويًا، لكن الصفقة تنتهي في عام 2024.
ويتوقع خبراء أن يحرم خط نورد ستريم2، الهادف إلى نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، أوكرانيا من قرابة 1.5 مليار دولار أميركي من رسوم نقل الغاز سنويًا، إضافة إلى فقدان عدد كبير من الوظائف.
ولهذا تعهّدت ألمانيا بتعويض أوكرانيا عن خسائرها في رسوم نقل الغاز، والتزمت كل من برلين وواشنطن بإنشاء صندوق بُنية تحتية بقيمة 850 مليون يورو مصمم للسماح لأوكرانيا بتنويع مصادر الطاقة لديها.
أزمة الإمدادات الفورية
يقول دميتري: "في أوروبا تظهر قضايا أخرى.. الحديث عن تلك التحولات (الخضراء)، والواجبات الجديدة، وما إلى ذلك"، وذلك في إشارة إلى أن أزمة الغاز نابعة من تخلي أوروبا عن الاستثمار في الوقود الأحفوري الذي يلعب دورًا كبيرًا في أمن الطاقة العالمي.
وأضاف: "الأوروبيون بحكم تشريعاتهم يفضّلون التركيز أكثر على الإمدادات الفورية، في السوق الفورية، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ ومتسارع في الأسعار".
وأكد أن شركة غازبروم "كانت وستظل الضامن الأكثر موثوقية لإمدادات الغاز للمستهلكين في أوروبا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أرجع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى سياسة المفوضية التي تركّز على آليات البورصة في تحديد أسعار الغاز.
وقال، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن أسعار الغاز الروسي في إطار العقود طويلة الأمد تنمو بوتيرة أبطأ، وهذا يحمي المشترين من تقلّبات الأسعار.
موضوعات متعلقة..
- غازبروم ترد على اتهامات البرلمان الأوروبي بالتلاعب في الأسعار
- الرئاسة الروسية: نورد ستريم2 سيعيد توازن أسعار الغاز في أوروبا
- أسعار الغاز.. الاتحاد الأوروبي يبحث عن مخرج للأزمة
اقرأ أيضًا..
- دراسة أميركية: الطاقة المتجددة "كارثة" وخطر على الاقتصاد
- إيرادات صادرات النفط السعودي ترتفع 112% في يوليو