معيار جديد لضبط التزام شركات النفط والغاز بخفض الانبعاثات (تقرير)
الحياد الكربوني يساعد المستثمرين على تقييم أداء الشركات
نوار صبح
- الممولون يجدون صعوبة في مقارنة الخطط وتقييم الشركات
- معيارالحياد الكربوني للنفط والغاز يحدد الحد الأدنى من التوقعات بشأن أداء الشركات
- تشمل الاستراتيجيات المقترحة التنويع في مجالات جديدة من نمو الطاقة النظيفة
- العديد من عمالقة الوقود الأحفوري اختاروا التركيز على كثافة الانبعاثات
في محاولة لمساعدة المستثمرين على تقييم الخطط المناخية لشركات النفط والغاز وتقييم الخطط الملائمة للتضمين في محافظ الحياد الكربوني، وضعت مجموعة المؤسسات الاستثمارية بشأن تغير المناخ معيارًا جديدًا لتحديد إستراتيجية الحياد الكربوني لتلك الشركات.
وأكدت المجموعة -التي ضمّت مستثمري المجموعة الذين عملوا على المبادئ التوجيهية الجديدة- أنها عيّنت مجموعة من شركات النفط الأوروبية الكبرى، على سبيل المثال: شل وبي بي وريبسول وتوتال إنرجي لتجربة المعيار واعتماده.
وأشار مقال بعنوان "مضمون معيار الحياد الكربوني الجديد لقطاع النفط والغاز"، للكاتبة الصحفية سيسيليا كيتنغ، ونشره موقع "غرين بيز"، قبل أيام، إلى أن المجموعة تهتم بضرورة وضع إطار عمل أكثر صرامة للمستثمرين لتقييم الخطط المناخية لشركات النفط والغاز.
معيار الحياد الكربوني
أفادت كاتبة المقال بأن الممولين يجدون صعوبة في مقارنة الخطط وتقييم الشركات -إن وجدت- التي تظهر الريادة في مكافحة تغير المناخ، بعد أن توالت تعهدات الحياد الكربوني قطاع النفط والغاز على مدار الـ18 شهرًا الماضية، وفي ظل تباين كبير في نطاق ومدى التزامات الشركات.
وأوضحت أن معيار الحياد الكربوني للنفط والغاز، وهو نتاج المشاركة بين شركات النفط والغاز الكبرى وأكثر من 20 مؤسسة استثمارية رائدة، يحدد الحد الأدنى من التوقعات للشركات عبر سلسلة من المجالات.
وتشمل تلك المجالات إستراتيجيات إزالة الكربون والنفقات الرأسمالية وأهداف الانبعاثات والحوكمة والإفصاحات.
وبيّنت كاتبة المقال أن المعيار يشدد على أهمية كل من الأهداف المطلقة وأهداف خفض كثافة الانبعاثات والمواءمة الواضحة بين النفقات الرأسمالية وخطط الإنتاج الخاصة بالشركات ومسار إزالة الكربون المتوافق مع الحياد الكربوني.
وأضافت أن المعيار يقترح عددًا من المسارات المحتملة لطريقة قيام شركات الوقود الأحفوري بمواءمة عملياتها مع أهداف المناخ العالمية وتحذير وكالة الطاقة الدولية الأخير من أن مسار الحياد الكربوني يعتمد على عدم استخراج الوقود الأحفوري الجديد.
- أرقام صادمة في نسب الاحتياطيات الواجب "عدم استخراجها" للحد من الاحتباس الحراري
- هل تستفيد الشركات من أصول النفط والغاز في الطاقة المتجددة؟
تشمل الإستراتيجيات المقترحة التنويع في مجالات جديدة من نمو الطاقة النظيفة، مثل مصادر الطاقة المتجددة، ووقف أنشطة الاستكشاف وتشغيل الأصول الحالية قبل إعادة الأموال النقدية إلى المستثمرين، وتطوير التقنيات والحلول التي تحدّ من الانبعاثات.
في المقابل، فضلت شركات النفط الأميركية الكبرى -إلى حد كبير- الخطط التي تستهدف الانبعاثات الناتجة عن عملياتها الخاصة، والتي لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من تأثيرها الأوسع على المناخ.
الأهداف الذاتية للشركات
قالت كاتبة المقال، سيسيليا كيتنغ، إن العديد من عمالقة الوقود الأحفوري اختاروا التركيز على كثافة الانبعاثات؛ ما يوفر مجالًا للشركات لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري إذا توازنت مع زيادة الطاقة المتجددة، بينما حددت بعض شركات النفط الكبرى أهدافًا مطلقة لخفض الانبعاثات.
وأضافت أن شركات النفط والغاز الأوروبية الكبرى تميل إلى تضمين الانبعاثات الناتجة عن النفط والغاز الذي تبيعه في خطط إزالة الكربون، ولكن فقط لمناطق أو خطوط إنتاج محددة، حسبما نشره موقع "غرين بيز".
وألمحت إلى أن جميع الشركات تواصل تجاهل تحذير وكالة الطاقة الدولية من أن التنقيب عن الوقود الأحفوري الجديد يجب أن يتوقف فورًا من أجل المساعدة في تحقيق أهداف المناخ العالمية، بينما أقرّت بعض تلك الشركات والغاز بأن الإنتاج يجب أن ينخفض خلال السنوات المقبلة.
وأشارت إلى تحذير مركز أبحاث "كربون تراكر"، في مايو/أيار الماضي، من أنه لا تملك شركة واحدة، من أكبر 10 شركات للنفط والغاز في العالم، إستراتيجيات لخفض الانبعاثات تتوافق تمامًا مع اتفاقية باريس للمناخ، وهو اتجاه يشكل تهديدًا كبيرًا لكوكب الأرض والمستثمرين.
وقال رئيس مكتب الاستثمار المسؤول في مجلس المعاشات التقاعدية لدى كنيسة إنكلترا، آدم ماثيوز، الذي ترأس عملية تطوير المعيار الجديد، إن المستثمرين بحاجة إلى توضيح فحوى خطة انتقال موثوقة للنفط والغاز إذا أرادوا تحقيق أهداف محفظة الحياد الكربوني لديهم.
وبيّن أن أكثر من 20 مستثمرًا عالميًا رائدًا، مع ما يقرب من 10.4 تريليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة، أسهموا في وضع هذا المعيار.
وأضاف أن تقييم مصداقية وكفاية خطط انتقال الشركات مهمة معقدة من الناحية الفنية، وأن الهدف من تطوير الحياد الكربوني لقطاع النفط والغاز يتمثل في تقييم الإستراتيجيات التي قد تدرجها شركات النفط والغاز في خطط انتقالهم للحياد الكربوني.
استثمارات شركات النفط والغاز
قالت الرئيسة التنفيذية لمجموعة المستثمرين، ستيفاني فايفر، إن المعيار أتاح للمستثمرين وشركات النفط والغاز على حد سواء فرصة تكوين فهم مشترك لما يجب تضمينه في خطة الانتقال داخل قطاع النفط والغاز من أجل إجراء مقارنات فعالة بين تقييمات المستثمرين.
من ناحيتها، بيّنت مجموعة المؤسسات الاستثمارية بشأن تغير المناخ (آي آي جي سي سي) أن إستراتيجيات الحياد الكربوني يجب أن تتضمن أهدافًا قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل محددة بوضوح.
ودعت إلى أن تشمل تلك الأهداف الانبعاثات المباشرة وانبعاثات سلسلة القيمة، التي تتماشى مع هدف الحد من الاحترار العالمي دون مستوى 1.5 درجة مئوية.
وطالبت شركات الطاقة المتكاملة بتحديد أهداف منفصلة لأعمال التنقيب والإنتاج لديها، وضرورة الإبلاغ عن كمية الانبعاثات التي تنوي التخلص منها باستخدام تقنيات التعويض أو إزالة الكربون.