رغم خسارة 3 مليارات دولار.. سونانغول تستعيد عافيتها بإحياء خطط الاكتتاب العام
مي مجدي
تكبدت شركة النفط الأنغولية سونانغول -المملوكة للحكومة- خسارة قدرها 3 مليارات دولار العام الماضي، بعد تراجع الطلب والإيرادات.
ونشرت سونانغول -ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا ومقرّها لواندا- تقريرها السنوي لعام 2020 الأسبوع الماضي، قائلة، إن الشركة شهدت انخفاضًا حادًا في الإيرادات من مبيعات النفط الخام عقب عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم جراء جائحة فيروس كورونا، بحسب ما نقله موقع إنرجي فويس.
وتعددت العوامل التي أدت إلى هذه الخسائر، منها انخفاض أسعار النفط والهبوط في قيمة الأصول.
كما هبطت عائدات الضرائب على النفط في أنغولا إلى 11 مليار دولار في عام 2020، بانخفاض من 13 مليار دولار في عام 2019.
مبادرة تجديد سونانغول
تكافح أنغولا، التي تعتمد على النفط بنسبة 90% من صادراتها، للتعافي من انهيار الأسعار في عامي 2014- 2016، وعدم قدرتها على زيادة الإنتاج من حقولها المتقادمة.
وفي محاولة لاستعادة دورها الرائد في إنتاج النفط، تعتزم سونانغول -المحرك الأساس للاقتصاد الأنغولي المعتمد على النفط- ببيع الأصول غير الأساسية بجزء من برنامج إعادة الهيكلة واستكشاف حلول مالية جديدة.
وسلّط وزير الموارد المعدنية والنفط الأنغولي، ديامانتينو أزيفيدو، الضوء على طرح الاكتتاب الأولي المتوقع لشركة سونانغول خلال مؤتمر النفط والغاز في أنغولا الأسبوع الماضي،
وقال، إن برنامج الاكتتاب العامّ الأولي هو جزء من الإستراتيجية طويلة المدى لمبادرة تجديد سونانغول، وكان فصل الوكالة الوطنية للنفط والغاز والوقود الحيوي في أنغولا (إيه إن بي جي) خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف.
ومع اقتراب إنجاز المراحل الأخيرة من مبادرة التجديد، دعا أزيفيدو جميع الأطراف المهتمة في أنغولا والمستثمرين من حول العالم لامتلاك حصة في ثالث أكبر شركة نفط وغاز في أفريقيا، والتي ستدعم قطاع الطاقة في السنوات المقبلة.
في حين صرّح رئيس الشركة سيباستياو مارتينز خلال المؤتمر أن العروض الأولية ستُطرح في البورصة الأنغولية، ويجري التخطيط لعرض لاحق في بورصة لندن، مضيفًا أن الشركة ستطرح 30% من حصتها.
وستتبع خطط الاكتتاب العام حال انتهاء سونانغول من إعادة الهيكلة، ومن المتوقع الانتهاء بحلول عام 2022.
كما تحدّث مارتينز عن تحوّل الشركة من شركة نفط وطنية إلى شركة طاقة وطنية، فبالإضافة إلى إنتاج النفط والغاز، تسعى الشركة للمشاركة في مشروعات الطاقة المتجددة، وستشمل الغاز الحيوي والطاقة الشمسية والهيدروجين.
كثرة الديون
تواصل الشركة معركتها مع قضايا الصرف الأجنبي، وقالت، إن المبلغ المستحق لشركة إيني أنغولا زاد إلى 43.4 مليون دولار، في حين ارتفع الدين المستحق لشركة بريتيش بتروليوم إلى 31.9 مليون دولار.
وبدءًا من بداية عام 2020، اعتمدت الشركة الدولار الأميركي عملةً تقريرية.
وكانت عائدات سونانغول قد انخفضت بنسبة 25%، لتصل إلى 5.2 مليار دولار العام الماضي.
في حين سيطر الطلب الآسيوي على صادرات الشركة، وشكّل 87% من هذه التدفقات. واستهلكت الصين وحدها 66% من نفط الشركة، في حين استهلكت الهند 12.7% وتايلاند 5.4%، وانخفض إجمالي الصادرات بنسبة 4%.
لذلك تسعى الشركة لتسريع برنامج الاكتتاب العامّ، أملًا في جلب مليارات الدولارات لتعزيز الميزانية العمومية.
التطلع إلى المستقبل
خلال المرحلة المقبلة، تعتزم سونانغول التركيز على إستراتيجيتها لتطوير الحقول الثانوية، وتطوير برامجها في حقول مالونغا ويست، وكونغولو، وبانزالا في المربع 0.
في الوقت نفسه، تسعى الشركة إلى استغلال مصالحها خارج أنغولا، فقد ذكرت أن حقل النجمة في العراق سيبدأ الإنتاج هذا العام.
كما دخلت الشركة في شراكة مع شركة "ميلبانا إنرجي" الأسترالية في كوبا، إذ أعلنت الأخيرة عن بدء الحفر في بئر "ألاميد-1"، وسيتبعها حفر بئر أخرى.
وفي السنوات المقبلة، تهدف البلاد إلى إنتاج أكثر من 1.1 مليون برميل يوميًا، وهذا تقريبًا نصف هدف أنغولا البالغ مليوني برميل يوميًا، عندما انضمت إلى منظمة أوبك في عام 2007.
اقرأ أيضًا..
- شركة النفط الأنغولية تتجه إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة
- شركة النفط الأنغولية تتجه لهيكلة استثماراتها في الطاقة المتجددة
- كورونا يرجئ خصخصة شركة النفط في أنغولا