أميركا.. 8 عوامل تدعم دور الغاز الطبيعي في خفض الانبعاثات (تقرير)
المنافسة شرسة ومن المرجح أن تزداد سوءًا
أحمد شوقي
- تراجع كبير للانبعاثات الكربونية في أميركا بفضل الغاز الطبيعي
- انبعاثات الكربون الناجمة عن الغاز الطبيعي أقلّ 50% من الفحم
- الغاز مسؤول عن تراجع الانبعاثات 61% بين 2005 و2019
- استبدال الفحم بالغاز يخفض انبعاثات الكهرباء عالميًا 10%
- الغاز الطبيعي المسال قد يسهم في خفض الانبعاثات العالمية
- أميركا تشهد انخفاض انبعاثات الميثان ومعدل حرق الغاز
يفرض الغاز الطبيعي نفسه وسط السياسات المناخية في الولايات المتحدة، مع حقيقة أنه السبب الرئيس لانخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال السنوات الأخيرة.
ومع إسهام التقنيات والابتكارات الصناعية في تقليل انبعاثات الميثان المرتبطة بإنتاج الغاز الطبيعي والنفط، فإن هناك ضرورة لتعزيز دور الغاز الطبيعي في مواجهة أزمة تغيّر المناخ.
ويحقق هذا المسار المعادلة الصعبة بين مستقبل منخفض الكربون والقدرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، بحسب رؤية المحلل لدى معهد النفط الأميركي، مارك غرين.
ويحدد تقرير المعهد 8 عوامل رئيسة تشجع الإدارة الأميركية على تعزيز استخدام الغاز الطبيعي.
تراجع قوي لانبعاثات الكربون
تتعهد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بخفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح ما بين 50% و52% بحلول بنهاية العقد الجاري.
وينتج عن الغاز الطبيعي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون، ولكنها أقلّ بنسبة 50% مقارنة مع الفحم
وبفضل الاستخدام المتزايد للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بدلًا من الفحم، وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى مستوياتها متدنية -قرابة 33 عامًا- وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويرجع ذلك بشكل كبير إلى التحول للغاز بدلًا من الفحم، إذ انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الكهرباء بنحو 30% خلال المدة من 2005 إلى 2019، حتى مع نمو الاقتصاد بنسبة 28% في المدة نفسها، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وخفضت الولايات المتحدة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتعلقة بالكهرباء أكثر من أيّ دولة أخرى منذ عام 2000، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
كما يُعدّ الغاز الطبيعي أكبر مصدر وقود يستخدم لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة؛ إذ شكّل ما يقرب من 40% من إجمالي التوليد عام 2020.
الغاز الطبيعي يقود خفض الانبعاثات
بين عامي 2005 و2019، كان الغاز الطبيعي مسؤولاً عن 61% من التخفيضات التراكمية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع الكهرباء من خلال التغييرات في مزيج الوقود، إذ تقول إدارة معلومات الطاقة، إن الغاز المحرك الرئيس لتلك التخفيضات في هذا القطاع، بحسب التقرير.
وهناك إمكانات كبيرة لإجراء المزيد من التخفيضات عبر عدد من الصناعات من خلال التوسع السريع في النطاق التجاري لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، كما يرى التقرير.
هواء نظيف
فائدة أخرى للغاز الطبيعي بدلًا من الفحم، هي توفير الهواء النظيف للأميركيين.
وتُعدّ زيادة استخدام الغاز الطبيعي من بين العديد من العوامل المسهمة في انخفاض نسبته 78% في الانبعاثات المجمّعة من 6 ملوثات شائعة تتبعها وكالة حماية البيئة بين عامي 1970 و2020، بحسب التقرير.
الغاز الطبيعي وتقليل الانبعاثات
يمكن أن يؤدي تحويل توليد الكهرباء من الفحم إلى محطات تعمل بالغاز الطبيعي لتقليل ما يصل إلى 1.2 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم، ما يعادل انبعاثات 144.5 مليون منزل من استخدام الكهرباء لمدة عام واحد، وفقًا لمعهد النفط.
وهذا من شأنه أن يقلل انبعاثات قطاع الكهرباء عالميًا بنسبة 10%، وإجمالي انبعاثات الكربون المرتبطة بالكهرباء بنسبة 4%، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وترى وكالة الطاقة أن البنية التحتية الحالية في أميركا توفر إمكانات كبيرة لمزيد من التحوّل من الفحم إلى الغاز الطبيعي.
صادرات الغاز المسال الأميركية
يمكن أن تساعد الصادرات الأميركية من الغاز الطبيعي المسال الدول الأخرى على خفض انبعاثاتها.
ووفقًا للتقرير، من الممكن أن ينتج عن استخدام الغاز الطبيعي المسال الأميركي في الصين وألمانيا والهند لتوليد الكهرباء -بدلًا من الفحم- انبعاثات كربونية أقلّ في المتوسط بنسبة 50%.
انبعاثات الميثان المرتبطة بالإنتاج
انخفض إجمالي انبعاثات الميثان في الولايات المتحدة بنسبة 4% منذ عام 2005، في حين زاد إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 90% خلال المدّة نفسها، وفقًا لتقارير وكالة حماية البيئة.
وجاء ذلك مع استخدام تقنيات الصناعة الجديدة المتعلقة باحتجاز الميثان، وتحسين الكفاءة؛ إذ أدى ذلك إلى انخفاض انبعاثات الميثان المرتبطة بإنتاج الغاز الطبيعي في أكبر أحواض الإنتاج بنسبة 70% تقريبًا بين عامي 2011 و2019، في 5 مناطق منتجة رئيسة في أميركا.
تراجع معدل حرق الغاز
خفضت الولايات المتحدة معدل حرق الغاز من إنتاج الغاز الطبيعي والنفط بنسبة 32% في المدة من 2019 إلى 2020، لتكون أكبر دول العالم تراجعًا في معدل الحرق.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض الإنتاج، ولكن أيضًا من خلال إنشاء البنية التحتية لاستخدام الغاز بدلًا من حرقه، وفقًا لتقرير تعقّب حرق الغاز العالمي الصادر عن البنك الدولي.
الغاز الطبيعي وتحوّل الطاقة
تُعدّ سمات الغاز الطبيعي أساسية لموثوقية شبكة الكهرباء، في ظل حقيقة أن مصادر الطاقة المتجددة تكون متغيرة مثل الرياح والطاقة الشمسية، ما قد يؤثّر في الموثوقية.
ويرى نائب رئيس الاتحاد الدولي للغاز، أندريا ستيغر، أن الغاز الطبيعي ليس في منافسة مع مصادر الطاقة المتجددة، لكن يكون له دور مهمّ إذا فشلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية في إمداد الكهرباء جراء العوامل الجوية.
وتابع: "لطالما جرى الترحيب بالغاز بوصفه وقودًا انتقاليًا من الهيدروكربونات إلى مصادر الطاقة المتجددة"، بحسب ما نقله موقع مجلة فوربس.
اقرأ أيضًا..
- تغيّر المناخ.. احتجاز الكربون وتخزينه يشهد زخمًا في أميركا
- محطات الفحم الأميركية قد تستفيد من الغاز الطبيعي لتقليل انبعاثات الكربون