حرائق الغابات تطلق كميات قياسية من انبعاثات الكربون في 2021 (تقرير)
تفوق انبعاثات الاتحاد الأوروبي بأكمله
نوار صبح
- أطلقت النيران في يوليو/تموز الماضي 350 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون
- أطلقت مئات حرائق الغابات في سيبيريا مستويات قياسية من غاز ثاني أكسيد الكربون
- حرائق الغابات العالمية أطلقت 4.7 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون هذا العام
- الكثير من الحرائق نجم عن موجات حر قياسية ونوبات جفاف طويلة
شهد كوكب الأرض هذا العام العديد من حرائق الغابات المدمِّرة التي انتشرت في غرب الولايات المتحدة وفي سيبيريا وفي بقاع مختلفة وأسفرت عن خسائر فادحة وأضرار بيئية جسيمة نتيجة التهامها آلاف الكيلومترات وإطلاقها غازات الاحتباس الحراري.
وأطلقت النيران المستعرة، في شهر يوليو/تموز الماضي، 350 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو أعلى مستوى على الإطلاق لهذا الشهر، كما أطلق احتراق مئات الغابات في سيبيريا مستويات قياسية من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وأفاد الخبراء والمراقبون بأن حرائق الغابات العالمية أطلقت 4.7 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2021، حتى الآن، أكثر من الاتحاد الأوروبي بأكمله، الذي لم يطلق سوى 2.7 مليار طن هذا العام، وهي كمية قليلة نسبيًا، حسبما أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
انبعاثات قياسية
وفقًا للبيانات التي جمعها كبير العلماء في خدمة مراقبة الغلاف الجوي (سي إيه إم إس) التابعة للاتحاد الأوروبي، مارك بارينغتون؛ أطلقت الحرائق 4.7 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بدءًا من 16 أغسطس/آب.
وبيّنت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا أن الفرصة لا تزال سانحة لتفاقم الأوضاع؛ لأن موسم حرائق الغابات في شمال كاليفورنيا لا ينتهي عادة حتى أكتوبر/تشرين الأول، وامتد إلى شهر ديسمبر/كانون الأول في السنوات الأخيرة.
وقال كاتب المقال الذي نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، مؤخرًا، دان أفيري، إن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون هذا العام يرجع جزء كبير منه إلى أكثر من 190 حريقًا في الغابات دمّر أجزاءً من سيبيريا.
- دخان حرائق الغابات يهدد إنتاج الطاقة الشمسية في كاليفورنيا
- حرائق تركيا توقف تشغيل محطة لتوليد الكهرباء من الفحم (فيديو)
وأبلغت وكالة ناسا عن انطلاق 505 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فوق جمهورية ساخا النائية في شمال شرق سيبيريا؛ بدءًا من مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، بعد انطلاق 450 مليون طن في عام 2020؛ حيث استمر موسم الحرائق عدة أسابيع.
وانتشرت الأبخرة الشاسعة والسميكة والحارّة من مئات حرائق الغابات لمسافة 3219 كيلومترًا من الشرق إلى الغرب و4023 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب.
ووصل الدخان إلى القطب الشمالي، على بُعد أكثر من 2897 كيلومترًا، وانتشر أيضًا عبر أجزاء من منغوليا، على مسافة 1931 كيلومترًا.
وأشار مارك بارينغتون إلى أن الحرائق المستعرة أطلقت، في شهر يوليو/تموز وحده، نحو 350 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون، وهو المكون الرئيس في غازات الاحتباس الحراري التي تغذي تغير المناخ.
ووفقًا لخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي؛ تُعَد هذه الكمية أعلى كمية شهرية منذ أن بدأت الأقمار الصناعية في تحليل مستويات ثاني أكسيد الكربون قبل 20 عامًا؛ وهي أعلى بخُمْس الرقم القياسي السابق للشهر، الذي حُدِّد في عام 2014.
اتساع رقعة الحرائق
قال كاتب المقال، مارك بارينغتون، إن الكثير من تلك الحرائق نجم عن موجات حر قياسية ونوبات جفاف طويلة كانت مدفوعة هي نفسها بتغير المناخ.
وأوضح أنه على مدى الأيام القليلة المقبلة، سوف تنبعث تركيزات عالية من أول أكسيد الكربون من دخان حرائق الغابات من أميركا الشمالية وسيبيريا إلى أوروبا.
وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة وروسيا فحسب؛ فقد شهد جنوب أوروبا حرائق مذهلة في اليونان وإيطاليا وتركيا وإسبانيا والبرتغال والجبل الأسود؛ كما تضررت الجزائر ولبنان وتونس، في منطقة الشرق الأوسط من انتشار الحرائق.
حرائق الغابات في الأميركتين
وذكر موقع مونغا باي المعني بالشؤون البيئية أنه اكتُشفت 267 حريقًا رئيسًا في عام 2021 حتى الآن في غابات الأمازون المطيرة؛ ما أدى إلى حرق 243 كيلومترًا مربعًا، أو ما يعادل منطقة بحجم ولاية لوس أنجلوس الأميركية تقريبًا.
وأضاف أنه على عكس الولايات المتحدة، لا تبدأ الحرائق في منطقة الأمازون بشكل طبيعي؛ حيث تُضْرَم عمدًا لإزالة الأشجار والنباتات المقطوعة لإفساح المجال للزراعة أو تجديد المراعي الحالية.
وفي 27 يونيو/حزيران، فرضت الحكومة البرازيلية حظرًا على الحرائق الخارجية غير المرخَّصة.
ووفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل، أسهمت سياسات إزالة الغابات التي اتبعها الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في زيادة حرائق غابات الأمازون بنسبة 80% بين عامي 2018 و2019.
وغرد مارك بارينغتون، في 20 أغسطس/آب، أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستنطلق تركيزات عالية من أول أكسيد الكربون من دخان حرائق الغابات من أميركا الشمالية وسيبيريا بارتفاع نحو 5486 مترًا في الهواء إلى أوروبا.
وفي 22 أغسطس/آب، أبلغ المركز الوطني المشترك بين الوكالات في الولايات المتحدة عن حريقين كبيرين جديدين، أحدهما في ولاية كولورادو والآخر في ولاية مينيسوتا.
كما تستمر الحرائق الشديدة وسريعة الحركة في الاشتعال في شمال كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن وأيداهو ومونتانا وكولومبيا البريطانية في كندا.
وأفاد المركز بأنه في جميع أنحاء البلاد، أدى 94 حريقًا كبيرًا مستمرًا إلى حرق 9 آلاف و996 كيلومترًا مربعًا حتى الآن في هذا العام، بما في ذلك حرائق ديكسي وكالدور، التي التهمت آلاف الكيلومترات خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتسبب 41 ألفًا و122 حريقًا، حتى الآن في عام 2021، في حرق ما يقرب من 18 ألفًا و615 كيلومترًا مربعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وحدها.