توتال تراهن على إنتاج النفط رغم اندفاعها نحو الطاقة المتجددة
نوار صبح
- الشركة لا تزال تتوقع إنفاقًا رأسماليًا ربما يصل إلى 15 مليار دولار سنويًا
- الأعمال الجديدة الأكثر اخضرارًا ستضيف نحو 2% سنويًا إلى قاعدة الاستثمار
- تختار الشركات الاستفادة من تدفقات الدخل المتوقعة "الخضراء" الجديدة
- المستثمر الذي يشعر بالقلق من انخفاض النفط والغاز لن يشتري أسهم توتال إنرجي
كان إعلان شركة توتال إنرجي الفرنسية، قبل نحو أسبوع، عن تطويرها وقودًا جديدًا مستخرج من بقايا صناعة النبيذ وقشور ثمار العنب، لسيارات السباق العالمية، أحدث مشروعاتها للتحول نحو الطاقة الخضراء.
وسبق ذلك بمدة قصيرة تجديد عملاق النفط الفرنسي التزامها بالتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة من خلال خفض إحراق الغاز الطبيعي في نيجيريا بنسبة 75%، على مدى العقد المقبل، حسبما أوردته صحيفة نايرا ماتريكس النيجيرية.
وكشف مقال بعنوان "لا تزال توتال تراهن بشدة على النفط"، نشره مؤخرًا موقع أويل برايس، أن الشركة التي غيّرت اسمها إلى توتال إنرجي -في وقت مبكر من هذا العام- تسعى لتجسيد شعار "إنرجي هي الحياة".
إنفاق توتال
بيّن المقال أن توتال إنرجي تتمتع برأسمال يبلغ 185 مليار دولار أميركي، يتكون من الديون وحقوق الملكية ومساهمات المستثمرين، ولهذا سوف يتطلب تحوّل الشركة عن كونها مجرد منتج للنفط والغاز، الكثير من الاستثمار المحتمل في مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضح أن الشركة أنفقت في السنوات القليلة الماضية ما يقرب من 15 إلى 20 مليار دولار سنويًا في النفقات الرأسمالية، إضافة إلى نفقات الاستهلاك والاستنفاد السنوية التي تعادل المبالغ نفسها تقريبًا.
وتنفق توتال إنرجي من المال ما يكفي للحفاظ على مركزها الاحتياطي ببساطة، واستبدال قاعدة الاحتياطي المتضائلة باستمرار بمزيد من الاحتياطيات المكتشفة حديثًا.
ولا تزال الشركة تتوقع إنفاقًا رأسماليًا ربما يصل إلى 15 مليار دولار سنويًا، والتي ربما سيجري تخصيص 3 مليارات دولار منها الآن للاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة ومشروعات التوليد الأخرى، وفقًا لما نشره موقع أويل برايس.
مقارنة بين توتال وإيني
قارن المقال إنفاق توتال بنظيرتها الإيطالية شركة إيني، التي تمتلك قاعدة رأسمالية أصغر تبلغ نحو 120 مليار دولار، وتخطط لإنفاق 8 مليارات دولار سنويًا على مصادر الطاقة المتجددة.
وما لم تغيّر إدارة توتال إنرجي اتجاهاتها الاستثمارية مرة أخرى، فإن النمو يجب أن يأتي من الاستثمارات غير النفطية والغاز، على المدى الطويل.
وستضيف الأعمال الجديدة الأكثر اخضرارًا نحو 2% فقط سنويًا إلى قاعدة الاستثمار، رغم أن 3 مليارات دولار سنويًا من الاستثمار الإضافي لا تحدث تغييرًا سريعًا على 185 مليار دولار من رأسمال الشركات العملاقة.
وستحاول إدارة الشركة إثبات أن بوسعها تضخيم مساهمات الشركات الجديدة عن طريق بيع الأسهم للجمهور أو للآخرين بمجرد تشغيلها، بمعنى أنها تختار الاستفادة من تدفقات الدخل المتوقعة "الخضراء" الجديدة وتحصيل النقود مقدمًا في أسرع وقت ممكن.
وأشار المقال إلى أن هذا النهج يجلب الأرباح مقدمًا، ولكنه يجعل المدى الطويل أقلّ جاذبية.
وتوقع المقال ألّا تتلقى توتال إنرجي أكثر من 10-20% من صافي دخلها من هذه الشركات الجديدة خلال 5 سنوات، ما لم تكثّف الإنفاق المقترح على المشروعات الجديدة، أو تخفض بشكل كبير الإنفاق على النفط والغاز، أو ربما كليهما.
الاستثمارات الخضراء
تكمن مشكلة مستثمري الطاقة اليوم فيما إذا كانت سياسات توتال إنرجي الجديدة ستحدث فرقًا كبيرًا في الواقع، حسبما أورد المقال.
ولن يشتري المستثمر الذي يشعر بالقلق من انخفاض النفط والغاز، أسهم توتال إنرجي، على الرغم من استثمارات الطاقة الخضراء الكبيرة والمتنامية؛ لأنها لا ترقى إلى المستوى المأمول الذي يُضرب به المثل من حيث إجمالي أعمال الشركة العملاقة.
وتفكر بعض الشركات في التخلّي عن عمليات النفط والغاز والفحم أو بيعها لشركات أخرى أو منحها للمساهمين من أجل تقليل البصمة الكربونية لمشروعاتها.
وشكّك المقال في أن تخطط توتال إنرجي لفصل نشاطها في مجال النفط والغاز على الرغم من أن مصادر الطاقة المتجددة قد تصبح ذات قيمة كافية لتحقيق الدخل في مرحلة ما في المستقبل.
وتوقّع أن تحاول إدارة توتال إنرجي إثبات أن توجّهها الجديد يساعد في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، "وهذا صحيح ظاهريًا، على الرغم من أن شركة أخرى، متفرغة بشكل أكبر لهذه المشروعات الجديدة، ربما تكون قد نفّذت العديد من هذه الاستثمارات".
نتيجة لذلك، من المحتمل أن تحدث مشاركة توتال إنرجي هنا فرقًا بسيطًا بشكل تدريجي في الصورة الإجمالية للانبعاثات، إذ لا يوجد نقص في المستثمرين الذين يسعون إلى استثمار الأموال في مصادر الطاقة المتجددة.
وألمح المقال إلى أن توتال إنرجي قد تقول إن الاستثمارات المتجددة تمثل جزءًا من إستراتيجيتها للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكن التخفيضات الحقيقية التي تتحدث عنها الشركة، من عمليات النفط والغاز الخاصة بها، لا تتطلب منها استثمارًا محددًا في إنتاج الطاقة الجديدة.
اقرأ أيضًا..