الحكومة البريطانية تمول خطط الشركات لتحقيق أهدافها المناخية
من خلال صندوق ابتكار بقيمة 619.1 مليون دولار
مي مجدي
لدى الحكومة البريطانية العديد من الخطط الطموحة للوصول إلى هدفها في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي هذا الشأن، أطلقت هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا "أوفغيم" صندوقًا بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني (619.1 مليون دولار أميركي) لتمويل الشركات على مدى نصف العقد المقبل، من أجل تطوير حلول جديدة ومساعدة البلاد لتحقيق أهدافها المناخية، وفقًا لصحيفة الغارديان.
وقد تمتدّ هذه المدة حال تقديم خطط قوية، إذ يجب أن تتّسم الأفكار المقدّمة بالجسارة والطموح، وقدرة تطبيقها على نطاق واسع في جميع أنحاء المملكة المتحدة، كما يمكن للمشروعات أن تشمل مناهج جديدة لتخزين الطاقة وتركيب وتشغيل مضخات حرارية.
وستصبح الأموال متاحة للمشروعات التي تتصدى لـ4 تحديات رئيسة حددتها "أوفغيم"، وهي: التدفئة، والنقل، والبيانات والرقمنة، وتكامل النظم، الذي يتضمن مراحل توليد الكهرباء من المحطة إلى التوصيل.
ومن المتوقع أن يلعب صندوق الابتكار دورًا كبيرًا في تنفيذ طموحات المملكة المتحدة لخفض 68% من الانبعاثات بحلول عام 2030، و78% بحلول عام 2035، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030.
الحدّ من الانبعاثات
قال الرئيس التنفيذي لـ"أوفغيم"، جوناثان بريرلي، إن البلاد في حاجة إلى الابتكار للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني.
وأضاف أن صندوق الابتكار الإستراتيجي سيساعد على إيجاد طرق للنقل والتدفئة والكهرباء أكثر مراعاة للبيئة وبأقلّ تكلفة من خلال طرح أفكار وتقنيات جديدة فعالة.
كما أعلنت الحكومة أنها ستبدأ تقديم ورش عمل للحدّ من الكربون وإسداء نصائح عملية بشأن الحياد الكربوني لآلاف الشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة بدءًا من أمس، يوم الثلاثاء.
وستُدير ورش العمل مجموعة (بلانت مارك)، المهتمة بالتنمية المستدامة، وستتجول عبر البلاد في حافلة كهربائية، بخطوة لزيادة الوعي بين مجتمع المستثمرين حول الحاجة الملحّة للشركات لخفض انبعاثات الكربون، وفقًا لوزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية.
انتقادات الحكومة البريطانية
من المتوقع أن تستمر ورش العمل فقط حتى نهاية مؤتمر المناخ (كوب 26) في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مما آثار انتقادات من نشطاء المناخ في منظمة (غرينبيس)، إذ يرون أنه دليل إضافي على ضعف التزام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالعمل المناخي.
وقال كبار مستشاري (غرينبيس) في المملكة المتحدة، تشارلي كرونيك، إن جولة الحافلة التي ستنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قبل أن يبدأ العمل الجادّ لإزالة الكربون من الاقتصاد البريطاني ما هي إلا خدعة ونفاق صارخ وطموح محدود.
وأضاف أن الحكومة فشلت في تنفيذ إجراءات حقيقية لتغيّر المناخ، بل إنها تقوّضها بالموافقة على التنقيب عن النفط الجديد في بحر الشمال، وسحب منحة كفاءة استخدام الطاقة الخضراء في المنازل.
ويرى أن الحكومة البريطانية ليس لديها خطة لتدفئة المباني باستخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى قصور الدعم لوسائل النقل العام والنقل النشط.
زيادة الانبعاثات
أدّت زيادة انبعاث الكربون بعد تخفيف عمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا إلى الضغط على الشركات لاتخاذ خطوات جادّة نحو الحفاظ على البيئة.
وكان الباحثون قد لاحظوا انخفاضًا بنسبة 12.4% في انبعاثات الكربون من الشركات العالمية في 30 دولة خلال عمليات الإغلاق.
ومع ذلك أوضح مركز (يو إل آي جرين برينت)، المختصّ بتحسين الأداء البيئي لصناعة العقارات، أن الانبعاثات انخفضت لمدة وجيزة، لكنها ارتفعت بسرعة كبيرة بعد ذلك.
اقرأ أيضًا..
- كبار السن في بريطانيا يطالبون بمعالجة أزمة المناخ حتى لو ارتفعت الأسعار
- حفر آبار النفط وهدف الحياد الكربوني.. كيف تحقق الحكومة البريطانية المعادلة الصعبة؟