تقارير النفطالتقاريردول النفط والغازموسوعة الطاقةنفط

فنزويلا.. ماذا تعرف عن الدولة صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم؟

فنزويلا صدّرت أول برميل من النفط في العالم عام 1539

وحدة أبحاث الطاقة

تتمتّع فنزويلا بأكبر احتياطيات من النفط في العالم، لكن رغم ذلك؛ فقد فشلت في الاستفادة من هذه الثروة النفطية، وسط مزيج من المشكلات سواء السياسية أو الاقتصادية، فضلًا عن تعرّض البلاد لعقوبات أميركية قاسية، قبل أن تقرر إدارة الرئيس جو بايدن تخفيف العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد؛ ما يمهّد الطريق لزيادة الإنتاج والصادرات.

وحدة أبحاث الطاقة أجرت استطلاعًا أوضح أنه ليس هناك اتفاق بين الخبراء حول كمية الاحتياطيات النفطية الفنزويلية، إذ يشكّك عدد من الخبراء -أغلبهم جيولوجيون- بصحة أرقام الاحتياطيات، وآخرون يشككون في إمكان استخراجها، حتى لو كانت الأرقام صحيحة.

وشهدت هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية -والبالغة مساحتها 916 ألف كيلومتر مربع- تراجعًا كبيرًا في إنتاجها النفطي خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب المشكلات السياسية والاقتصادية التي عانت منها البلاد، ونتيجة التدخل الحكومي في شؤون شركة النفط التابعة للدولة، وتحويل الشركة إلى "بقرة حلوب"، دون إطعامها، فأصابها الهزال والمرض والجوع، لدرجة أنها تستعين بشركات إيرانية للقيام بأعمال الصيانة والإصلاحات، بما في ذلك مصفاة أموي -أكبر مصفاة في البلاد.

وشهد إنتاج النفط تراجعًا مستمرًا منذ الانقلاب العسكري الفاشل في 2002 وحتى عام 2020، ثم تحسّن قليلًا بعدها، فبعد أن تجاوز إنتاج فنزويلا 3 ملايين برميل يوميًا في 2002، انخفض باستمرار ليصل إلى نحو 2.3 مليون برميل يوميًا نهاية عام 2015.

ومع تدهور الوضع الاقتصادي ثم العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، على فنزويلا -قبل تخفيفها من الرئيس جو بايدن في 2023- ثم انتشار فيروس كورونا، انهار الإنتاج ليصل إلى أقلّ من 400 ألف برميل يوميًا منتصف 2020، إلّا أنه انتعش بعد ذلك، ليتراوح بين 600 ألفًا و700 ألف برميل يوميًا -في الغالب- منذ أواخر 2021 حتى 2023.

ومع انخفاض الإنتاج، عانت فنزويلا -أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة أوبك- من أزمات اقتصادية طاحنة، لتصبح من أصغر اقتصادات أميركا الجنوبية، رغم ثرواتها النفطية الضخمة.

اكتشاف النفط في فنزويلا

باتت فنزويلا -التي يبلغ عدد سكانها 32.3 مليون نسمة- دولة منتجة للنفط منذ عام 1914، مع حفر أول بئر تجارية للخام في حقل مين غراندي على الشواطئ الشرقية لبحيرة ماراكايبو.

وجاء ذلك رغم معرفة البلاد للنفط قبل مئات السنين، حتى قبل اكتشاف الأميركتين عام 1492، إذ كان السكان الأصليون (الهنود الحمر) على علم بوجود النفط الذي كان يظهر على سطح الأرض بشكل ينابيع أو سبخات.

واستعمل الهنود النفط للأغراض الطبية والإنارة، من خلال امتصاصه من التسربات بواسطة الأغطية السميكة (البطانيات) ثم عصرها، كما عثر الهنود على الأسفلت، واستعملوه لسدّ الفجوات في قواربهم، حسبما نقلت وحدة أبحاث الطاقة عن تقرير لجامعة ستانفورد الأميركية.

وفي عام 1499، تعلّم الغزاة الإسبان من الهنود استعمال النفط في الأغراض نفسها، حتى أُرسلت أول شحنة موثقة من النفط إلى إسبانيا عام 1539، بطلب من ملكة إسبانيا في ذلك الوقت (جوانا)، بهدف استعماله في علاج مرض النقرس، الذي أصاب الإمبراطور كارلوس الخامس.

وبعد استقلال فنزويلا عام 1811، أصدر سيمون بوليفار، رئيس كولومبيا العظمى، مرسومًا لتأميم المناجم بجميع أنواعها، وكانت البلاد على موعد مع تأسيس أول شركة نفط وطنية عام 1878، قبل البدء في حفر الآبار بعد عامين (1880).

وفتح الجنرال خوان فيسنتي جوميز الباب أمام مستثمري النفط الأجانب، بعد تولّيه رئاسة فنزويلا عام 1908، وكانت الحرب العالمية الأولى عام 1914 دافعًا لدخول فنزويلا إلى سوق النفط العالمية.

وبحلول عام 1922، أصبحت فنزويلا موردًا مهمًا للنفط في العالم، مع اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة في بحيرة ماراكايبو، إذ انتعش إجمالي الإنتاج السنوي خلال عشرينيات القرن الماضي، مما يزيد قليلًا على مليون برميل، ليصل إلى 137 مليون برميل سنويًا، ما جعل البلاد في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في إجمالي الإنتاج بحلول عام 1929.

وأدت فنزويلا دورًا كبيرًا في تأسيس أوبك، لدرجة أن الوثائق التاريخية تشير إلى أن أول من جاء بالفكرة هو ألفونسو بيزيز في أربعينيات القرن الماضي، وانتهى الأمر بتأسيس المنظمة في سبتمبر/أيلول 1960 في بغداد، مع إيران والعراق والكويت والسعودية.

وكانت منصة "الطاقة" قد حققت سبقًا صحفيًا عندما نشرت تغطية لوثائق تشير إلى أن إعلان تأسيس أوبك حصل قبل التوقيع على إنشائها بأربعة أشهر، وذلك في مدينة تايلور في ولاية تكساس.

وفي 1 يناير/كانون الثاني 1976، وقّع كارلوس أندريس بيريز -رئيس فنزويلا آنذاك- قانونًا يحفظ للحكومة صناعة وتجارة الهيدروكربونات في فنزويلا، وفي اليوم نفسه، خرجت أكبر شركة وطنية للنفط في البلاد (بي دي في إس إيه) إلى النور، وأصبحت مشرفة على قطاع النفط منذ ذلك الحين.

احتياطيات النفط في فنزويلا

تمتلك فنزويلا ما يُقدَّر بنحو 303.5 مليار برميل من احتياطيات النفط المؤكدة بنهاية 2022، بعد أن بلغت ذروة عند 303.8 مليار برميل عام 2020، بحسب أحدث البيانات التي رصدتها بيانات أويل آند غاز حتى نهاية العام الماضي (2022)، ويمثّل ذلك ارتفاعًا ملحوظًا عن 19.5 مليار برميل المسجلة عام 1980.

ويعني ذلك أن فنزويلا هي الدولة صاحبة أكبر احتياطيات في أوبك، أو تُشكّل نحو 24.5% من إجمالي احتياطيات المنظمة البالغة 1.241 تريليون برميل، كما إن البلاد تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة عالميًا، وأعلى من احتياطيات السعودية البالغة 267.2 مليار برميل.

وكما ذُكر في البداية، فإن عددًا من الخبراء يعتقدون أن هناك مبالغة في احتياطيات فنزويلا، وأن تكاليف الإنتاج عالية، وأنه حتى لو كانت الاحتياطيات أقلّ من ذلك بكثير، فإن تطويرها يتطلب استثمارات أجنبية ضخمة.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكّدة في فنزويلا، خلال المدّة من عام 1980 حتى 2022:

احتياطيات النفط المؤكدة في فنزويلا

كما تُمثّل البلاد 17.6% من إجمالي احتياطيات العالم من النفط البالغة 1.757 تريليون برميل بنهاية 2022، حسبما نقلت وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات أويل آند غاز.

إنتاج النفط الفنزويلي

في دليل قوي على التأثير الكبير للأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة في قطاع النفط الفنزويلي، لم تُحسن الدولة استغلال احتياطياتها؛ إذ وصل إنتاج البلاد النفطي للذروة في عام 1970 -قبل تأميم الصناعة-، مسجلًا 3.75 مليون برميل يوميًا، وفق المراجعة الإحصائية السنوية لشركة بي بي البريطانية، التي أصبحت تصدر عن معهد الطاقة لأول مرة في 2023.

ولم يبلغ إنتاج النفط في فنزويلا هذا المستوى بعد -وإن اقترب منه في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي- رغم تضاعف الموارد النفطية عدّة مرات.

وألقت بعض العوامل بظلالها السلبية على إنتاج النفط في الدولة، مثل الافتقار للاستثمارات والاضطرابات السياسية طويلة الأمد، الأمر الذي أسفر عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة من جانب الولايات المتحدة.

ومنذ عام 2010، تراجع إنتاج النفط في فنزويلا إلى أقلّ من 3 ملايين برميل يوميًا، حتى وصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا عام 2017، بيد أن العقوبات الأميركية المفروضة على شركة النفط الوطنية "بتروليوس دي فنزويلا"، في ذاك العام، أضرّت الإنتاج بشكل بالغ في السنوات التالية.

وهبط إنتاج النفط في فنزويلا إلى 1.641 مليون برميل يوميًا في 2018، قبل أن يصل إلى ما يزيد قليلًا على مليون برميل يوميًا في العام التالي (2019)، وفق أرقام معهد الطاقة.

وفي يناير/كانون الثاني 2019، فرضت الولايات المتحدة مزيدًا من العقوبات، ما زاد من صعوبة قيام الشركات الأجنبية بأعمالها في فنزويلا، كما فرضت عقوبات أميركية أخرى في أشهر فبراير/شباط ومايو/أيّار ويونيو/حزيران لعام 2020، ما شكّل مزيدًا من القيود على الشركات الأجنبية.

وجاء وباء كورونا ليضع المزيد من الضغوط على الإنتاج النفطي، ويدفعه لأقلّ مستوى على الإطلاق عند 660 ألف برميل يوميًا عام 2020، ولكنه وصل إلى أقلّ من 400 ألف برميل يوميًا في بعض الأشهر، قبل أن يتعافى نسبيًا إلى 676 ألف برميل يوميًا في 2021، ثم إلى 731 ألفًا العام الماضي (2022).

ويرصد الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج النفط في فنزويلا منذ عام 1965 حتى 2022، بحسب بيانات معهد الطاقة، التي تشمل إنتاج النفط الخام والنفط الصخري والرمال النفطية والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي:

إنتاج النفط في فنزويلا

وتشير تقديرات منظمة أوبك لارتفاع إنتاج النفط الخام في كاراكاس إلى 683 ألف برميل يوميًا في 2022، مقارنة مع 554 ألف برميل يوميًا عام 2021، مع الوضع في الحسبان اختلاف منهجية الرصد عن بيانات معهد الطاقة، والتي لا تشمل النفط الخام فحسب، بل ترصد كذلك إنتاج النفط الصخري والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي والرمال النفطية.

وفي العام الجاري (2023)، اتخذ إنتاج فنزويلا من النفط الخام مسارًا صعوديًا، إذ ارتفع من 691 ألف برميل يوميًا في الشهر الأول من 2023، حتى بلغ أعلى مستوى لهذا العام عند 765 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز الماضي، قبل أن يهبط قليلًا إلى 733 ألفًا خلال سبتمبر/أيلول 2023، بحسب تقديرات أوبك.

تُجدر الإشارة إلى أن فنزويلا إلى جانب ليبيا وإيران معفاة من اتفاق تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج، بسبب العقوبات.

وتأتي هذه الزيادة في الإمدادات النفطية لفنزويلا منذ بداية 2021، بالتزامن مع تغيير الإدارة الأميركية، وتولّي الرئيس جو بايدن المنصب في يناير/كانون الثاني 2021، كما تعافى الإنتاج الفنزويلي نسبيًا بعد أن منحت الإدارة الأميركية استثناءً إلى شركة شيفرون أواخر العام الماضي (2022)، لاستئناف الإنتاج في فنزويلا ومن ثم التصدير.

وبعد استئناف شيفرون عملياتها في كاراكاس؛ فإن مشروعاتها المشتركة مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا" تنتج نحو 135 ألف برميل يوميًا، وتنوي الشركة الأميركية زيادة الإمدادات بمقدار 65 ألف برميل يوميًا بحلول 2024.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، خفّفت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة منذ 4 سنوات، عبر السماح بإجراء التعاملات المرتبطة بشراء الغاز والنفط الفنزويليين، لمدّة 6 أشهر قابلة للتمديد، بعد اتفاق بين الحكومة والمعارضة في البلاد على إجراء انتخابات رئاسية في 2024.

ورغم ذلك؛ فإنه من غير المتوقع أن يؤثر ذلك كثيرًا في أسواق النفط العالمية؛ كون قطاع النفط الفنزويلي لا يقدر على زيادة الإنتاج بأكثر من 200 ألف برميل يوميًا خلال العامين المقبلين، ويحتاج إلى عدة سنوات والمزيد من الاستثمارات قبل زيادة الإنتاج بكمية كبيرة.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج النفط الخام في فنزويلا على أساس شهري منذ عام 2019 حتى سبتمبر/أيلول 2023:

إنتاج النفط في فنزويلا

وفي المقابل، بلغ الطلب على النفط في دولة أميركا الجنوبية 268 ألف برميل يوميًا بنهاية عام 2022، مقارنة مع 226 ألف برميل يوميًا قبل عام واحد، وأقلّ من أعلى مستوى مسجل عند 835 ألفًا في عام 2013، حسب بيانات معهد الطاقة.

ويوضّح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استهلاك النفط في فنزويلا منذ عام 1965 حتى 2022:

استهلاك النفط في فنزويلا

صادرات النفط الفنزويلي

ظلت حالة التخبط، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، هي المتحكم الأول في إنتاج النفط داخل فنزويلا، وبالتبعية صادرات الخام والعوائد المحققة منها.

وبلغت صادرات فنزويلا من النفط الخام والمشتقات النفطية 614 ألف برميل يوميًا في 2022، بانخفاض عن 515 ألف برميل يوميًا في 2021، مقارنة بـ557 ألفًا عام 2020، وانخفاضًا من 1.82 مليون برميل يوميًا عام 2017، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على صادرات الخام لأول مرة.

ورغم ذلك، من المتوقع ارتفاع صادرات النفط الفنزويلي خلال 2023، بعد أن خففت الولايات المتحدة العقوبات النفطية من خلال السماح لبعض شركاء شركة "بتروليوس دي فنزويلا" باستئناف استلام الخام الفنزويلي، إلى جانب التخفيف الأبرز للعقوبات بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتاريخيًا، كانت الولايات المتحدة وجهة صادرات فنزويلا من النفط، لكن تراجعت عن هذه المكانة مع مقاطعة النظام الفنزويلي وفرض عقوبات ضد القطاع النفطي، لتكون أوروبا الوجهة الأكبر للخام الفنزويلي، إلى جانب بعض الدول الآسيوية مثل الهند والصين وماليزيا، إلا أن تخفيف العقوبات الأميركية بعد السماح لشركة شيفرون باستئناف الإنتاج والتصدير أسفر عن زيادة الصادرات الفنزويلية إلى أميركا بشكل كبير.

وبلغت صادرات النفط الفنزويلي إلى الصين 83.3 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2023، انخفاضًا من المستويات المرتفعة فوق 200 ألف إلى 300 ألف برميل يوميًا العام الماضي (2022) وأوائل 2023؛ إذ يبدو أن زيادة الصادرات إلى أميركا تُرجمت إلى انخفاض في الشحنات المتجهة إلى بكين.

الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، يستعرض صادرات النفط الفنزويلي حسب الدولة منذ بداية 2022 حتى سبتمبر/أيلول 2023:

صادرات فنزويلا من النفط حسب الدولة

وفي 2022، تراوحت الصادرات الشهرية للنفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة بين 3 آلاف و7 آلاف برميل يوميًا فقط، لكن بعد استثناء شركة شيفرون من العقوبات، قفزت الصادرات في بداية 2023 فوق 81 ألف برميل يوميًا، وواصلت مسارها الصعودي حتى بلغت 169 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2023، وفق بيانات شركة كبلر.

ويرصد الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، صادرات فنزويلا النفطية إلى الولايات المتحدة شهريًا منذ يناير/كانون الثاني 2022 حتى سبتمبر/أيلول 2023:

صادرات فنزويلا النفطية إلى أميركا

وتشير بيانات لوكالة رويترز إلى أن فنزويلا قد تلقت في عام 2022، ما يصل 7 مليارات دولار نقدًا من صادرات النفط، بعد خصومات الأسعار وتكاليف الشحن والرسوم وسداد الديون.

وبلغ إجمالي إيرادات صادرات فنزويلا 17.68 مليار دولار في 2022؛ منها 15.37 مليار دولار من تصدير النفط فقط، وفق تقرير أوبك السنوي.

وفي ظل اعتماد فنزويلا على إيرادات صادرات النفط بصورة كبيرة، فإن الاقتصاد يتضرر بشدة من ضعف إنتاج الخام وانخفاض الصادرات وعوائدها.

ومن المرجح أن ينمو اقتصاد فنزويلا بنحو 5% خلال 2023، مقابل 8% العام الماضي، مع توقعات زيادة صادرات النفط، جراء تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويقدّر انكماش اقتصاد فنزويلا بنحو 30% في عام 2020، ليكون العام السابع على التوالي الذي تشهد فيه البلاد تراجع ناتجها المحلي الإجمالي، مع الأخذ في الحسبان أن عام 2019 كان الأسوأ في العقد الأخير، إذ شهد الاقتصاد الفنزويلي انكماشًا بنسبة تصل لنحو 27.7%.

وبما أن فنزويلا تعتمد بشدّة على عوائد صادرات النفط، فإن انكماش اقتصادها في السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ عام 2014، جاء بالتزامن مع المسار الهبوطي في إنتاج النفط.

وخلال تلك المدّة -التي تخلّلها تضخم مفرط وأزمة اقتصادية بداية من 2017- انكمش الاقتصاد بنحو 75%، مما حوّل كاراكاس من أحد أكبر الاقتصادات في أميركا الجنوبية إلى واحد من أصغر اقتصاداتها.

وعلى مدى العقد الماضي، تقلَّص الناتج المحلي الإجمالي لفنزويلا إلى 93 مليار دولار بنهاية 2022 من 372 مليار دولار في عام 2012، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

ومع ذلك، تشير دراسة أجرتها مؤسسة بروكينغز وجامعة هارفارد، صادرة في منتصف عام 2019، إلى أن العقوبات الأميركية ليست المسؤولة عن تدهور الاقتصاد الفنزويلي عبر الزمن، مع توضيح أن التدهور في مستويات المعيشة حدث قبل مدة طويلة من فرض العقوبات الأميركية في عام 2017.

الغاز الطبيعي في فنزويلا

تمتلك فنزويلا ثاني أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي في الأميركتين بعد الولايات المتحدة؛ إذ بلغت 5.5 تريليون متر مكعب، بنهاية عام 2022، وفقًا لبيانات أويل آند غاز جورنال.

ويوضح الرسم البياني التالي، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات معهد الطاقة، احتياطيات الغاز الطبيعي في فنزويلا منذ عام 1980 حتى عام 2020، وتقديرات الاحتياطي لعامي 2021 و2022 من بيانات أويل آند غاز جورنال:

احتياطيات الغاز الطبيعي في فنزويلا

وارتفع إنتاج فنزويلا من الغاز الطبيعي إلى 29.2 مليار متر مكعب عام 2022، مقارنة مع 28.1 مليار متر مكعب العام السابق له (2021)، لكنه ما يزال أقلّ من ذروته البالغة 38.6 مليار متر مكعب عام 2017، مع الاضطرابات السياسية.

وتستعمل فنزويلا الكثير من الغاز الطبيعي في إعادة حقن حقول النفط لتعزيز إنتاج الخام، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويرصد الرسم البياني التالي إنتاج فنزويلا من الغاز الطبيعي بالمليار متر مكعب (أو 35.3 مليار قدم مكعبة) منذ عام 1970 حتى 2022، وفق بيانات معهد الطاقة:

إنتاج الغاز الطبيعي في فنزويلا

ويبلغ الطلب على الغاز الطبيعي في فنزويلا 29.2 مليار متر مكعب بنهاية 2022، ما يعني أنها تستهلك الغاز المنتج محليًا كافة، ولا تصدّره أو تستورده، بحسب بيانات معهد الطاقة.

وتاريخيًا، كان 90% من إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد مرتبطًا بالنفط -معظمه في شرق فنزويلا- مع انخفاض إنتاج النفط في السنوات القليلة الماضية، وتراجع إنتاج الغاز الطبيعي أيضًا.

ويرصد الرسم البياني التالي استهلاك الغاز الطبيعي في فنزويلا خلال المدة من 1965 حتى عام 2022، بناءً على أرقام معهد الطاقة، التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة:

استهلاك الغاز الطبيعي في فنزويلا

وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أدَّت عوامل أخرى، مثل التشغيل والصيانة وانخفاض استهلاك الغاز المحلي، إلى عدم زيادة الإنتاج.

وفي أوائل عام 2020، ألغت ترينيداد وتوباغو -وهي دولة تقع أمام الساحل الشمالي الشرقي لجمهورية فنزويلا- اتفاقية مع فنزويلا للتطوير المشترك لحقل الغاز الطبيعي "لوران-مناتي" على الحدود البحرية المشتركة بينهما؛ بسبب العقوبات الأميركية على شركة الطاقة الحكومية الفنزويلية (بي دي في إس إيه).

في المقابل، ترغب ترينيداد وتوباغو في تطوير حقل غاز دراغون بفنزويلا، باحتياطيات قدرها 4.2 تريليون قدم مكعبة (0.11 تريليون متر مكعب)، بعد الحصول على موافقة أميركية.

حقول النفط والغاز

يُعدّ حوض ماراكايبو هو الأكثر غزارة في إنتاج النفط الفنزويلي، كونه يحتوي على نصف الإنتاج من الخام في البلاد تقريبًا، بينما تحتوي منطقة حزام أورينوكو في فنزويلا على أكثر من 513 مليار برميل من النفط الخام.

وفي العموم، تنتج فنزويلا النفط من عدّة حقول، مثل كارابوبو وأياكوتشو وخونين وبوياكا.

وبالنسبة للغاز الطبيعي، فإن معظم إنتاجه يأتي من حقول النفط، لكن تعمل دولة أميركا الجنوبية على زيادة إنتاج الغاز غير المصاحب.

وأسفر التنقيب البحري عن العديد من الاكتشافات الناجحة للغاز الطبيعي، بما في ذلك اكتشاف شركة ريبسول وإيني لما يتراوح بين 6 و8 تريليونات قدم مكعبة (0.17 إلى 0.23 تريليون متر مكعب) من احتياطيات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج بمربع كاردون في خليج فنزويلا -وهو أحد أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في تاريخ البلاد-.

قطاع الكهرباء

بلغ توليد الكهرباء في فنزويلا 82.8 تيراواط/ساعة، عام 2022، انخفاضًا من 83.9 تيراواط/ساعة العام السابق له (2021)، لكنها أقلّ من ذروتها البالغة 132.6 تيراواط/ساعة عام 2013، بحسب بيانات معهد الطاقة، التي يرصدها الرسم التالي:

كمية الكهرباء المولدة في فنزويلا

ويرجع الانخفاض في التوليد إلى الاضطرابات الفنية التي تؤثّر سلبًا في كل من محطات توليد الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية، مع عدم قدرة الحكومة على إصلاح أو صيانة المرافق الحيوية لتوليد الكهرباء، وهو ما أسهم في انقطاعات عدّة للتيار الكهربائي.

وبحسب بيانات رسمية منشورة عام 2018، كانت الطاقة المائية تمثّل 62% من سعة توليد الكهرباء في فنزويلا، وتعتمد على سدّ غوري، في حين يشكّل الديزل والغاز الطبيعي النسبة المتبقية 38%.

ولم تطور البلاد الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، رغم امتلاكها موارد كبيرة، ما يجعلها أكثر عرضة لانقطاعات التيار الكهربائي مع تراجع توليد الطاقة الكهرومائية لظروف الجفاف.

وعانت فنزويلا من انقطاع التيار الكهربائي بداية من عام 2010، مرورًا بعام 2016، وتصاعدت الأزمة عام 2019، وكان لذلك عواقب إنسانية كبيرة عبر أنظمة الرعاية الصحية وإمدادات المياه والنقل العام، فضلًا عن تعطيل الصناعة والقطاع التجاري والتجزئة وإنتاج النفط.

ورغم الاضطرابات في الأعوام الماضية، تصل الكهرباء إلى 100% من سكان فنزويلا بنهاية عام 2021، وفق أحدث البيانات المتاحة على موقع البنك الدولي.

وعلى جانب آخر، ارتفعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في البلاد إلى 95.3 مليون طن في 2022، مقارنة مع 87.2 مليون طن في 2021، بحسب بيانات معهد الطاقة، التي يوضحها الرسم أدناه:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في فنزويلا

تنبيه.. هذا التقرير جرى تحديثه حتى 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق أحدث البيانات المتاحة.

أبرز الأرقام لدولة فنزويلا لعام 2022، وفق أحدث بيانات أوبك:

الدولة فنزويلا
عدد السكان 33.1 مليون نسمة
المساحة 916 ألف كيلومتر مربع
الناتج المحلي الإجمالي 93.11 مليار دولار
احتياطيات النفط الخام المؤكدة 303.46 مليار برميل
إنتاج النفط الخام 683 ألف برميل يوميًا
سعة التكرير 2.27 مليون برميل يوميًا
استهلاك النفط 272 ألف برميل يوميًا
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 95.3 مليون طن
صادرات النفط الخام 448 ألف برميل يوميًا
صادرات المنتجات النفطية 176 ألف برميل يوميًا
احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 5.5 تريليون متر مكعب
إنتاج الغاز الطبيعي 29.2 مليار متر مكعب
صادرات الغاز الطبيعي --

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق