تعدين البيتكوين.. شركة كندية تتعهد بزراعة الأشجار لتقليل البصمة الكربونية
داليا الهمشري
يستحوذ موضوع البصمة الكربونية لتعدين البيتكوين، على اهتمام الكثيرين، وفي هذا السياق أعلنت شركة "إسيليرت" الكندية للتقنيات المالية، تخطيطها لإطلاق صندوق تداول للبيتكوين عديم الكربون، من خلال زراعة الأشجار، لتعويض الأثر الضار للعملات المشفرة على تغير المناخ.
وتتعهد الشركة -التي تتخذ من كالغاري مقرًا لها- بزراعة 3 آلاف و450 شجرة مقابل كل مليون دولار كندي (788 ألفًا و200 دولار)، لاستثمارها في صندوق المؤشرات المتداولة لبيتكوين عديم الكربون.
وتتوقع أن يؤدي هذا إلى عزل نحو 1000 طن من ثاني أكسيد الكربون.
البصمة الكربونية لـ البيتكوين
مع الطفرة التي شهدتها عمليات تعدين البيتكوين في السنوات الأخيرة، زاد الحديث عن البصمة الكربونية لتعدين العملات المشفرة، خاصة أنها تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء.
وتتزايد مخاوف في العديد من دول العالم، في ظل المساعي العالمية لمواجهة التغيرات المناخية من تزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في ظل مساعي دول وشركات لتعدين البيتكوين، وهو ما قد يعرقل الجهود الرامية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وبلغ استهلاك البيتكوين السنوي للكهرباء عند 129 تيراواط/ساعة في مارس/آذار الماضي، ليتجاوز استهلاك دول مثل النرويج وبنغلاديش، بحسب دراسة صدرت -مؤخرًا- عن مركز تابع لجامعة كامبريدج.
تدقيق حول استخدام الكهرباء
وافقت كندا على صناديق التشفير المتداولة في البورصة، بينما رُفضتها الولايات المتحدة، حسب وكالة بلومبرغ.
وتأتي خطط "إسيليرت" لإطلاق صندوق تداول البيتكوين، في الوقت الذي تواجه فيه العملات المشفرة تدقيقًا متزايدًا حول استخدامها الكهرباء.
وأوضح بنك أميركا، في وقت سابق من هذا العام، أن استهلاك الكهرباء لتعدين البيتكوين في الولايات المتحدة سوف ينافس قريبًا استهلاك بعض أكبر البلدان في العالم.
ويعتمد البيتكوين على شبكة ضخمة من أجهزة الكمبيوتر المستقلة التي تتنافس على معالجة المعاملات، إذ يحصل الفائزون على عملات معدنية جديدة في عملية أصبحت تُعرف باسم التعدين.
الصين تستخدم معظم طاقة البيتكوين
يستخدم الصينيون معظم طاقة البيتكوين، تليهم جورجيا، والولايات المتحدة، وفقًا لتحليل أجرته وكالة بلومبرغ إنتليجنس.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في إسيليرت، جوليان كليموشكو: "نحن على دراية كبيرة بمفهوم (الغسل الأخضر)"، لافتًا إلى أن إسليرت فضلت خيارًا ملموسًا عبر زراعة الأشجار مقابل شراء ما يسمى ائتمانات الكربون، إذ لا ينتج الأخير الفوائد البيئية نفسها.
وأفادت شركة "نينبوينت"، في مايو/أيار، بأنها ستشارك مع شركة البرمجيات البيئية "كربون إكس" لشراء أرصدة الكربون لصندوق "بيتكوين" للمؤشرات المتداولة المحايدة الكربون ومقرها تورونتو، ودعم مشروعات الحفاظ على الغابات.
رد الفعل
تعمل شركة إسليرت مع معهد سربتو لتصنيف الكربون، وهي مجموعة صناعية تشكّلت -مؤخرًا- بعد رد الفعل العنيف على استخدام الطاقة في الاستثمارات الرقمية.
وكانت كندا أول مكان يحمل ملصق صندوق المؤشرات المتداولة لمنتج البيتكوين، وارتفع الطلب على الأموال مع زيادة سعر البيتكوين، الذي ارتفع أكثر من 60% هذا العام إلى نحو 47 ألفًا و300 دولار.
وجرى تداول على أكبر عملة مشفرة من ناحية القيمة السوقية عند نحو 3 آلاف و670 دولارًا في نهاية عام 2018.
ولاقت البيتكوين رواجًا واسعًا في معظم أنحاء العالم بعد أن تداولها كبار المستثمرين، وعلى رأسهم إيلون ماسك، الذي روّج لها في فبراير/شباط واستثمر فيها 1.5 مليار دولار.
وتلقت البيتكوين ضربة قاصمة -مؤخرًا- بعد تعليق إيلون ماسك قبول العملة المشفرة طريقة لدفع قيمة سيارات تيسلا، في إطار المخاوف المرتبطة بتغير المناخ.
كما فرضت الصين قيودًا جديدة على استخدامها للأسباب نفسها، فيما أعلنت شركة أرامكو، مطلع الشهر الجاري، رفضها بشكل حاسم مسألة الاستثمار في العملات المشفرة "البيتكوين"، خلال المدة المقبلة.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تحسم موقفها من الاستثمار في البيتكوين
- استهلاك الكهرباء في تعدين البيتكوين بين الدول والشركات (إنفوغرافيك)
- انبعاثات الكربون المصاحبة لتعدين البيتكوين تتوقف على مزيج الطاقة (تقرير)