رغم شكوك شركات الغاز في البرازيل بانتقال البلاد إلى المنافسة وكسر الاحتكار، فإن شركة النفط الحكومية "بتروبراس" أكدت التزامها بفتح سوق الغاز الطبيعي العام المقبل.
وبينما تستعد البلاد لسوق تنافسية، تشتري بتروبراس حاليًا نحو 14 مليون متر مكعب يوميًا (494 مليون قدم مكعبة يوميًا) من الغاز الطبيعي من منتجين آخرين، وهي كمية ستنخفض تدريجيًا وتنتقل من عقود خاصة بها إلى شركات أخرى، بحسب موقع " آرغوس ميديا".
كما ستتخلى الشركة عن 20 مليون متر مكعب يوميًا من قدرة النقل بانتهاء عقد إيجار محطة باهيا في نهاية هذا العام.
ومن المتوقع أن تخسر الشركة بعض عملائها الحاليين، وهذا يعني أنها ستتطلب قدرة نقل أقلّ، لكن بتروبراس لم تكشف عن حجم الخسارة.
وكانت الشركة قد وقّعت اتفاقية إنهاء احتكارها لتوزيع الغاز ونقله في يوليو/تموز عام 2019، والسماح للمنافسين والشركات الأخرى بالوصول إلى حقول الغاز الطبيعي، في خطوة لفتح أكبر سوق في أميركا اللاتينية.
قانون الغاز الجديد
بموجب قانون الغاز الجديد، تُحلل الهيئة التنظيمية للوكالة الوطنية للموانئ (إيه إن بي) مستوى التركيز في السوق لعام 2022، وستكون الهيئة قادرة على مطالبة بتروبراس بتخفيض حصتها في السوق بقدر أكبر إذا قررت عدم وجود منافسة كافية.
وأُقِرّ قانون الغاز الجديد في مارس/آذار الماضي، الذي من شأنه تغيير نموذج امتياز حقوق بناء خطوط أنابيب نقل جديدة.
وينصّ القانون على تقديم الشركات المهتمة ببناء خطوط أنابيب اقتراحات إلى الوكالة الوطنية للموانئ، التي ستقوم بدورها بتحليل المشروع وتقديمه إلى جلسة استماع علنية قبل اتخاذ أيّ قرار.
كما يمكن للشركات بناء شبكة خطوط أنابيب والسماح بالوصول إلى ناقلات الغاز مقابل رسوم نقل.
نتائج تراجع بتروبراس
قالت شركة "تاغ" لنقل الغاز الطبيعي -التي تمتلك أكبر شبكة خطوط أنابيب في البرازيل، والواقعة في المدن الساحلية الشمالية الشرقية-، إنها ستحصل على طاقة إضافية تبلغ 22 مليون متر مكعب يوميًا بدءًا من يناير/كانون الثاني، مع تراجع مشاركة بتروبراس في سوق الغاز.
وأشارت بتروبراس إلى قيامها بتحليل المعلومات التي أرسلتها شركة "تاغ" حول خططها الإنتاجية للعام المقبل، وتنتظر مراجعة الوكالة الوطنية للموانئ.
وبعد الانتهاء، ستُبيّن بتروبراس التعديلات المقابلة في احتياطي سعة المدخلات والمخرجات المشار إليها مسبقًا.
كما صرّحت شركة (إن تي إس) -التي تمتلك أكبر نظام خطوط أنابيب من حيث الكمية المنقولة يوميًا، ويربط أكبر المناطق الصناعية في البرازيل- بأنها أخبرت الوكالة الوطنية للموانئ بالكمية المتوقعة التي يمكن أن تكون متوفرة، لكن البيانات لا تزال قيد التحليل ولم تُنشَر بعد.
أمّا شركة (تي بي جي) التي تنقل الغاز البوليفي إلى البرازيل، فقد قالت، إن أيّ ناقل غاز سيصبح في مقدرته استخدام طاقة نقل تبلغ 24 مليون متر مكعب يوميًا خلال العام المقبل، بمجرد أن تحرر بتروبراس نحو 10 ملايين متر مكعب يوميًا من سعة شبكة (تي بي جي).
شكوك شركات الغاز
تواجه الأطراف المشاركة في سوق الغاز البرازيلية الجديدية العديد من الشكوك حول انتقال البلاد من الاحتكار إلى الأسواق التنافسية.
يأتي ذلك إلى جانب شكوك حول كيف سيتمكن المستثمرون الجدد من التعاقد على إمدادات الغاز التي يجب نقلها عبر أكثر من شبكة خطوط أنابيب واحدة، وكيفية حساب هذه التكاليف.
وفي الوقت الذي نقلت فيه شبكة نقل الغاز الإجمالية في البرازيل ما يصل إلى 100 مليون متر مربع يوميًا، يبقى إجمالي قدرتها المركّبة غير واضح.
سوق الغاز البرازيلية
بدأ افتتاح سوق الغاز عام 2019، عندما وافقت شركة بتروبراس على التخلص من قطاع خطوط الأنابيب، تليها المرافق المصاحبة، مثل محطات إعادة التحويل إلى محطات للغاز.
ومنذ ذلك الحين، خفّضت الشركة الحكومية حصتها في قطاع خطوط الأنابيب إلى نحو الثلث، وباعت حصصها في 3 من شركات النقل الـ5، وتسعى الآن إلى تأجير بعض مرافق المعالجة الخاصة بها.
وفي العام الماضي، ارتفعت نتائج شركة بتروبراس البرازيلية بنحو 11.9 خلال النصف الأول، على الرغم من تداعيات تفشّي فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا..
- قفزة كبيرة في أرباح بتروبراس البرازيلية مدفوعة بأسعار النفط
- بتروبراس تتخلى عن حصتها بأكبر موزع لمشتقات النفط في البرازيل