أسعار السيارات الكهربائية تنخفض في الصين وتواصل الارتفاع في أميركا وأوروبا
التراجع بلغ 47% منذ عام 2011
دينا قدري
شهدت أسعار السيارات الكهربائية في الصين انخفاضًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تستمر فيه الأسعار بالارتفاع في الأسواق الأميركية والأوروبية.
جاء ذلك في تقرير حديث أصدرته مؤسسة جاتو دايناميكس المتخصصة في تحليل أسواق السيارات.
ويتضمن تقرير "السيارات الكهربائية.. تحدي الأسعار" بيانات جاتو دايناميكس ورؤيتها الرائدة في الصناعة، مع استكشاف أسعار السيارات الكهربائية على مدار السنوات الـ10 الماضية، إلى جانب تأثير الحوافز الحكومية على النمو في هذه الأسواق، حسبما أفادت منصة رينيوبل إنرجي ماغازين.
أسعار متفاوتة
وجد التحليل الوارد في التقرير أنه لم يُبذل ما يكفي لإنتاج سيارات كهربائية ميسورة التكلفة في العديد من الأسواق، في حين أن الحكومات وصانعي السياسات قد تأثروا بلا شك بشكل متزايد بالقضايا البيئية والأجندة الخضراء في السنوات الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن الصين نجحت في إنتاج سيارات كهربائية ميسورة التكلفة، إذ انخفضت الأسعار بشكل ملحوظ بمقدار النصف تقريبًا (47%) منذ عام 2011.
وفي المقابل، أشار التقرير إلى أن أسعار السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة وأوروبا استمرت في الارتفاع، خلال المدة الزمنية نفسها، بنسبة 38% و28% على التوالي.
نجاح الصين
أوضح التقرير أن نجاح الصين في إنتاج السيارات الكهربائية ميسورة التكلفة يعود إلى عدد من العوامل، بما في ذلك قرار حكومتها بالاستثمار بكثافة في السوق المحلية بدءًا من عام 2009.
واليوم، يُمكن للمستهلكين في الصين شراء سيارة كهربائية جديدة تمامًا مقابل ما لا يزيد على 3 آلاف و700 يورو (4 آلاف و328 دولارًا أميركيًا).
وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس فولكس فاغن الاستشاري للاستدامة، يي تشي: "حققت الصين نجاحًا هائلًا في سباق ريادة السيارات الكهربائية، من خلال نمو نطاقات طرازها وتطويرها بوتيرة مذهلة، وهي نتيجة إيجابية لتوافر عدد من العوامل في وقت واحد".
وتابع: "أسهمت الحاجة الملحة لمكافحة مشكلة تلوث الهواء في البلاد، وتأثير القيادة الحكيمة وريادة الأعمال، والإعانات المالية الكبيرة في البلاد، في معدلات اعتماد السيارات الكهربائية المثيرة للإعجاب التي شُوهدت في السنوات الأخيرة".
وأكد أنه من المرجح أن تبدأ الدول الغربية دفع اعتماد السيارات الكهربائية، بالتصميم نفسه الذي بذلته الصين منذ عام 2013، في ظل تفاقم أزمة المناخ.
أسعار أميركا وأوروبا
في تناقض صارخ، يستمر متوسط سعر التجزئة لسيارة كهربائية في الولايات المتحدة في الارتفاع بشكل أسرع من أي سوق عالمية رئيسة أخرى، ويبلغ الآن 36 ألفا و200 يورو (42 ألفًا و349 دولارًا)، ارتفاعًا من 26 ألفًا و200 يورو (30 ألفًا و650 دولارًا) في عام 2011.
إلا أن متوسط أسعار التجزئة اليوم هو الأعلى في أوروبا. ففي مايو/أيار 2021، كانت السيارات الكهربائية أغلى بنسبة 52% من السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي في بريطانيا، و54% أغلى في هولندا.
وفي ألمانيا، يبلغ متوسط سعر التجزئة للسيارة الكهربائية 39 ألفًا و755 يورو (46 ألفًا و507 دولارات)، مقارنةً بـ36 ألفًا و979 يورو (43 ألفًا و260 دولارًا) للسيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي.
والنرويج هي الاستثناء الوحيد، إذ يبلغ متوسط سعر التجزئة للسيارات الكهربائية 44 ألفًا و500 يورو (52 ألفًا و58 دولارًا)، مقارنةً بـ53 ألف يورو (62 ألفًا ودولارين) للسيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي.
دور الحوافز
حتى الآن، كانت الحوافز التي تقودها الحكومة عاملاً حيويًا في دعم صناعة السيارات، لتعويض فجوة الأسعار بين السيارات التقليدية ونظيرتها الكهربائية.
والتزام الصين بتطوير سيارات كهربائية ميسورة التكلفة عزّز السوق، لدرجة أن الحكومة بصدد التخلص التدريجي من الحوافز، في حين تواصل الشركات المصنعة للمعدات الأصلية في أوروبا والولايات المتحدة الاعتماد على مثل هذه المخططات لزيادة مبيعاتها.
وفي الولايات المتحدة، أسهمت الإعفاءات الضريبية في تسريع نمو سوق السيارات الكهربائية، ولم تساعد المشترين ذوي الدخل المنخفض على شراء السيارات الكهربائية، في ظل عدم تطوير مصنّعي المعدات الأصلية عروضًا بأسعار معقولة.
من جانبها، طوّرت الحكومات الأوروبية مجموعة من خطط التحفيز، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية، مع إعطاء الأولوية للعمل البيئي في السنوات الأخيرة.
وإذا لم تجد الشركات المصنعة للمعدات الأصلية في أوروبا والولايات المتحدة طرقًا لتقديم المزيد من السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، فإنها تخاطر بفقدان ميزة السوق المحلية لصالح المنافسين الصينيين.
اقرأ أيضًا..
- أزمة الرقائق الإلكترونية.. شركات صناعة السيارات تخفض الإنتاج في أميركا الشمالية
- قرارات بايدن ترفع الحصة السوقية للسيارات الكهربائية في أميركا
- مسؤول أسترالي: فرض رسوم على مستخدمي السيارات الكهربائية "جنون"