قطاع التعدين في زامبيا يستبشر بفوز رئيس جديد للبلاد
في بلد يشكّل النحاس أكثر من 70% من عائدات صادراته
محمد فرج
استبشر عدد من العاملين والخبراء في مجال التعدين بزامبيا بتعيين هاكيندي هيشيليما رئيسًا للبلاد، عقب تحقيقه انتصارًا ساحقًا على الرئيس الحالي إدغار لونغو، في الانتخابات الأخيرة.
وفاز هيشيليما على لونغو بقرابة مليون صوت، ما يعادل 60% تقريبًا.
ومثّل هذا الفوز مفاجأة سارّة، وبثّ الأمل بإنعاش قطاع التعدين في زامبيا مرة أخرى، حسبما ذكر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.
وتعاني زامبيا من تدهور ملحوظ في مناخ الاستثمار التعديني طوال مدة تولّي إدغار لونغو رئاسة البلاد.
وقد يؤدي الفوز المفاجئ لزعيم المعارضة الزامبي هاكيندي هيشيليما في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الأسبوع الجاري إلى بداية جديدة في علاقة البلاد بقطاع التعدين.
علاقات متوترة بين العمّال والحكومة
قال الرئيس التنفيذي لشركة أفريقيا باركت الاستشارية -التي تركز على أفريقيا-، ماركوس كوراج، إن زامبيا تعدّ ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا، ويمثّل المعدن أكثر من 70% من عائدات التصدير في البلاد، ولكن طوال رئاسة لونغو الدولة شهد قطاع التعدين تدهورًا كبيرًا؛ ما أضرّ بالعلاقات بين عمّال المناجم والحكومة بعد ذلك.
وأضاف: "مستويات الاستثمار انخفضت بشكل كبير، وتراجع إنتاج النحاس، و تقلصت الإيرادات، على الرغم من انتعاش أسعار النحاس العالمية".
وأوضح أن تعهّد هيشيليما بتوفير فرص عمل واستعادة اقتصاد زامبيا يعتمد الآن على قدرته في استعادة الثقة بين المستثمرين واستئناف استثمارات التعدين المتوقفة مرة أخرى.
وتابع: "إذا تمكّن هيشيليما من الحصول على هذا الأمر بطريقة صحيحة، سوف تكون شركة كوبيبيلت الزامبية قادرة على المنافسة واستعادة نشاط التعدين العالمي مرة أخرى، مما يوفر فرص عمل ويحقق إيرادات كبيرة".
تصحيح مسار التعدين
قال المحلل الأفريقي في شركة فيريسك مابليكروفت، أليكس مونتانا: "إن قطاع التعدين رحّب بفوز هيشيليما خاصة مع وعوده باتخاذ مسارات تصحيحية بقطاع التعدين، وإعلانه عن خطة تساعد عمّال المناجم على تجنّب المخاطر".
وأضاف أنه طوال رئاسة لونغو كانت هناك نزاعات متكررة دائمة مع شركات التعدين الأجنبية، بما في ذلك شركة التعدين الكندية فيرست كوانتوم، وشركة فيدانتا ريسورسز المنتجة للسلع الأساسية في بريطانيا، وشركة جلينكور العالمية للموارد الطبيعية المتنوعة.
تابع مونتانا: "جميع تصريحات لونغو السابقة بشأن إجراء تعديلات وإصلاحات بقطاع التعدين لم تُنفَّذ، وتسببت في غضب الكثيرين، وأدّت إلى تقويض العلاقات بين الحكومة والمستثمرين الأجانب".
وأوضح مونتانا أن هذا يعني أن صناعة التعدين تحملت العبء الأكبر من الصعوبات المالية في البلاد، لاسيما وأن لونغو استهدف العديد من شركات التعدين الأجنبية لضخ السيولة النقدية بسرعة.
صفقة مع صندوق النقد الدولي
مع وجود ديون خارجية بقيمة 12 مليار دولار تلوح في الأفق على الاقتصاد الزامبي، قال مونتانا، إن إبرام صفقة مع صندوق النقد الدولي أصبح "مرجحًا" بعد فوز هيشيليما.
وأكد أن لونغو كان مترددًا في الالتزام بالإصلاحات المالية لصندوق النقد الدولي، لأن الاستثمار في مشروعات البنية التحتية الشعبوية -حسب تقديراته- سيضمن إعادة انتخابه.
من هو هيشيليما؟
هيشيليما، البالغ من العمر 59 عامًا، وصف نفسه بأنه "راعي ماشية" عادي، كان يرعى ماشية أسرته في شبابه قبل أن يصبح أحد أغنى رجال زامبيا.
ويُعرف الرئيس المنتخب وزعيم الحزب المتحد للتنمية الوطنية على نطاق واسع باسم "إتش إتش". وُلد في بيئة متواضعة قبل أن يتمكن من الحصول على منحة دراسية في جامعة زامبيا، وتخرّج لاحقًا بدرجة ماجستير في إدارة الأعمال في جامعة برمنغهام في بريطانيا.
واستمر في جني ثروة بمجالات التمويل والممتلكات وتربية المواشي والرعاية الصحية والسياحة، وكانت قدرة هيشيليما الكبيرة على التواصل مع الناخبين الشباب السبب الرئيس في نجاحه.
اقرأ أيضًا..
-
الظلام في أفريقيا.. أزمات طاحنة وصعوبات اقتصادية وحلول بديلة
-
مقال - رهان الدول العربية والأفريقية المصدرة للنفط على التعدين