كندا تُعلق وصولها للحياد الكربوني على استثمارات الوقود الأحفوري
رغم تحذيرات محلية ودولية
هبة مصطفى
في الوقت الذي يشهد العالم فيه دعوات لمكافحة تغير المناخ، وتنطلق التقارير الدولية محذّرة من استمرار الوضع الراهن، دافعت كندا عن حقها في استمرار مشروعاتها الاستثمارية المعتمدة على الوقود الأحفوري.
وأرجع وزير البيئة وتغيّر المناخ الكندي جوناثان ويلكينسون، شراء الحكومة الكندية خط أنابيب "ترانس ماونتن" عام 2018، إلى أن عائداته الاستثمارية سوف تساعد بلاده في تمويل أهدافها المناخية.
ورغم دفاعه -خلال استضافته في برنامج "باور آند بوليتيكس" الإخباري على التليفزيون الكندي- عن شراء كندا لخط الأنابيب والتوسع في أعماله، فإنه أكد التزام الدولة بالوصول للحياد الكربوني بحلول 2050، والتخلص تدريجيًا من الوقود الأحفوري.
تحذيرات دولية من تغيّر المناخ
تزامنت تصريحات ويلكينسون مع إصدار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، التابعة للأمم المتحدة، تقريرها السادس، قبل يومين، أكدت فيه أن الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري يدفع المناخ نحو كارثة.
وأوضح التقرير أن العقد الماضي كان أكثر سخونة خلال 125 ألف سنة، مشيرًا إلى أن ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وصل الآن إلى ذروة مليوني عام.
ولفت العلماء، خلال التقرير، إلى أن التأثير البشري في النظام المناخي هو المحرّك الرئيس للعديد من التغييرات التي لُوحظت عبر الغلاف الجوي والمحيطات والجليد.
وذكر التقرير أن الأرض والمحيطات شهدت زيادة شبه ثابتة في انبعاثات الكربون، بنحو 56% سنويًا، جراء الأنشطة البشرية على مدار العقود الـ6 الماضية.
وتنبّأ التقرير بعواقب بيئية كارثية، إذا استمر البشر في حرق الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى.
تمويل الأهداف المناخية
أوضح ويلكنسون أن ما تقوم به الحكومة الكندية من استمرار دعمها للاستثمارات المعتمدة على الوقود الأحفوري يأتي ضمن عملية الانتقال، بهدف زيادة الإيرادات التي تمكن كندا من القيام بالوصول للحياد الكربوني، وتحقيق أهدافها المناخية طويلة الأجل.
وقال، إن كندا تحتاج لضمانات خلال عملية التحول نحو الحياد الكربوني، تتمثل في استغلال كامل مواردها بقيمتها الكاملة، للحصول على موارد مالية تساعدها في المضي نحو خفض الإنبعاثات.
وأضاف خلال لقائه التلفازي، أنه لتتخلص كندا تدريجيًا من الوقود الأحفوري، وتحقيق صافي الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ستحتاج عوائد مالية يوفرها الوقود الأحفوري.
ترانس ماونتن
كانت الحكومة الكندية قد اشترت خط الأنابيب "ترانس ماونتن" من شركة الطاقة العملاقة "كيندر مورغان" عام 2018، بقيمة 4.5 مليار دولار أميركي، بهدف زيادة النفط الخام من ألبرتا إلى ساحل كولومبيا ببريطانيا من 300 ألف برميل يوميًا إلى 890 ألف برميل يوميًا.
وتواجه المشروع مخاوف بيئية واقتصادية، وسط توقعات بضعف الطلب طويل الأجل على النفط.
محليًا، تواجه الحكومة انتقادات واسعة، إذ اتّفق الحزب الديمقراطي الجديد، وحزب الخضر الكندي، مع تقرير الأمم المتحدة الخاص بالمناخ، ووجّهوا انتقادات إلى الحكومة لإصرارها على شراء خط الأنابيب.
واتّهم رئيس حزب الخضر آنامي بول الحكومة الكندية بالابتعاد عن الشركاء الدوليين، وعن القيام بدورها لتحقيق الأهداف المناخية.
مظاهر تأثّر المناخ
كانت الهيئة التابعة للأمم المتحدة لتغيّر المناخ قد طرحت 3 خطوات رئيسة؛ لتفادي أسوأ العواقب المتوقعة لتغيّر المناخ، منها: خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل سريع، الوصول للحياد الكربوني بحلول 2050، اتخاذ قرارات صارمة من دول العالم.
أوضح التقرير أنه بمجرد توقّف الانبعاثات ستتوقف التدفئة، وتستقر درجات الحرارة في غضون عقدين من الزمن، ولكن بعض الآثار سيظل انعكاسها لعدّة قرون، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر.
اقرأ أيضًا..
- تغيّر المناخ يطلق صافرة إنذار شديدة للإنسانية (إنفوغرافيك)
- تغير المناخ.. 42% من الدول تتخلف عن تقديم مستهدفاتها الجديدة
- رغم أهداف الحياد الكربوني.. الطلب على الوقود الأحفوري آخذ في الارتفاع (تقرير)
- القادم أصعب.. تقرير مناخي يكشف سيناريوهات صادمة لمواجهة أزمة الاحتباس الحراري