رغم أهداف الحياد الكربوني.. الطلب على الوقود الأحفوري آخذ في الارتفاع (تقرير)
أحمد شوقي
تزايدت الدعوات نحو استغلال التعافي من وباء كورونا في التحوّل لمستقبل أكثر اخضرارًا، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكن من الواضح أن الصورة في الواقع ليست كذلك.
وارتفع الطلب على الوقود الأحفوري هذا العام، رغم السياسات الرامية لخفض الانبعاثات ومواجهة أزمة تغيّر المناخ في العديد من الدول، بحسب تقرير نشرته مجلة ذا إيكونوميست.
وما يفسّر تزايد الطلب على الوقود الأحفوري، توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن نمو الطلب العالمي على الكهرباء بنحو 5% هذا العام، ثم بنسبة 4% العام المقبل.
ومن المحتمل أن تُشكّل الكهرباء المنتجة عبر استخدام مصادر الوقود الأحفوري 45% من الطلب الإضافي هذا العام، و40% العام المقبل، بحسب وكالة الطاقة.
وعلى النقيض من ذلك، شكّل الوقود الأحفوري نحو ربع الكهرباء الجديدة المولدة عام 2019.
الطلب على الغاز
أسهم تعافي الاقتصاد الأميركي بزيادة الطلب على الغاز الطبيعي من قبل الشركات الصناعية.
وفي آسيا وأوروبا، أدّى موسم الصيف الحارّ إلى زيادة الطلب على واردات الغاز الطبيعي المسال، وما يؤكد ذلك أن مخزونات الغاز في أوروبا أقلّ من متوسط الـ5 سنوات الماضية، بحسب بنك سيتي غروب.
بينما ارتفع معدل تخزين الغاز في أوروبا نهاية يوليو/تموز الماضي إلى 56.9% مقابل 48% في أول الشهر، مع الاستعداد لفصل الشتاء.
زيادة استهلاك الفحم
تزايد الطلب على الفحم كذلك، ما رفع الأسعار بنحو 3 أمثال هذا العام حتى الآن، وسط توقعات أن يصل الاستهلاك العالمي للفحم هذا العام إلى مستوى قياسي، بحسب وكالة الطاقة.
كما ارتفع الطلب على الكهرباء في الصين -والتي تعتمد بشدة على الوقود الأحفوري- إلى مستوى قياسي في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وترى المحللة في وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، أناستاسيا دياليناس، أن أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة قد تشجع محطات الكهرباء على تفضيل استخدام الفحم عن الغاز في مولدات الكهرباء، وفقًا للتقرير.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع حصة الفحم من إنتاج الكهرباء محليًا إلى 26% هذا العام، مقارنة مع 22% العام الماضي.
وفضلًا عن ذلك، تُقدّم صناعة الصلب، التي تستخدم الكثير من الفحم، دفعة أخرى للطلب على الوقود الأسود؛ إذ يتوقع المصرف الألماني، كوميرزبنك، ارتفاع الإنتاج العالمي من الصلب إلى مستوى قياسي هذا العام، بحسب التقرير.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، حظرت الصين واردات الفحم من أستراليا، ومع قلّة البدائل، شهدت أسعار الفحم ارتفاعًا قويًا، لكن من المحتمل أن تهدأ الأسعار بمرور الوقت، ففي مايو/أيّار الماضي، أمرت الصين المقاطعات بالحدّ من استخدام الكهرباء، ما سيقلل من الطلب على الوقود، بحسب التقرير.
ومن المرجح أن تؤدي الإمدادات المتوقعة لإنتاج الغاز الأميركي إلى إعادة ملء وحدات التخزين في جميع أنحاء العالم، كما يرى التقرير.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ارتفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بنحو 42% خلال النصف الأول من العام الجاري.
فشل التخلص من الوقود الأحفوري
بعيدًا عن الأسعار، فإن استخدام الوقود الأحفوري آخذ في الزيادة، وفقًا للتقرير.
وتاريخيًا، فإن الآمال في أن يخفض العالم من استخدامه للطاقة بشكل دائم بعد الأزمة المالية العالمية في المدة من عام 2007 وحتى 2009 لم تأت بأيّة نتائج.
وفي يوليو/تموز الماضي، فشل اجتماع لوزراء البيئة في مجموعة دول العشرين (G20) في التوصل لاتفاق يُنهي دعم الوقود الأحفوري والتخلص التدريجي من استخدام الفحم.
وأوضح تقرير لشبكة (رين21) المعنية بسياسات الطاقة النظيفة -في يونيو/حزيران الماضي- أن حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة لم تشهد أيّ تغيير تقريبًا على مدى 10 سنوات، بالرغم من إجراءات مواجهة تغيّر المناخ.
وبحسب التقرير، فإن استخدام الوقود الأحفوري بالنسبة لإجمالي مصادر الطاقة العالمية بلغ 80.2% عام 2019 مقارنة مع 80.3% عام 2009.
اقرأ أيضًا..
- رغم الضغوط.. الطلب على فحم الكوك الأميركي مستمر في النمو حتى 2022
- قطاع الطاقة خلال 2020 الأسوأ في 7 عقود.. لماذا؟
- 5 توقعات بشأن الطلب العالمي على الكهرباء خلال عامين (تقرير)