رئيس شل منتقدًا سياسة بريطانيا: حظر النفط والغاز لن يحل أزمة المناخ
مع ارتفاع أرباح الشركة إلى أعلى مستوياتها منذ عامين
دينا قدري
أكد الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، أن الحظر "الرمزي" على التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما لن يساعد بريطانيا في معالجة تغير المناخ.
وقال فان بيردن إنه سمع الدعوات إلى وقف التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، لكنه شدد على أن الإنتاج المحلي سيكون أقل ضررًا من الواردات.
الإنتاج أفضل من الاستيراد
قال فان بيردن للصحفيين: "ما دام أن المملكة المتحدة لا تزال بحاجة إلى النفط والغاز في استهلاكها، فمن الأفضل لمجتمعها إنتاجه على أراضيها.. إنه أفضل للمناخ وأفضل لميزان المدفوعات".
وتابع: "من الواضح أن استيراد النفط والغاز -الذي سيكون البديل- من جميع أنحاء العالم لن يخدم المناخ على الإطلاق.. أعلم أن هذا ليس رمزيًا ما يود الناس سماعه، لكن الرمزية لن تساعدنا في تغير المناخ".
مشروع بحر الشمال
تواجه شركة شل تصاعد المعارضة ضد التطوير المقترح لحقل كامبو النفطي في بحر الشمال، مع احتجاج عند مبنى حكومة المملكة المتحدة في إدنبره الأسبوع الماضي.
وتمتلك شل حصة 30% من مشروع حقل كامبو النفطي في بحر الشمال، الذي تديره شركة سيكار بوينت إنرجي، حسبما أفادت منصة إنرجي فويس المعنية بشؤون الطاقة.
وطالبت مجموعات المعارضة بأن ترفض الحكومة طلب سيكار بوينت وشل للمضي قدمًا في حقل كامبو، الذي سيُنتج أكثر من 150 مليون برميل من المكافئ النفطي في مرحلته الأولى.
كما دعا نشطاء البيئة إلى حظر الاستكشاف في الجرف القاري في المملكة المتحدة.
نظام تفتيش
في النهاية، قررت الحكومة إنشاء نظام نقاط تفتيش لضمان ألا يعرّض الاستكشاف المستقبلي أهداف تغير المناخ في المملكة المتحدة إلى الخطر.
وستخضع جولات الترخيص لمزيد من التدقيق، في ظل نظام الضوابط والتوازنات الذي لا يزال قيد الإعداد.
وأُجريت عمليات الحفر الاستكشافية والتقييمية في كامبو منذ سنوات. على هذا النحو، لن يُفحص المشروع بموجب نظام نقاط التفتيش، الذي سيقيّم فقط عمليات الاستكشاف المستقبلية.
ارتفاع أرباح شل
أعلنت شركة شل ارتفاع أرباحها في الربع الثاني من عام 2021 إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، مستفيدة من ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز.
وعزّزت الشركة توزيعات أرباحها، وأطلقت برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة ملياري دولار، يوم الخميس، تعتزم استكماله هذا العام.
وأشارت إلى أنها ستبقي على إنفاقها الرأسمالي لعام 2021 عند أقل من 22 مليار دولار.
وقال فان بيردن إن أي زيادات مستقبلية ستوجه في الغالب نحو الأعمال منخفضة الكربون وتجارة التجزئة.
أعلى مستويات
ارتفعت الأرباح المعدّلة إلى 5.53 مليار دولار أميركي -وهي أعلى نسبة منذ الربع الأخير من 2018- متجاوزة متوسط توقعات المحللين التي قدمتها الشركة لتحقيق ربح قدره 5.07 مليار دولار.
ويُقارن ذلك بأرباح بلغت 638 مليون دولار في العام السابق، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
ورفعت شل أرباحها للربع الثاني على التوالي بنسبة 38% إلى 24 سنتًا، بعد عام من خفض توزيعات أرباحها للمرة الأولى منذ الأربعينات، استجابةً إلى انهيار الطلب على الطاقة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وارتفع التدفق النقدي الحر -مقياس لأداء الشركة بعد التخفيضات الكبيرة في التكاليف العام الماضي- في الربع الثاني إلى 9.7 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الربع الأول من عام 2020.
أزمة خفض الانبعاثات
توفّر النتائج القوية الراحة لشركة شل -التي تواجه ضغوطًا متزايدة بشأن إستراتيجيتها للتصدي لتغير المناخ- بعد أن أمرت محكمة هولندية في مايو/أيار الشركة بتسريع أهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير.
وقالت شل إنها ستستأنف حكم المحكمة، لكنها تهدف في الوقت نفسه إلى تسريع خطتها لخفض الانبعاثات، بعد إصلاح إستراتيجية أُعلن عنها العام الماضي لبناء شركة كبيرة منخفضة الكربون.
اقرأ أيضًا..
- استثناء مشروع النفط في بحر الشمال من تقييم التأثير المناخي
- سابقة فريدة.. محكمة هولندية تلزم شل بتسريع وتيرة خفض انبعاثاتها
- شل تستأنف على قرار إلزامها بتسريع خفض الانبعاثات الكربوني