%30 تراجعًا باستثمارات النفط والغاز في نيجيريا
توقعات بتحسّن الأوضاع الأشهر المقبلة
محمد فرج
تقلّص الاستثمار في صناعة النفط والغاز في نيجيريا بنسبة تصل إلى 30%؛ بسبب التحديات العالمية، وتفشّي وباء كورونا، وسط توقعات بتحسّن الأوضاع خلال الأشهر المقبلة.
وقال المدير الإداري لشركة النفط الوطنية النيجيرية "إن إن بي سي"، ميلي كياري، إنه على الرغم من تضاؤل الموارد المالية لاستثمارات الوقود الأحفوري بسبب تحوّل الطاقة، فإن نيجيريا والاقتصادات النامية الأخرى تعتمد على الموارد الهيدروكربونية لتشغيل اقتصاداتها في العقود المقبلة.
وأضاف كياري خلال مشاركته في الافتتاح الرسمي لمؤتمر نيجيريا للنفط والغاز 2021 في أبوجا، أن المشغّلين في القطاع يركّزون على النفط، وعلى الرغم من عدم رؤية تأثير انخفاض الاستثمار في الوقت الحالي، فإنه سيتجلّى في السنوات القليلة المقبلة، حسبما ذكرت صحيفة فانغارد المحلية.
الوقود الأحفوري مستمر
تابع كياري: "نعمل على تحقيق التوازن الصحيح والانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، وهناك خطأ شائع مفاده أنه في عام 2050 سيختفي الوقود الأحفوري، وسنتعامل مع مصادر الطاقة المتجددة، وهذا ليس صحيحًا، إنه بعيد جدًا عن الحقيقة".
وقال، إن نيجيريا -بصفتها دولة نامية- تعتمد على موارد الطاقة، و"الجميع يعلم أنه بعد عام 2050 سيكون النفط مهمًا بالنسبة لها".
وذكر أن نيجيريا تعاني -حاليًا- من عجز في البنية التحتية والطاقة والعديد من الأشياء الأخرى، و"لكن هناك الكثير من الخطط والأعمال التي يجري تنفيذها، ومازالت هناك شكوك حتى الآن بشأن استخدام السيارات الكهربائية من حيث قدرتها على تحقيق الحياد الكربوني".
مصارف ترفض تمويل النفط والغاز
أكد كياري أن نيجيريا سوف تتعامل مع جميع المتغيرات خلال المدة المقبلة، لا سيما أن الاتجاهات والأولويات تغيّرت، سواء للشركات الاستثمارية أو المؤسسات التمويلية، وبعض المصارف توقّفت عن قروض مشروعات الوقود الأحفوري.
وتابع: "كان الحصول على قروض لتمويل مشروعات الوقود الأحفوري من أسهل الأشياء التي تحدث في الماضي، على عكس الوضع حاليًا، أصبح الموضوع صعبًا للغاية".
وقال المدير الإداري لشركة النفط الوطنية، إنه على الرغم من سياسة تحويل الطاقة، لا يزال الطلب على النفط الخام موجودًا.
تحديات الصناعة في نيجيريا
أضاف كياري أن كل التوقعات والمؤشرات تؤكد أنه حتى بحلول عام 2050، لا يزال لدى نيجيريا طلب على النفط يبلغ قرابة 100 مليون برميل سنويًا.
وتابع: "الطلب حاليًا بين 95 و96 مليون برميل سنويًا، ولكن إذا كنا لا نزال عند 100 مليون برميل بحلول عام 2050، فهذا يعني أن النمو ضئيل جداً؛ لذلك فإن الموقف الذي نتخذه هو إنتاج النفط السريع، والنفط السريع يعني أنه يتعيّن علينا مراقبة كل الموارد المتاحة اليوم؛ لذلك سننشئ الموارد التي ستوفر مستقبلاً جيدًا لبلدنا وأعمالنا".
ومع ذلك، قالت الحكومة النيجيرية، إنها تدرك التحديات التي تواجه الصناعة في نيجيريا، وتعمل على جعل بيئة الأعمال أفضل للمشغّلين.
لا زيادة في أسعار الوقود
أكد كياري في تصريحات منذ أيام، أنه بصدد إنهاء أزمة الطوابير أمام محطات الوقود، التي عادت إلى الظهور في العاصمة أبوجا.
وقال، إن سبب عودة طوابير الوقود يرجع إلى وجود احتجاجات من قِبل سائقي ناقلات الوقود ضد أصحاب العمل، وكذلك أزمة رابطة مالكي النقل البري، بشأن حزمة التعويضات الخاصة بهم.
وفيما يتعلق بزيادة أسعار الوقود، قال كياري، إن الدعم "مسألة تتعلق بالسياسة والإجراءات التي تتخذها الحكومة، ولن تُزادَ أسعار المشتقات النفطية حاليًا، والحكومة لا تزال تدرس تطبيق أفضل طريقة لرفع الدعم عن البنزين في البلاد".
لقراءة المزيد..