رغم طفرة الطاقة المتجددة.. العالم بعيد عن مسار الحياد الكربوني (تقرير)
السعة المركبة نمت 238 غيغاواط خلال 2020
أحمد شوقي
شهدت مصادر الطاقة المتجددة زيادة غير مسبوقة العام الماضي، رغم تراجع استهلاك الطاقة بشكل عام، ومع ذلك لا يزال العالم بعيدًا عن مسار تحقيق الأهداف المناخية.
وبحسب تقرير المراجعة السنوية -الصادر مؤخرًا عن شركة بي بي البريطانية- فإن تراجع الانبعاثات الكربونية وزيادة سعة الطاقة المتجددة في 2020 لم يعكسا بعد تحوّلًا حاسمًا نحو تحقيق الأهداف المناخية.
قفزة الطاقة المتجددة
بحسب المراجعة الإحصائية لشركة بي بي، ارتفعت السعة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية بمقدار 238 غيغاواط العام الماضي، لتكون هذه الزيادة أكبر بنحو 50% من أي وقت مضى في التاريخ.
وجاءت هذه الزيادة على الرغم من كون العالم يشهد اضطرابات قوية جراء تفشي الوباء، ورغم أكبر وتيرة انكماش اقتصادي في وقت السلم.
وبشكل منفرد، توسّعت قدرة الطاقة الشمسية بمقدار 127 غيغاواط، بينما نمت طاقة الرياح بنحو 111 غيغاواط العام الماضي، أي ضعف أعلى زيادة سنوية سابقة لهما، بحسب التقرير.
وكانت الصين أكبر مساهم منفرد في زيادة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع حقيقة أنها شكّلت ما يقرب من نصف الزيادة العالمية عام 2020.
وتضاعفت السعة المركبة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بين عامي 2015 و2020، إذ زادت بنحو 800 غيغاواط، وهو ما يعادل متوسط زيادة سنوية قدرها 18%.
توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة
على الرغم من الانخفاض بنحو 0.9% في إجمالي توليد الكهرباء، سجّل التوليد من مصادر الطاقة المتجددة باستثناء الطاقة الكهرومائية، أكبر زيادة على الإطلاق بلغت 358 تيراواط/ساعة العام الماضي، طبقًا للتقرير.
كما زادت حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء من 10.3%، لتصل إلى 11.7% العام الماضي، وفقًا للتقرير.
وجاء النمو في مصادر الطاقة المتجددة العام الماضي إلى حد كبير على حساب توليد الكهرباء بالفحم، الذي انخفض بنحو 4.4%، وهو واحد من أكبر الانخفاضات السنوية في تاريخ الفحم.
الانبعاثات الكربونية
تراجع استهلاك الطاقة عالميًا بنسبة 4.5% عام 2020، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ عام 1945، وكان مدفوعًا بشكل أساسي بتراجع الطلب على النفط، مع تباطؤ النشاط الاقتصادي جراء عمليات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا.
وانخفض استهلاك النفط العام المنقضي بمعدل قياسي بلغ 9.1 مليون برميل يوميًا، أو 9.3%، مسجّلًا أدنى مستوى له منذ عام 2011.
ومع هبوط الاستهلاك، تراجعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة العام الماضي بنحو 6.3% أو ما يعادل 2.1 غيغاطن، لتسجل أكبر وتيرة هبوط سنوي منذ عام 1945، وفقًا للتقرير.
التغييرات غير كافية
على الرغم من أن هذه التطورات مشجعة -تراجع الانبعاثات الكربونية وزيادة الطاقة المتجددة- بشكل كبير، يرى كبير الاقتصاديين في الشركة البريطانية، سبنسر ديل، أنه لم يكن هناك أي مؤشر على التحول الحاسم من خلال سيناريو خفض درجات الحرارة أقل من درجتين مئويتين.
وأضاف أن هناك فرصة جيدة لأن يثبت العالم أن هذا الانخفاض غير عابر، مضيفًا أن التغييرات التي شهدها عام 2020 سببها الوباء، وأن العالم لا يزال بحاجة إلى تغيّرات لتحقيق أهداف المناخ.
ويرى التقرير أن العالم لا يزال في حاجة إلى انخفاض الانبعاثات الكربونية بشكل مماثل لعام 2020 -أكثر من 6%- على مدار الـ30 عامًا المقبلة، ليكون على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، بحسب التقرير.
ويرى الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، برنارد لوني، أن هناك علامات مقلقة على أن تراجع الانبعاثات الكربونية الناجم عن كوفيد-19 العام الماضي سيكون قصير الأجل مع تعافي الاقتصاد العالمي ورفع قيود الإغلاق.
كما أن تعهّدات الدول بخفض الانبعاثات لا تزال غير كافية، وهناك عدم توافق بين هذه الطموحات والنتائج التي يحتاجها العالم، بحسب التقرير.
اقرأ أيضًا..
- في سيناريو 1.5 درجة مئوية.. تحول الطاقة يحفز نمو الاقتصاد العالمي
- انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة يوفر مليارات الدولارات ويقلل الانبعاثات (تقرير)