بدأت شركة النفط الوطنية الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا" إنتاج درجتين من النفط الخام جرت ترقيتهما للتكرير المحلي، بهدف إنعاش إنتاج البلاد من وقود السيارات الذي تشتد الحاجة إليه.
وجاء ذلك بعد أن شكّلت الشركة -في وقت سابق من هذا العام- مزيج خام مماثلًا لخامها المتوسط ليونا، عن طريق خلط الدرجات من حزام أورينوكو مع المواد المخففة.
ومنذ ذلك الحين، كان الخام يغذّي مصفاتي أمواي وكاردون، وفقًا لوثائق الشركة الداخلية.
ولا يُتوقع أن تسمح هذه الإجراءات بمزيد من إنتاج وقود السيارات فحسب، وإنما ستوفر -أيضًا- خام ميسا 30، لاستخدامه في إنتاج خام ميري القابل للتصدير، كما يُمكن أن تُحل الاختناقات الأخيرة التي تسبّبت في تأخيرات تحميل البضائع المتجهة إلى آسيا.
نقص الخام
قال مصدر في الشركة -طلب عدم الكشف عن هويته-: "ليس لدينا ما يكفي من الخام للتكرير.. نحاول الآن تغذية العديد من المصافي بهذه الخامات الجديدة".
فقد انخفض إنتاج الشركة من الوقود منذ مايو/أيار، بعد ارتفاع طفيف في الأشهر الـ4 الأولى من العام. كما استوردت فنزويلا الديزل لتخفيف نقص وقود السيارات.
وأدى نقص الاستثمارات في شبكة التكرير بطاقة 1.3 مليون برميل يوميًا للشركة، والعقوبات الأميركية منذ عام 2019، إلى ندرة متقطعة لغاز الطهي والبنزين والديزل، ما جعل البلاد أكثر اعتمادًا على الواردات، وأجبر الفنزويليين على الوقوف لساعات -وحتى أيام- للحصول على الوقود.
أزمة المصافي
نظرًا إلى أن مصافي فنزويلا بُنيت في الأصل لمعالجة الخام المتوسط إلى الخفيف، فإن إنتاج النفط الثقيل المتزايد لـ"بتروليوس دي فنزويلا" لم يعد يلبي نظام المنشآت، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
وهذا الأمر أجبر الشركة على أن تقرّر كل شهر ما إذا كانت ستقوم بتكرير مخزونها المحدود من النفط الخفيف، أم تستخدمه بوصفه مخففًا لدرجتها القابلة للتصدير ميري.
وأوضح المصدر أن شلل مصفاة أمواي لمدة 3 أسابيع، واستمرار انقطاع العمل في مصفاة إل باليتو، وانخفاض الإنتاج في مصفاة بويرتو لا كروز، أسهمت في الانخفاض بمتوسط إجمالي قدره 193 ألف برميل يوميًا من الخام المعالج الشهر الماضي، أي 15% من القدرة المركبة للبلاد.
وأضاف مصدران أن مصفاة كاردون -التي تبلغ طاقتها 310 آلاف برميل يوميًا- هي الوحيدة التي تتمتع بإنتاج مستقر عند نحو 120 ألف برميل يوميًا هذا العام.
ترقية خامات النفط
حدّدت بتروليوس دي فنزويلا أول شحنة من خام زواتا الحلو الصناعي، لتُرسل هذا الشهر إلى أكبر مصافيها "أمواي" التي تبلغ طاقتها 645 ألف برميل يوميًا.
وجاء ذلك بعد إعادة تشغيل عملية ترقية رئيسة في يونيو/حزيران، أدارتها شركة بتروسيدينو المشتركة.
وكانت بتروليوس دي فنزويلا قد توقفت عن إنتاج زواتا الحلو وخامات أخرى جرت ترقيتها في عام 2019، بعد مدة وجيزة من العقوبات الأميركية التي حرمت الشركة وشركاءها من القطاع الخاص من الخليج الأميركي الذي يُعدّ أكبر سوق لتلك الدرجات.
وأظهرت الوثيقة أن الشركة الحكومية بدأت الشهر الماضي -أيضًا- إنتاج درجة خام جديدة جرت ترقيتها "هاماكا 22"، في مشروع بتروبيار المجاور، مع أول شحنة بحمولة 500 ألف برميل هذا الأسبوع في ميناء جوزيه متجهة إلى أمواي.
اقرأ أيضًا..
- فنزويلا تحتاج 58 مليار دولار لإنتاج 3.4 مليون برميل يوميًا
- صادرات النفط الفنزويلية تسجّل أعلى مستوى منذ 10 أشهر
- وعود الخصخصة تغري شركات النفط بالعودة إلى فنزويلا