طلب إماراتي بتغيير شهر الأساس يؤجل اجتماع أوبك+
التغيير يخلط كل الحسابات وبالتالي تم التأجيل للغد
دينا قدري
تأجل الاجتماع الوزاري لتحالف أوبك+ لمدة 24 ساعة، وذلك بعد اتفاق مبدئي على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر حتى نهاية العام الجاري، وتمديد الاتفاق من نهاية أبريل/نيسان 2022 إلى نهاية 2022، ثم اعتراض الإمارات على الصيغة المقترحة للاتفاق بسبب شهر الأساس الذي يستخدم لحساب الحصص الإنتاجية.
ونظرا للفارق الكبير بين ما اتفقت عليه دول التحالف وماتطمح إليه الإمارات، ولأن هذا التغيير يخلط كل الحسابات، تم تأجيل المباحاثات إلى غد الجمعة.
وظهرت تقارير ودراسات أوروبية وأميركية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي تشير إلى عدم ارتياح أبو ظبي إلى اتفاق أوبك+، وأنه يتنافى مع مصالح أدنوك في توسيع طاقتها الإنتاجية من خلال تحالفات مع شركات أجنبية، ووصل الأمر إلى أن ذكرت بعض الأخبار أن الإمارات قد تنسحب من أوبك.
وأشارت هذه التقارير والأخبار إلى أن اتفاق أوبك+ يعيق نمو أدنوك، وقد يؤثر سلباً في نجاح خام مربان كخام قياس في الأسواق الفورية والمستقبلية.
خلاف حول الاتفاق
قال مندوبون إن الإمارات قدّمت اعتراضها في اللحظة الأخيرة على الاتفاق، اليوم الخميس، حسب بلومبرغ.
وأضافوا أن الإمارات ودول أوبك+ لم يتمكنوا من حل خلافاتهم، وأجلوا اجتماع لجنة المراقبة الوزارية دون أي توصيات، بعد أن استغرق أكثر من 3 ساعات.
كما أكدوا أن اللجنة ستجتمع مرة أخرى يوم الجمعة، في محاولة لرأب الصدع.
ومحور الخلاف أن اختيار شهر أبريل/نيسان 2020 لحساب التخفيضات والزيادات بدلا من أكتوبر/تشرين الأول 2018 الذي بني عليه اتفاق أوبك+ يعطي الإمارات زيادة كبيرة في الإنتاج تصل إلى 800 ألف برميل يومياً.
المشكلة بالنسبة لباقي دول التحالف أن تغيير شهر الأساس سيؤدي إلى خسارة دول أخرى لجزء من حصتها الإنتاجية ومن ثم فعليها تخفيض الإنتاج، أما بالنسبة للسعودية وروسيا فإن الأمر أكبر من الحصص الإنتاجية إذ أنه يتعلق بوضوح الرؤية واستقرار الأسواق وتخفيض ذبذبتها.
وتشير بيانات أوبك إلى أن إنتاج الإمارات كان 3.160 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول 2018، شهر الأساس الحالي المعتمد في اتفاق أوبك+، وكان إجمالي إنتاج دول أوبك وقتها 32.900 مليون برميل يومياً.
كما تشير إلى أن إنتاج الإمارات في أبريل/نيسان 2020 عندما تم الاتفاق على تخفيض الإنتاج ارتفع إلى 3.841، بينما كان إنتاج دول أوبك 30.495 مليون برميل يومياً.
هذه الأرقام توضح لماذا تريد الإمارات تغيير شهر الأساس؟، ولماذا ترفضه دول أوبك الآخرى؟
هذا التحوّل غير المتوقع للأحداث يترك المستهلكين في حالة من عدم اليقين، غير متأكدين مما إذا كان سيُتفق على زيادات الإنتاج الشهرية بمقدار 400 ألف برميل يوميًا، التي اقترحها التحالف في المدة من أغسطس/آب إلى ديسمبر/كانون الأول.
تمديد الاتفاق
تمديد الاتفاق من نهاية أبريل 2022 إلى نهاية ديسمبر 2022 لم يكم مفاجئاً لعدد من المحللين لأنه يتناسق مع فكرة إنشاء أوبك+ أصلا، ويعطي الوضوح والاستقرار للأسواق.
كما أنه يتسق مع سيناريوهات اللجنة الفنية التابعة لأوبك + التي أوضحت أن مخزون النفط الخام في دول منظمة التعاون والتنمية سينخفض بشكل كبير في النصف الثاني من عام 2021، ولكن سيرتفع بشكل كبير بعدها، خاصة في النصف الثاني من عام 2022.
هذا الاستشراف يتطلب المزيد من التعاون بين دول اوبك+، وقد يتطلب العودة إلى التخفيض مستقبلا، لهذا فإن تمديد الإتفاق جاء متناسقاً مع الأهداف الأصلية للاتفاق ومع الأوضاع المتوقعة للسوق.
استمرار عدم اليقين
من جانبه، أكد الأمين العام للمنظمة، محمد باركيندو، أن السوق العالمية لا تزال مستقرة، مستفيدة من الانتعاش الاقتصادي المستمر، بالإضافة إلى مساهمات الدول لتحقيق التوازن في سوق النفط.
ومع ذلك، شدّد باركيندو -خلال مؤتمر أوبك الـ181 الذي عُقد اليوم الخميس- على استمرار عدم اليقين في أسواق النفط، بسبب انتشار متغيّر فيروس كورونا "دلتا" والتضخم والديون السيادية، ما يتطلّب التعامل بحذر مستمر. ومن الواضح الآن أن أمام باركيندو مشكلة جديدة، تعزز من عدم اليقين في السوق.
اقرأ أيضًا..
- 3 سيناريوهات متوقعة قبل اجتماع أوبك+ اليوم
- سيناريو جديد.. أوبك+ تدرس زيادة الإنتاج 2 مليون برميل يوميًا