التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددةعاجل

3 عوامل تجعل دول جنوب أفريقيا المكان الأمثل لتوليد الطاقة الشمسية

تتمتع بالأفضلية لكن التقدم بطيء

أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • دول جنوب أفريقيا تمتلك إمكانات هائلة من الطاقة الشمسية
  • المناطق الأشدّ حرارة ليست الأكثر ملاءمة لتوليد الطاقة الشمسية
  • أفريقيا خالية من العوامل التي تحجب أشعة الشمس كالغبار والدخان
  • أشعة الشمس العمودية تزيد قدرة أفريقيا على توليد الطاقة الشمسية
  • توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يمثّل 2.5% جنوب القارّة الأفريقية

مع معاناة دول جنوب قارّة أفريقيا من نقص الكهرباء، تُعدّ الطاقة الشمسية الحلّ الأمثل لهذه المشكلة، بالنظر إلى الإمكانات الفريدة التي تمتلكها تلك البلدان.

ورغم ذلك، ما تزال دول جنوب القارّة السمراء تسير ببطء في تبنّي الطاقة الشمسية داخل محطات توليد الكهرباء، رغم تراجع التكلفة في السنوات الأخيرة.

ويوضح تقرير صادر حديثًا عن منتدى الاقتصاد العالمي لماذا تُعدّ دول جنوب أفريقيا من بين أفضل المواقع في العالم لتوليد الطاقة الشمسية.

الطاقة الشمسية في أفريقيا

ضوء الشمس عبارة عن تيّار من الفوتونات -الوحدة الأساسية للضوء- يحمل كل منها كمية صغيرة من الطاقة، وعند الاصطدام باللوحة الشمسية أو بعض الأجهزة الشمسية الأخرى، يتبدد الفوتون، ويتحوّل جزء من طاقته إلى حرارة أو كهرباء.

وفي سبيل تعزيز الطاقة التي تجمعها الألواح الشمسية، يجب جذب أكبر كمية من الفوتونات، ويحدث ذلك عندما تواجه اللوحة الشمس مباشرة، وهذا ما يتوافر بقوة في دول جنوب أفريقيا.

وهناك العديد من العوامل -التي يوضحها التقرير- توفّر ظروفًا ممتازة لتوليد الطاقة الشمسية في معظم دول جنوب قارّة أفريقيا، حتى المواقع الساحلية المعرّضة لكثرة السُحب لديها ما يكفي من أشعة الشمس.

المناخ المناسب

هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن المناطق الأكثر حرارة تكون أكثر ملاءمة لتوليد الطاقة الشمسية، لكن المناطق الاستوائية غالبًا ما تحتوي على الكثير من السحب أيضًا.

وتميل المناطق الساحلية -أيضًا- إلى أن تكون أكثر عرضة للسُحب، ومن ثم فإن بعض المدن الأكثر دفئًا في جنوب قارّة أفريقيا، مثل ديربان في جنوب أفريقيا أو مابوتو في موزمبيق، ليست من أفضل مواقع الطاقة الشمسية، بحسب التقرير.

ومقابل ذلك، فإن الحدود الشمالية والجنوبية للمناطق الاستوائية تضم مناطق بها بعض المناخ الأكثر جفافًا، وهو ما يعني عادةً سحبًا أقلّ.

أمّا في جنوب القارّة السمراء، هذه المناطق القاحلة أو الجافة هي صحراء ناميب وكغالاجادي وكارو والمناطق المجاورة، حيث تزداد الطاقة الشمسية في فترة الظهيرة خلال الصيف، كما يمكن الحصول على المزيد من الطاقة في فصل الشتاء عن طريق إمالة الألواح الشمسية قليلًا نحو خط الاستواء.

وعادةً ما يكون أداء الألواح الشمسية في دول جنوب أفريقيا أفضل إذا كانت مائلة من 20 إلى 30 درجة باتجاه الشمال، ما يعني أنها تتعرض للشمس مباشرة خلال الفترة من مارس/آذار حتى سبتمبر/أيلول، وفقًا للتقرير.

قلّة الغبار

على عكس العديد من المناطق القاحلة في العالم، مثل الصحراء الكبرى وأجزاء من آسيا الوسطى، تعاني المناطق الجافة في جنوب القارّة الأفريقية من مستويات منخفضة نسبيًا من الغبار، ما يجعل الضوء قادرًا على التحرك عبر الغلاف الجوي بحرّية، حسب التقرير.

وفي الواقع، يحجب الغبار والدخان والضباب الموجود في الغلاف الجوي جزءًا من ضوء الشمس، كما تفعل السحب.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود المحيطات الكبرى على 3 جوانب من المنطقة، ما يحدّ من انتقال ملوثات الهواء من القارّات الأخرى، كما يرى التقرير.

الارتفاع العمودي

مثل الملوثات الموجودة في الهواء، فإن الهواء النظيف نفسه يمكن أن يحجب ضوء الشمس أيضًا، مع حقيقة أن 20% من الفوتونات الواردة من الأشعة العمودية للشمس -والتي يمكن معالجتها بواسطة الألواح الشمسية- لا تصل إلى الأرض.

وتزداد النسبة المئوية سالفة الذكر عندما تأخذ الفوتونات مسارًا أطول عبر الغلاف الجوي، وفقًا للتقرير.

وهذا ما يجعل خطوط العرض الأقرب إلى القطبين مواقع أقلّ ملاءمة لتوليد الطاقة الشمسية، حيث لا تقترب الشمس هناك رأسيًا.

ومع ذلك، في جنوب قارّة أفريقيا، تكون الشمس في المتوسط ​​أقرب إلى الذروة، وهذا ما يوفر إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية.

ويرى التقرير أن هناك ميزة أخرى تتمثل في كون غالبية دول جنوب أفريقيا تقع على هضبة يتراوح ارتفاعها بين 1000 إلى 2000 متر فوق مستوى سطح البحر.

وعلى سبيل المثال، عند ارتفاع 1750 مترًا فوق مستوى سطح البحر، يكون الغلاف الجوي لمدينة جوهانسبرغ أقلّ بنسبة 15% تقريبًا من المواقع الساحلية.

وهذا يعني أنه حتى عندما تكون السماء أكثر وضوحًا، تتلقّى المواقع على الهضبة فوتونات شمسية أكثر بقليل من المواقع الساحلية.

إمكانات غير مستغلة

رغم كل هذه الإمكانات الكبيرة، التي تمتلكها دول جنوب أفريقيا فيما يتعلق بالطاقة الشمسية، لا يزال هذا المصدر المتجدد يمثّل 2.5% فقط من إجمالي توليد الكهرباء.

وبالمقارنة مع بعض الدول الأوروبية، التي لا تتمتع بأشعة الشمس الساطعة، مثل ألمانيا، فإن حصة الطاقة الشمسية من إجمالي الكهرباء المُولّدة ارتفع لأكثر من 10% العام الماضي.

ورغم الطفرة التي تشهدها هذه الدول مؤخرًا -خاصةً جنوب أفريقيا- في تطوير محطات الطاقة الشمسية؛ إذ تمتلك 8 محطات، فإن الاستثمار في إمدادات الكهرباء لا يزال من أدنى المعدلات في العالم.

وبحسب موقع فانغارد، يقول المدير التنفيذي لمجموعة صحارا باور، كولا أديسينا، أن عجز الكهرباء يُكلّف أفريقيا أكثر من 110 مليارات دولار سنويًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق