سلايدر الرئيسيةتقارير النفطنفط

وزير الطاقة العماني: وقف استثمارات النفط خطير للغاية.. ولدينا مخاوف من تحول الطاقة

محمد الرمحي يفجر مفاجأة: الكثير منا لا يريد العودة إلى 100 دولار لبرميل النفط

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • سوء فهم كبير بين المستهلكين ومنتجي الطاقة حول تعريف التحوّل
  • الحاجة إلى مناقشة جادة بشأن التحوّل للتوصل إلى حل مقبول بعيدًا عن العاطفة
  • السلطنة تحاول تحقيق التوازن بين إنتاج النفط وتخفيف المخاوف البيئية
  • صناعة النفط والغاز ستستمر لما بعد أهداف الحياد الكربوني
  • أسعار النفط الحالية عادلة ولا نرغب في العودة إلى الـ 100 دولار
  • عودة إيران إلى السوق جيدة ومرحب بها

أكد وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان محمد بن حمد الرمحي استمرار صناعة النفط والغاز لعدة عقود مقبلة، مشددًا على خطورة التحوّل السريع إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وأوضح الرمحي -في مقابلة أجراها مع مؤسسة إنرجي إنتليجنس العالمية- أن البديل الفعّال لم يظهر بعد، مشيرًا إلى أن الغاز الطبيعي يُعد حلًا انتقاليًا جيدًا.

مفهوم تحوّل الطاقة

قال الوزير إن التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة الطاقة في ضوء التحوّل الحالي يتمثّل في وجود سوء فهم كبير بين المستهلكين ومنتجي الطاقة، إذ لدى المستهلكين تصوّر حول التعريف الفعلي لتحوّل الطاقة يختلف عن تعريف المنتجين.

وتابع: "كلا الجانبين لديه مخاوف جدية.. لدينا مخاوف نحن المنتجين.. وأتفهّم مخاوف المستهلكين، خصوصًا المستهلكين الشباب الذين يشعرون بالقلق البالغ إزاء الآثار المناخية للصناعة".

الحاجة إلى الحوار

من أجل سد هذه الفجوة، أشار وزير الرمحي إلى "الحاجة إلى الاستثناء، لإرضاء الطرف الآخر.. نحتاج إلى الحوار، والفهم، والخروج بصيغة تتجنّب الضجيج والصعوبات".

وأكد أنه من المبكر اعتماد سياسة الحملة التي تدعو إلى تخفيف الاستثمارات في النفط والغاز في الوقت الحالي.

وقال: "إن التوقف عن الاستثمارات خطير للغاية، لأن الإمدادات ستتأثر.. وأعتقد أن الطلب على الهيدروكربونات سيستمر.. لسنا مستعدين بعد لإنهاء واحدة وتشغيل أخرى.. فكرة التحول محفوفة قليلًا بالمخاطر".

وتابع: "نحتاج إلى مناقشة جادة للتوصّل إلى حل مقبول ومحسوب بشكل جيد أكثر من كونه عاطفيًا.. أعتقد أننا في مرحلة تحكمها المشاعر.. علينا أن نتحلّى بالهدوء وأن نستخدم العلوم والحساب لنجد حلًا مصممًا بشكل جيد".

عمان وتحوّل الطاقة

تحدّث الرمحي عن تكيُّف عمان مع تحوّل الطاقة، مؤكدًا أن السلطنة لديها مخاوف عديدة.

وعلى سبيل المثال ما حدث في قضية شل في هولندا، كان ذلك بمثابة مصدر قلق لعمان، لأن شل هي شريك جاد لتنمية الهيدروكربونات في عمان.

وأضاف: "في الوقت نفسه، إذا لم نستمع إلى الجانب البيئي من المناقشة، فإننا قد ندفع الثمن -أيضًا- عندما نسعى للتمويل.. نحاول الحفاظ على التوازن.. نطوّر ونبحث عن النفط، ولكن في الوقت ذاته، نحاول التخفيف من المخاوف البيئية".

مخزون الغاز الطبيعي- أنابيب لنقل الغاز الطبيعي- حقل ليفاثيان
أنابيب لنقل الغاز الطبيعي - أرشيفية

دور الغاز الطبيعي

شدّد الوزير على أن التحوّل له لاعبون فاعلون، مثل مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك الغاز الطبيعي الذي سيوفر حلًا انتقاليًا جيدًا، إذ تُخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع تلبية الطلب على الطاقة في العالم.

وقال: "إحدى المشكلات أننا نجمع كل أنواع الوقود الأحفوري في سلة واحدة.. لا يمكننا المقارنة بين الفحم والغاز الطبيعي، فكل منهما في الطرف الآخر من المقارنة".

وتابع: "نعم، الغاز الطبيعي المسال هو حل جاد لهذه المرحلة الانتقالية.. في عمان، لا نعتزم التوسّع في الغاز المسال لأنه لا توجد لدينا اكتشافات كبرى للغاز.. متطلباتنا الوطنية آخذة في الازدياد ونتطلّع إلى تحويل بعض إنتاج الغاز الطبيعي إلى البتروكيماويات للاستخدام داخل الدولة".

استمرار النفط والغاز

عند سؤاله حول ما إذا كان هدف المنتجين هو إطالة عمر النفط لأطول مدة ممكنة، أوضح الرمحي أن "البتروكيماويات يمكن تحويلها إلى مواد مفيدة أخرى تكون صديقة للبيئة وضرورية في الحوار المناخي.. فالنفط يمنعنا من قطع المزيد من الأشجار وتدمير الغابات".

وفي ظل الضغوط الحالية من أوروبا وأميركا -خصوصًا في ظل إدارة بايدن التي تدفع نحو التحوّل إلى مصادر الطاقة المتجددة- شدد الوزير على أن فكرة عدم استخدام النفط نهائيًا هي خاطئة، لأن العالم سيكون بحاجة إلى المزيد من النفط لتلبية الطلب أكثر من وقتنا الحالي.

وتوقع أن صناعة النفط والغاز ستستمر لما بعد أهداف الحياد الكربوني -أي لما بعد 2050-، في ظل عدم التوصل إلى بديل للنفط والغاز.

وقال: "الحل الحالي هو الفحم، وتعدين الفحم ليس صديقًا للبيئة.. ستكون هناك حاجة إلى النفط والغاز في البتروكيماويات على مدار عقود مقبلة.. صناعة البتروكيماويات ستحتاج إلى مضاعفة الإنتاج بدلًا من تخفيضه".

وأشار إلى أن الحاجة إلى النفط ستقلُّ في مجال النقل، لكنها ستظل مستمرة في مجالات أخرى غير النقل.

ارتفاع أسعار النفط

سوق عادلة

عن رؤيته لسوق النفط اليوم في ظل وصول الأسعار فوق 75 دولارًا للبرميل، أكد الرمحي أن السوق عادلة، إذ بلغت الأسعار 100 دولار للبرميل منذ عامين و3 أعوام، "نحن اليوم أقل بنسبة 25%".

وقال: "نعتقد نحن المنتجين أن أسعار النفط الصحية تعني اقتصادًا عالميًا صحيًا.. عندما تكون أسعار النفط منخفضة للغاية، ليس نحن فقط من يعاني، بل العالم بأسره يعاني.. هناك علاقة بين تحرك إجمالي الناتج المحلي العالمي وتحرك أسعار النفط.. أعتقد أن الكثير منا لا يريد العودة إلى الـ100 دولار مجددًا".

عودة إيران

فيما يتعلق بعودة الصادرات الإيرانية إلى سوق النفط، أكد الرمحي أن عودة إيران مرحب بها، "حتى لو كان هناك ثمن بسيط ندفعه.. عودتها إلينا في هذا الوقت جيدة للمنطقة بأكملها".

وعند سؤاله حول إمكان إغراقها للأسواق فيما يتعارض مع سياسة تحالف أوبك+، قال: "أشك في إمكان إغراق إيران السوق، فقد كانوا عقلاء في الماضي وسيظلون كذلك في المستقبل.. ليس من مصلحتهم أو مصلحة أحد إغراق السوق".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق