74 منظمة دولية تطالب الصين بالوقف الفوري لمشروع فحم في بنغلاديش
الدولة أعلنت إلغاء خطط لبناء 10 محطات لكنها لم تتحدث عن "بانشكالي"
محمد فرج
تواجه الصين ضغوطًا دولية متزايدة، من أجل التوقف الفوري والانسحاب من أحد مشروعات توليد الكهرباء بالفحم في دولة بنغلاديش.
يأتي ذلك في وقت يتكاتف فيه العديد من الخبراء والناشطين والحكومات، من أجل المُضي قُدمًا في إتمام الخطوات التنفيذية للتوسّع في الطاقة النظيفة، لتقليص الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
وفي هذا السياق، دعا 129 ناشطًا حقوقيًا وشخصيات عامة و74 منظمة من 21 دولة السلطات الصينية إلى الانسحاب الفوري وإنهاء توفير التمويل والدعم الفني لمحطة بانشكالي العاملة بالفحم لإنتاج الكهرباء، في منطقة شاتو غرام، حسبما "ذا بيزنس ستاندارد" في بنغلاديش.
كانت بنغلاديش قد أعلنت أمس السبت، إلغاء خطط لبناء 10 محطات كهرباء تعمل بالفحم، والتوجه إلى بدائل من الطاقة النظيفة.
وقال وزير الدولة لشؤون الكهرباء والطاقة نصر الحامد، إن "من بين المشروعات الرئيسة التي ألغتها الحكومة، محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم، بقدرة 1320 ميغاواط في جزيرة موهيشخالي".
ولم يتطرق الوزير إلى موقف حكومته من مشروع محطة بانشكالي، الذي يواجه ضغوطًا بيئة متزايدة، لوقف تمويله في أسرع وقت.
مطالب بالانسحاب من المشروع
حثّ الناشطون والمنظمات الحقوقية جميع الشركات المعنية على الانسحاب من المشروع وإبداء الالتزام تجاه مبادرة الحزام والطريق الأخضر، من خلال احترام حقوق الإنسان والبيئة.
وأصدروا رسالة موجهة إلى وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، بضرورة التوقف عن هذ الأمر "فورًا".
ومن بين الموقّعين، هناك أكثر من 50 شخصية من بنغلاديش، بمن في ذلك رئيس الدولة محمد عبدالحميد، والمحامية سلطانة كمال، والرئيس التنفيذي لجمعية المحامين البيئيين البنغلاديشيين سيدا رضوانا حسن، وعدد كبير من الشخصيات.
كما تضمّ قائمة الموقعين نشطاء من الولايات المتحدة واليابان وتايلاند والفلبين والهند وباكستان وألمانيا وهولندا وإندونيسيا والدنمارك والصين ونيبال وبلجيكا وزيمبابوي وكندا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والسويد وهونغ كونغ وكمبوديا وسيرلانكا وفيتنام وأستراليا.
بنوك صينية تموّل المشروع
تُعدّ محطة بانشكالي لإنتاج الكهرباء من الفحم هي مشروع مشترك بين مجموعة "إس ألام غروب بنغلاديش" بنسبة 70%، و"شاندونغ إلكتريك باور" بنسبة 20%، و"إتش تي جي" 10%.
وتُموّل 71% من تكلفة المشروع (1.76 مليار دولار أميركي) من قِبل مجموعة من البنوك، بما في ذلك بنك الصين بوصفه المنظم الرئيس، وبنك التصدير والاستيراد الصيني ووكالة ائتمان الصادرات.
وأشار الموقعون إلى أن المؤسسات الصينية تشارك في المشروع، وتقدّم الدعم المالي والتقني، موضحين أن هذه المشاركة تتعارض مع موقف الرئيس شي جين بينغ.
وفي منتدى الحزام والطريق الثاني عام 2019، قال الرئيس الصيني، إننا "قد نطلق مشروعات بنية تحتية خضراء، ونقوم باستثمارات خضراء، ونوفّر تمويلاً أخضر لحماية الأرض".
وخلال فبراير/شباط 2021، أرسل المستشار الاقتصادي والتجاري للصين في بنغلاديش خطابًا إلى وزارة المالية البنغلاديشية ينصّ على أن الجانب الصيني "لن ينظر بعد الآن في المشروعات ذات التلوث العالي والاستهلاك العالي للطاقة، مثل تعدين الفحم".
معارضة شرسة للمشروع
قال النشطاء اليمينيون إن محطة إنتاج الكهرباء قيد الإنشاء ملطخة بالدماء، بحسب تعبيرهم.
وأشاروا إلى أنه منذ بداية المشروع عام 2016 فقد 12 شخصًا حياتهم، وأُصيب أكثر من 100 بجروح، ورُفعت العديد من القضايا.
وأضافوا أن مشاركة الممولين الصينيين وشركات التكنولوجيا في هذا المشروع "تجعله مشروعًا مثيرًا للجدل لمبادرة الحزام والطريق".
وأوضحوا أن المشروع يفتقر إلى الشفافية، وعانى المخالفات والانتهاكات المتفشية لحقوق الإنسان منذ بدايته.
بينما طردت شركة "إس ألام" الآلاف من السكان المحليين، ولم يتقاضوا أموالًا مقابل ترك أراضيهم للمشروع، بينما أولئك الذين رفضوا التخلي عن أرضهم تعرّضوا للمضايقة بدعاوى قضائية مزورة.
أضرار كبيرة حال تنفيذ المشروع
استحوذت شركة "إس ألام" على أرض أكثر من مساحة المشروع الفعلية البالغة 640 فدانًا، باستخدام القوة.
وأوضح النشطاء البيئيون والمنظمات الحقوقية أن القرويين الفقراء هم أكثر المتضررين بعد أن فقدوا وسائل دخلهم الأخيرة، وجرى الاستيلاء على أراضيهم من الأرز ومزارع الأسماك وحقول الملح.
ويخشى النشطاء البارزون أن تكون محطة بانشكالي لإنتاج الكهرباء ضارة للغاية بالصحة العامة في المنطقة.
وقالوا إن محطة الكهرباء العاملة بالفحم سوف تصدر انبعاثات تبلغ 192.20 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون على مدار عمرها التشغيلي.
وتشير التقديرات إلى أن مشروعات الفحم المقترحة سوف تتسبّب في الوفاة المبكرة لأكثر من 30 ألف شخص، بسبب تلوث الهواء المرتبط بأمراض الجهاز التنفسي والقلب، من بين أمور أخرى.
اقرأ المزيد..