كيري وقادة المناخ يخالفون تحذيراتهم ويشترون منازل في مناطق معرضة للغرق
نوار صبح
- مخاوف جون كيري لم تقف عائقًا دون الاستثمار في العقارات المطلة على المحيط
- أنفق كيري 11.75 مليون دولار في عام 2017 على عقار شاسع على الشاطئ
- آل غور استثمر 9 ملايين دولار في أحد العقارات على المحيط في كاليفورنيا
لم يتردد نشطاء البيئة المعروفون بجولاتهم المكوكية في أنحاء كوكب الأرض، واعتلائهم منابر الدعوة لمكافحة التغير المناخي، من وضع مخاوفهم وتحذيراتهم من تداعيات الأزمة، جانبَا، والعزف على وتر مختلف عن ذلك الذي اعتادوا العزف عليه.
على هذا المنوال، توالت الانتقادات والتساؤلات الموجهة لكبار حماة البيئة، مثل: المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري، ونائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور، وصاحب شركة مايكروسوفت بيل غيتس، والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما؛ لتناقض أقوالهم مع أفعالهم.
تصرفات دعاة المناخ
في مقال نشره موقع مجلة "واشنطن إكزامينر" الأميركي، يوم الثلاثاء الماضي، وجهت مراسلة المجلة لدى البيت الأبيض، سارا ويستوود، انتقادًا لتصرفات بعض أبرز دعاة حماية البيئة، الذي طالما حذروا من ارتفاع منسوب مياه البحر في الوقت الذي يستثمرون فيه العقارات الساحلية.
- رسالة هندية قاسية إلى جون كيري: سياستكم تهدد أمن الطاقة ومعيشة شعبنا
- الفيروس الأخضر.. انتقادات حادة لخطط "بايدن" و"جونسون" لمعالجة تغير المناخ
ومع انتقال جرس الإنذار بشأن ذوبان جليد القطب وانغمار سواحل العالم نتيجة ارتفاع مستويات مياه البحر، من يدٍ إلى يد، يصدح نشطاء البيئة، الذين أنفقوا ملايين الدولارات في استثمار العقارات الفاخرة المطلة على الشواطئ، زاعمين أن العقارات ستكون تحت الماء يومًا ما.
الانتقادات الموجهة إلى جون كيري
اعتاد جون كيري حينما كان يشغل منصب وزير الخارجية الأميركية، أن يعتبر ارتفاع مستوى سطح البحر في ولاية فرجينيا، علامة على التهديد الأكبر الذي يشكله تغير المناخ.
وفي عام 2014، حذر كيري إندونيسيا من أن حلول الدمار بمدنها الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر الذي قد يؤدي -على حد قوله- إلى إغراق مدن بأكملها تحت الماء.
وفي عام 2015 سخر كيري ممن لا يكترثون لارتفاع مستويات سطح البحر، وقال إن أعضاء في "مجتمع الأرض المسطحة" يبدو أنهم يؤمنون بذلك؛ لأنهم يعتقدون أن ارتفاع المحيط لن يكون مشكلة لأن الماء سوف ينسكب على الحافة.
وفي المدة الأخيرة، تعرض كيري -الذي استثمر ملايين الدولارات في العقارات المطلة على الشواطئ- لانتقادات بسبب سفره على متن طائرة خاصة تطلق الانبعاثات، إلى أيسلندا لقبول جائزة بيئية.
- رسميًا.. الولايات المتحدة تعود إلى اتفاقية باريس للمناخ
- إيلون ماسك وبيزوس وغيتس.. كيف يواجه مليارديرات التكنولوجيا أزمة التغيّر المناخي؟
وبعد أيام من نشر الأمير هاري، دوق "ساسكس"، على وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرًا من أن "كل خيار، وكل أثر، وكل إجراء يُعدّ مهمًا لحماية البيئة"، تعرض الأمير وزوجته "ميغان ماركل" للتشهير، في وسائل الإعلام في عام 2019، بعد أن طارا على متن طائرة خاصة.
مخاوف حُماة البيئة
اعتاد الرئيس الأسبق باراك أوباما إطلاق تحذيراته على نطاق واسع من ارتفاع مستويات سطح البحر، قائلًا إن مثل هذه الاتجاهات تشكل تهديدًا للأمن القومي.
وفي خطاب ألقاه عام 2015، قال أوباما: إن تغير المناخ، وخاصة ارتفاع منسوب البحار، يشكل تهديدًا لسلامة وصحة الشعب الأميركي، وللأمن الداخلي، والبنية التحتية الاقتصادية.
لكن أحد الأصدقاء المقربين من عائلة أوباما ورئيس مؤسسة أوباما، مارتي نيسبيت، اشترى قطعة أرض في هاواي بمبلغ 8.7 مليون دولار في عام 2015.
وتقع قطعة الأرض على بعد أميال من المكان الذي كانت تزوره العائلتان في أعياد الميلاد خلال تولي الرئيس مهام منصبه، ويقوم مارتي نيسبيت ببناء 3 منازل على شاطئ البحر، ويُعتقد أن عائلة أوباما تخطط لشغل منزل واحد على الأقل عند اكتمال البناء.
ويبدو أن مخاوف جون كيري لم تقف عائقًا دون الاستثمار في العقارات المطلة على المحيط، التي -حسب اعتباراته الخاصة- يمكن أن تكون مغمورة بالماء في غضون عقود.
لهذا، أنفق كيري 11.75 مليون دولار في عام 2017 على عقار شاسع على الشاطئ في مارثافينيارد، ويطل على مضيق "فينيارد"، ويقع منزل كيري على مساحة تزيد على 72843.4 مترًا مربعًا، ويتكون من7 غرف نوم.
بيل غيتس
أنفق بيل وميليندا غيتس، الناشطان في مجال المناخ، ثروة صغيرة على منزل فاخر على الواجهة البحرية، كما دفع الزوجان، اللذان كانا يقومان بإجراءات الطلاق، 43 مليون دولار لمنزل ضخم على الشاطئ في ديل مار، بولاية كاليفورنيا، بالقرب من سان دييغو.
جدير بالذكر أن بيل غيتس أطلق تحذيرات جازمة من أن الشواطئ، مثل الشواطئ التي استثمر فيها العقارات، ستندثر بسبب ارتفاع مستويات المحيط في غضون سنوات.
من ناحيته، اعتاد نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور على إطلاق تحذيراته من خطر تغير المناخ، لكن ذلك لم يمنعه من الاستثمار في العقارات المطلة على المحيط الذي يقول إنه سيقضي على المدن الساحلية.
واستثمر آل غور نحو 9 ملايين دولار في أحد العقارات، الذي يضم مسبحًا ومنتجعًا صحيًا وقبو نبيذ و6 مواقد، ويطل على المحيط في منطقة مونتيسيتو، بولاية كاليفورنيا، في عام 2009.
ودفع المممثل الأميركي الشهير ليوناردو دي كابريو، 23 مليون دولار لأحد أعضاء إدارة ترمب، مقابل قطعة أرض جرداء تبلغ مساحتها نحو 7284مترًا مربعا على شاطئ مدينة ماليبو، وفقًا لسجلات العقارات، حسبما نشر موقع "مانسيون غلوبال".
وكان بائع العقار، الشخص الذي اختاره الرئيس ترمب لمنصب وزير الدفاع، فنسنت فيول، المستثمر الملياردير، والذي اشترى المنزل مرة أخرى في عام 2006 من مخرج الفيلم الإنجليزي السير ريدلي سكوت، مقابل 11 مليون دولار، وفقًا للسجلات العقارية الأميركية.